بعيداً عن الروتين.. مهارات وقواعد هامة لا يمتلكها إلا المعلم المبدع!
نعلم جميعاً مدى أهمية الدور الذي يقوم به المعلم، فسمو الرسالة التي يؤديها، تتطلب منه شحذ أقصى طاقاته وقدراته، لخلق جيل واع راشد له القدرة على إصلاح مجتمعه وأمته فيما بعد، شاقة هي المهمة بلا شك والطريق لتحقيق هذه الغاية ليس بالأمر اليسير، خاصة مع كثرة العقبات والتحديات التي يمر بها النظام التعليمي في عالمنا العربي، ولكن هذا لا يمنع أن نعمل على تطوير أنفسنا كمدرسين سعياً لتعليم أفضل لأبنائنا.
والآن إليك هذه النقاط الهامة التي تهيئك لأن تكون معلماً ناجحاً مبدعاً وعصياً على النسيان:
تمكن من مادتك وعلِّمْ بِثَقــة
كلنا يخطئ.. هذا أمر طبيعي، ولكن أن نورث معلومات خاطئة لأجيال كاملة فهذه كارثة، فما أسوأ أن تكون مدرساً للغة العربية وتكتب كلمة مثل “شتاءً “بهذه الصورة ” شتاءا ” أو مدرساً للإنجليزية وتلفظ كلمة مثل apologize “” بـ ” جيم مصرية “، وأنا لا أستقي أمثلة من الخيال، هذه عينة من المدرسين موجودة فعلاً.
ليوم مع معلم عظيم خير من اجتهاد ألف يوم في الدراسة .. حكمة يابانية
إن التمكن من المادة لا يشمل فقط إلمامك بمحتوى المنهاج الذي تُدرسه، إنما يشمل أيضاً قدرتك على استخدام استراتيجيات متنوعة لشرح مفاهيم المادة الدراسية ومهاراتها لجميع التلاميذ بسهولة ويسر، ومتابعة أحدث التطورات في مادتك العلمية، واستخدام مصادر التعلم والأساليب التكنولوجية المختلفة للحصول علي المعلومات والمعارف وغيرها من الأمور التي تمكنك من تقديم درسك بكل ثقة ونجاح.
التحضير اليومي مهم جداً
التخطيط اليومي لدرسك بشقيه الذهني والكتابي أمر هام جداً، وهو واحد من مقومات نجاح هذا الدرس، ومن دون هذا التخطيط لا تتوقع أبداً أن تحقق أهداف درسك.
إن صياغة الأهداف وتحديد الوسائل والأنشطة المناسبة، واختيار أساليب التقويم المختلفة، وضبط الوقت وغيرها من الأمور، بالتأكيد ستساعدك على إيصال رسالتك، لذا إن كنت من هؤلاء المدرسين الذين يتناقلون التحضيرات اليومية فيما بينهم فقط لينجوا من ألسنة مدرائهم فتوقف عن فعل هذا فوراً.
قد تحظى بتقدير من مديرك في العمل إن كنت من أمثال هؤلاء، ولكن نظرة طلابك لك على أنك ذلك المعلم المشتت سوف ترسخ في أذهانهم إلى الأبد.
كن واسع الثقافة
لا يزال المرء عالماً ما طلب العلم، فإذا ظن أنه قد علم، فقد جهل .. ابن المبارك
لا تعتقد بأن التعليم الأكاديمي كفيل بجعلك معلماً مبدعاً، فالإبداع لا يتأتى إلا بثقافة ودراية واسعة بالأمور، تلك الثقافة التي تنير بصيرتك وبالتالي تنعكس على شخصيتك وتزيد من ثقتك بنفسك.
تذكر أن الطلاب لا يكفون أبداً عن طرح الأسئلة، كن دوماً على استعداد لهذه الأسئلة وتجنب الإحراج، هذا ليس بالأمر الصعب، فقط اقرأ أرجوك.
أشرك طلابك واخلق بيئة صفية ممتعة
قل لي وسوف أنسى، أرني ولعلي أتذكر، أشركني وسوف أفهم
تتنوع طرق وأساليب التدريس، اختر منها ما يناسب أهدافك، ولا تنس مدى أهمية تفعيل دور الطالب في عملية التعليم، فهذا سيساعده أكثر على الفهم واسترجاع المعلومات، أيضاً سيعزز ذلك روح المسؤولية والانضباط لديه وسيزيد من ثقته بنفسه، كذلك فإن خلق بيئة صفية يعم المرح والمتعة أرجائها، سيكسر لديه حاجز الرهبة وسيحفزه أكثر على التعلم.
راع فروقهم الفردية
المدرس رئيس فرقة موسيقية يجب عليه أن يسمح لكل عازف أن يبرع .. كما لو أن كل عازف يؤدي معزوفته انفرادية .. تارديف
ليس كل التلاميذ متساوين في قدراتهم وذكائهم ودوافعهم وحاجاتهم، من هنا كان لزاماً على كل مدرس أن يحاول التعرف على الفروق الفردية بين طلابه فيما يتصل بمختلف خصائصهم النفسية، والعقلية، والفسيولوجية، وغيرها .. و أن يأخذ هذه الفروق بعين الاعتبار عند تدريسهم. فمثلاً قد يصادف المدرس، الطالب بطيء الاستيعاب والطالب سريع البديهة، طالب يكتب ببطء وآخر يكتب بسرعة أعلى منه، علاوة عن الفروق الفردية في النضج البدني كقصر القامة أو ضعف السمع أو البصر.
هنا عليك أن تلجأ إلى الأساليب التي من شأنها أن تقلص من وجود مثل هذه الفروق بين الفئات المتمايزة، وذلك عبر اتباع خطوات عدة منها: التنويع في استخدام المواد التعليمية والوسائل المناسبة، تقسيم الفصل إلى مجموعات صغيرة، تقديم أنشطة إثرائية وأمثلة متنوعة لكل مفهوم من المفاهيم المتضمنة في الدرس وكذلك التوسط في شرحها بحيث يستطيع فهمها جميع الطلاب.
كـن متسامحــاً
مهمة المعلم أن يزرع الصحراء، لا أن يقتلع الحشائش الضارة من الحقول .. سي اس لويس
إن اخترت أن تكون معلماً، فعليك أن تمتلك قلباً كبيراً متسامحاً، يرتكب تلامذتنا الكثير من الأخطاء، ولكن هل كل الأخطاء تستوجب العقاب؟ بالطبع لا، اغفر لطلابك زلاتهم وقم بنصحهم وإرشادهم برفق ولين، ولكن هذا لا يعني أن تكون متساهلاً طوال الوقت..
فبعض الأمور تحتاج منك شيئاً من الحزم والصرامة، كذلك لا تحاول السخرية منهم أو جرح مشاعرهم، كأن تسخر مثلاً من ملابسهم القديمة، بنيتهم الجسدية الضعيفة، طريقة نطقهم الخاطئة لبعض الحروف وغيرها من التصرفات.
تذكر أن إحراج تلامذتك له وقع سيء على نفسيتهم وكذلك على مستوى تحصيلهم الدراسي.