“بكار” يوجه رسالة قاسية لـ”السيسي”
طالب نادر بكار مساعد رئيس حزب النور لشئون الإعلام، الرئيس عبدالفتاح السيسي، بضرورة الاهتمام بحالات الضحايا الكثر التي ظهرت مؤخرًا، ومن بينها حالة فتاة شبرا، قائلًا: لو صح ما قاله أحدهم من أن (السيسى) أقام الدنيا ولم يقعدها لما علم بما حدث له من اعتداء فى فرنسا، وهو التوقيت الذى يتزامن مع كل حالات الانتهاك تلك، فلا أدرى متى تظفر هذه المسكينة وغيرها بنفس الاهتمام.
وكان نص مقال “بكار”، بصحيفة “الشروق”، بعنوان “ما حدث لفتاة شبرا”: فتاة شبرا ذات السبعة عشر ربيعا هى أحدث الضحايا ــ المعروفين ــ لتجليات الخلل النفسى والاضطراب السلوكى الذى يعانيه بعض أفراد الأمن فى بلدنا.. استمعت ممزق القلب لروايتها عما قاسته داخل قسم الشرطة، ثم استمعت لأمها الذاهلة وأبيها المكلوم.. السيدة المسكينة التى فُجعت فى ابنتها قبل ثلاثة أيام مثلت الغالبية الكاسحة من هذا الشعب، فقر مدقع، طموحات محدودة، أحلام بسيطة.. الستر عندها هو أعظم مطلب.. لكن السادة فى بلادنا لهم دائما رأى آخر! السيدة المسكينة ينفطر قلبها على ابنتها التى انتهكت كرامتها ونهش عرضها على يد من يُفترض فيهم حمايتها والذود عنها، لم تستطع إلا أن توجه خطابها للرئيس.. لا أشك للحظة أنها مع ملايين غيرها ممن هم على نفس الشاكلة قد اختاروه طمعا فى حد أدنى من الأمان لا أكثر من ذلك.. الأمان الذى قايضت مؤسسات الدولة الشعب عليه مقابل حريته، فإذا به يفقد الاثنين معا! أما والدها فمثل بدوره نفس الغالبية الكاسحة لكن من منظور آخر.. حالة الرجل تبدو متواضعة للغاية لكن النفس الحار الذى يتردد مع كلماته شىء مغاير لهيئته.. كان يمثل المصرى حينما يُدفع دفعا إلى حافة اليأس.. حينما يرى فى لحظة أن كل ما بذله من ماء وجهه طوال عمره ليكفل (الستر) لأسرته الصغيرة قد أصبح هشيما تذروه الرياح أمام عينيه.. رجل يقول بملء فمه سأقتل من فعل هذا بابنتى، فليس لشىء بعد الشرف عندى من قيمة تُذكر! يا ترى بأى قصة عبقرية سيتحفنا الإعلام هذه المرة؟ أى كذبة جديدة تجرى الآن صياغتها بشأن هذه الفتاة وأهلها؟ وهل يا ترى سيتطور الأمر ليشمل الآخرين؟ مشفقٌ أنا على الزملاء فالضحايا كثيرون هذه المرة وكلهم فى أسبوع واحد تقريبا.. نريد شيئا أكثر حبكة هذه المرة، شىءٌ من نوعية المؤامرة الكونية الكبرى التى سيشترك فيها أهل الأرض والسماء وإنس المجرة وجنها وتجرى وقائعها يوم الخامس والعشرين من يناير المرتقب! وعلى ذكر الإعلام، لو صح ما قاله أحدهم من أن (السيسى) أقام الدنيا ولم يقعدها لما علم بما حدث له من اعتداء فى فرنسا، وهو التوقيت الذى يتزامن مع كل حالات الانتهاك تلك، فلا أدرى متى تظفر هذه المسكينة وغيرها بنفس الاهتمام! ليس المقصود هو مجرد ذكر القضية فى خطاب أو لقاء تلفزيونى، ولست حتى أطمع فى زيارة مثل هذه الأسرة المكلومة وغيرها ممن أهدرت أجهزة الأمن آدميتهم على غرار ما فعله الرئيس سابقا يوم زار ضحية التحرش صبيحة تقلده الحكم، إنما المقصود أن يشعر الناس كلهم أن ثمة قانونا واحدا سينصفهم ممن استعبدهم وتلذذ بقهرهم واستضعافهم.. نقل الضباط المدانين لا يصلح أن يكون عقوبة إلا لمن سيبتلى مجددا من المصريين على أياديهم.. وإلا سيصدق ما ينتشر بين الناس الآن من أن مفيش حاتم بيتحاكم.. لكن هذه لن تكون النهاية!