بوتين يلتقي زعيم حركة طالبان
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية كشفت، بدورها، أن التعاون بين روسيا وطالبان يتمحور حول محاربة تنظيم داعش المتشدد.
ورغم هذه التصريحات، فإن الخبراء يعتبرون أن اللقاء بين بوتين والزعيم الجديد لحركة طالبان تعد خطوة لا يمكن أن يتوقعها أحد، بالنظر إلى التاريخ الشائك والمعقد بين الجانبين، والعداوة التي تحكمت في العلاقة بين موسكو والحركة الأفغانية المتشددة.
ونشرت صحيفة صنداي تايمز تقريرا يتضمن تصريحات لمسؤولين كبار في حركة طالبان يقولون إن الرئيس الروسي، عقد اجتماعا غير معلن مع الملا أخطر منصور، وتناقشا بشأن تقديم روسيا مساعدات لحركة طالبان.
ويقول المسؤولون في حركة طالبان إن الكرملين يدعم تمردهم حتى يجعل كابول أكثر ارتباطا بموسكو، مثلما كانت بعد الاجتياح السوفييتي عام 1979.
ويعتقد أن بوتين التقى منصور، زعيم حركة طالبان، على مأدبة عشاء في قاعدة عسكرية بطاجكستان في سبتمبر/ أيلول، عندما كان الرئيس الروسي في العاصمة دوشمبي يحضر اجتماعا إقليميا لمكافحة الإرهاب.
ويرى مراقبون أن سبب هذا التقارب بين روسيا وطالبان هو داعش الذي تمدد في أفغانستان في الأشهر الماضية، ويصل عدد مقاتليه هناك إلى ثلاثة آلاف.
وتعتبر كل من روسيا وحركة طالبان تنظيم داعش عدوا، ودخل التنظيم الإرهابي في منافسة شديدة مع طالبان بعد إعلانه تأسيس “ولاية خراسان”.
وكان بوتين أعرب مرارا عن قلقه بشأن آلاف المتشددين في منطقة القوقاز والجمهوريات السوفيتية السابقة، وقد تكون هذه محاولة لتدمير الخطر في أفغانستان.
وتسعى روسيا إلى تأمين الحدود الأفغانية، وضمان عدم مرور مقاتلي داعش إلى الجمهوريات السوفياتية السابقة: تركمانستان وأوزبكستان، وطاجيكستان، وكازاخستان.
وتهدف أيضا إلى منع المقاتلين المنحدرين من روسيا ومن الجمهوريات السوفياتية السابقة، الذين التحقوا بداعش في سورية، من العودة إلى دولهم.
واعترض البرلمان الأفغاني على إعلان روسيا فتح قنوات اتصال مع حركة طالبان، واعتبر ذلك تدخلا في الشئون الأفغانية.
وأرجعت البرلمانية الأفغانية شينكاري كاروخيل سبب فتح روسيا لهذه الاتصالات مع طالبان إلى عدم ثقة موسكو في حكومة أفغانستان.
وتشكل فرع داعش في أفغانستان وباكستان، في مطلع سنة 2015، من أعضاء منشقين من حركة طالبان بقسميها الأفغاني والباكستاني. وتحول التنافس بين التنظيمين إلى مواجهات مسلحة أحيانا في شرق وجنوب أفغانستان.
ولا تمتنع روسيا عن التعاون مع طالبان رغم أنها تنظر إليها كتنظيم إرهابي، إلا أنها تراها أقل خطورة على مصالحها من مقاتلي داعش الموجودين على الأراضي الأفغانية.