تأثيرات حرب الخليج الأولى على النظام العالمي الجديد والصراع الحالي بالوطن العربي
خاص شامل 24- محمد القرش
شهدت أزمة الخليج ظهور المناظرة القديمة بين مفهومي “أولوية النظام القديم، والنظام العالمي الجديد” مرة أخرى، ومستخدمو المفهوم الأول لم يبذلوا الجهد الكافي لكي يعرفوا لنا ما هو مفهومهم “للنظام العالمي القديم”، وما هي العناصر التي أضيفت أو حذفت منه.ولنا ان نعرف أن اللعبة الدولية بنيت في الأساس على:
-هو بحث الدول المستقلة والحركات السياسية عن كيان مستقل والحصول على مقعد يساوي مقاد الآخرين في الأمم المتحدة،.
-عرفت الاطراف استقلالها من خلال عملية التداخل المعقدة بين الدول وبعضها البعض وذلك من خلال حدودها الجغرافية التي تم تحديدها بعد الاستقلال عن الاستعمار، إلا أن حدثت بعض الصراعات بسبب التداخل والنزاع على هذه الحدود وهو ما تسبب فيما بعد في نزاعات دامت عشرات السنين وأثرت على مناطق بأكملها كما حدث في أزمة الخليج أو ما يعرف بحرب الخليج الأولى بين العراق وإيران.
وعقب انتهاء هذه الحرب التي استمرت الى سنوات طويلة، ساد العالم العربي جواً من التفاؤل على المستوى السياسي، وارتفعت شعارات أهمية التعددية والاعتدال في العالم العربي، وظهرت مطالبات بحرية الرأي والرأي الآخر.
لكن هذا الهدوء لم يدم طويلاً فسرعان ما تغير الأمر تماماً وبدأت الأمور تنقلب رأسا على عقب، وأوشك العراق على أزمة اقتصادية رأى أن يتخلص منها باحتلال دولة أخرى ادعى أنها تتبع حدوده الجغرافية، فقام باحتلال الكويت التي لم تستلم وطلبت تدخلا دولياً وعربياً، ولأن “الكبار” أي الدول العظمة لديها أجندات خاصة وكل ما يحدث كان بتدبير منها تدخلت على الفور، وأضعفت قوى العراق وهزلت وبالنهاية سقطت ودخلت في حرب طائفية لم تنته بعد، مما أثر على المنطقة بأثرها وأدخلها في حسابات معقدة على المدى الطويل، واثرت كذلك في شكل التحالفات الدولية.
وبالنهاية، وكنتيجة طبيعية للصراع الطائفي دخلت المنطقة أيضاً في موجة من الإرهاب الجديد تقوده داعش والجماعات الإرهابية التي تناصرها، وهي موجة من الصراع ربما تحتاج الى عشرات السنين لكي يتخلص العالم العربي منها.