تذكرة للتاريخ.. لماذا أجج البيت الابيض العداء بين بغداد- ودمشق وطهران
تقرير- أحمد محسن
ليس من الغريب على واشنطن كرهها للعرب، كما أنها هي التي زرعت داعش في المنطقة وذلك من أجل الحفاظ على طفلتها المدللة إسرائيل، والحيلولة دون سقوطها، لذلك عملت واشنطن على تذكية روح العداء بين العراق الذي كان يحكمه في هذا الوقت الزعيم الراحل صدام حسين وسوريا التي كان يحكمها في فترة السبعينات الزعيم الراحل حافظ الأسد وإيران على الجانب الآخر، ضاغطةً بذلك بملفي الشيعة والحدود.
في أواسط خمسينيات القرن الماضي، ينضم العراق إلى “حلف بغداد” المعادي للسوفييت، والمكون من: بريطانيا وتركيا وإيران وباكستان. 1958، يطيح عبد الكريم قاسم بالنظام الملكي في العراق، لكن “قاسم” لفت الأنظار أكثر عندما أعلن إنسحاب العراق من حلف بغداد في العام 1959، وبدأ بشراء السلاح السوفيتي… ليتعرض لمحاولة اغتيال في ذات العام من قبل ستة شبّان كان من بينهم صدام حسين. أشهر قليلة، ويتأسس الحزب الإسلامي العراقي -نيسان/1960- كغطاء سياسي لحركة الإخوان المسلمين في العراق. دخل الحزب في مواجهات سياسية مع الشيوعيين ومع السلطة العراقية آنذاك، فأصدر الرئيس “قاسم” قراراً بحله واعتقال قياداته في العام 1960، أي بعد 7 أشهر فقط من قيام الحزب، وتحول الإخوان المسلمين في العراق إلى العمل السري من العام 1960 وحتى العام 1991، حيث أعلنوا عودة الحزب للعمل السياسي برئاسة الدكتور أسامة التكريتي، زميل “صدام حسين” في المراحل الثلاث، الابتدائية والإعدادية والثانوية .
قبيل الذكرى الحادية عشرة لاستلام حزب البعث للحكم في العراق -17/7/1979- تفاجأ العراقيون بإعلان استقالة الرئيس البكر في 16/7/79، وكان السبب المعلن للإستقاله، العجز عن أداء المهام الرئاسية لأسباب صحية، وأعلن صدام حسين “نفسه” رئيسا للجمهورية، ورئيسا لمجلس قيادة الثورة، وقائداً عاماً للقوات المسلحة… بعد تحدّيده إقامة “البكر” في منزله إلى أن توفى في 10/1982، لكن لماذا؟:
1- إفشال أي صيغة للوحدة أو حتى للتقارب بين سورية والعراق، بنسف كامل نتائج الاتفاق الذي توصل إليه الرئيسان حافظ الأسد واحمد البكر لتطبيق “ميثاق العمل القومي” قبل شهر تقريباً من انقلاب “صدام”، خصوصاً وأن موقع رئيس الدولة سيذهب إلى الراحل الكبير حافظ الأسد، وموقع أمين الحزب للرئيس البكر… ما يعني: تدهور مكانة “صدام” أولاً، وتهديد وجودي لأمن الكيان
الصهيوني ومشاريع واشنطن في المنطقة ثانياً، وإدماج العراق في معادلة الصراع العربي-الصهيوني بعد غياب مصر ثالثاً، وهزّ المعادلة النفطية في العالم وأركان محميات الخليج التي دعمت “صدام” بعشرات مليارات الدولارات في حربه مع إيران رابعا، وإمكانية تحالف دولة الوحدة مع إيران الإسلامية التي دعمها حافظ الأسد ورفض البكر مهاجمتها… .
2- التفرد بسلطة مطلقة. مثلاً، قام “صدام” وبعد أسبوع من إقصاء “البكر” بجمع قيادات حزب البعث في قاعة “الخلد” في بغداد، وأُعدم وسجن العشرات منهم بدعوى التآمر مع الرئيس “الأسد”.