تعرف على أهمية تيران وصنافير القصوى لدى إسرائيل
يلعب موقع جزيرتي «تيران وصنافير» دوراً حيوياً في التحكم في الملاحة بخليج العقبة والبحر الأحمر، وتدرك الدول المطلة على الخليج أهمية الجزيرتين استراتيجياً، لذا دخلت تلك الدول في صراعات عسكرية للسيطرة عليها.
ويستعرض الباحثان محمد جعفر اجورولو، وربيع ترك المتخصصان في الجغرافيا العسكرية بجامعة الإمام الحسين بإيران، أهمية مضيق تيران وجزيرتي «تيران وصنافير» في دراسة تحت عنوان «الأهمية الاستراتيجية لمضيق تيران في الصراع بجنوب غرب آسيا».
وقال الباحثان، في الدراسة المنشورة بمجلة «سكوبوس» المتخصصة في الشؤون الجيوسياسية، بتاريخ 3 ديسمبر 2014 إن الولايات المتحدة كانت تدرك الأهمية الاستراتيجية لتلك المنطقة، باعتبارها مفتاح التحكم في قناة السويس والبحر الأحمر وطرق امداد البترول من آسيا ومدخل للمحيط الهندي.
الصراع على مضيق تيران
فترة الصراع بين مصر وإسرائيل عبر سنوات طوال أظهرت الأهمية الاستراتيجية لجزيرتي «تيران وصنافير» ومضيق تيران. وتقول الدراسة إن مصر تحكمت في المنطقة، واستغلتها لتكبيد إسرائيل خسائر اقتصادية خلال سنوات الصراع بين الطرفين.
ففي 1949، انتهت أول حروب العرب ضد إسرائيل بموجب اتفاق رودس، الذي وضع جزيرتي «تيران وصنافير» ومضيق تيران تحت السيطرة المصرية.
وبدأت مصر في استغلال ما تسيطر عليه من ممرات ملاحية لتكبيد إسرائيل خسائر اقتصادية، فأغلقت قناة السويس في وجه الملاحة الإسرائيلية، وأجبرتها على اللجوء إلى طريق رأس الرجاء الصالح ما كبدها خسائر اقتصادية كبيرة بسبب زيادة نفقات نقل البضائع وإهدار الوقت.
وتسرد الدراسة ما حدث عام 1949 عندما طلب العاهل السعودي الملك فيصل من مصر حماية الجزيرتين والمضيق باعتبارها الأقدر عسكرياً على مجابهة العدو الإسرائيلي.
وفي 1955، أعلنت مصر أن عبور ميناء العقبة يتطلب إذنا كتابيا منها، وهو ما لم تتحمله إسرائيل، التي شاركت في العدوان الثلاثي في 1956 لإنهاء سيطرة مصر على قناة السويس ومضيق تيران، وفتح الطريق أمام السفن المتوجهة إلى ميناء إيلات للوصول دون عقبات.
انسحبت إسرائيل من الأراضي التي سيطرت عليها خلال العدوان الثلاثي، وعادت مصر مجدداً للتلويح بإغلاق خليج العقبة، وإغلاقه فعلياً في 1967.
واندلعت حرب جديدة تمكنت خلالها إسرائيل من احتلال شبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان والضفة الغربية، وفرضت سيطرتها مجدداً على خليج العقبة باحتلال جزيرتي «تيران وصنافير».
وتشير الدراسة إلى مقولة بن جوريون رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أن «حياة إسرائيل متوقفة على السيطرة على البحر
الأحمر» لذا فإن إسرائيل تسعى ىبكل جهدها من أجل السيطرة على الجزيرتين والمضيق.
وظل مضيق تيران والجزيرتين تحت الإحتلال الإسرائيلي حتى عقدت مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979، فأصبحت خاضعة لقوات دولية بالإضافة لبعض قوات الشرطة المصرية حيث أن تلك الجزر وقعت ضمن المنطقة «ج» التي نصت عليها الاتفاقية.
كيف قبلت إسرائيل التخلي عن «تيران وصنافير»؟
كانت إسرائيل تدرك جيداً الأهمية الاستراتيجية للجزيرتين والمضيق، لذا لم توافق على الانسحاب منها إلا بعد اتفاق واضح ضمن اتفاقية السلام ينص على نزع السلاح من تلك المنطقة، والموافقة على منح سفنها حرية الملاحة البحرية مع ضمانات دولية بعدم إغلاق الممر البحري الاستراتيجي في وجهها مجدداً. كل ذلك تم في إطار اتفاق بين مصر وإسرائيل ولم تكن السعودية طرفاً فيه على الإطلاق.
انتهت الصراعات العسكرية حول جزيرتي «صنافير وتيران» ومضيق تيران، وأصبحت هناك قوات دولية مهمتها مراقبة أي انتهاكات لبنود اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل وضمان مرور السفن في مدخل خليج العقبة. ورغم ذلك تظل الأهمية الاستراتيجية للجزيرتين والمضيق واقعاً ملموساً، وورقة مهمة في يد الدولة صاحبة السيطرة على المنطقة.
وتقول الدراسة إن من تكون له السيطرة على تلك المنطقة يمكنه بسهولة التحكم في حركة الملاحة بالبحر الأحمر. وفي حالة تجدد الصراع في تلك المنطقة فإن الدولة التي ستتمكن من خلافة قوات حفظ السلام الدولية على تلك الجزر ستكون لها الغلبة في الصراع.
السعودية تعود للمشهد..
تشير الدراسة إلى مفاوضات بدأت بين الطرفين المصري والسعودي منذ العام الماضي من أجل إنشاء جسر يربط بين البلدين يمتد مسافة 50 كيلو مترا يبدأ في «رأس الشيخ حميد» بالسعودية، وينتهي في «رأس النصراني» بشرم الشيخ. وتظهر مجددا أهمية الجزيرتين حيث أنهما يمثلان أفضل وأقصر المناطق لبناء الجسر الرابط بين مصر والسعودية.
يلعب موقع جزيرتي «تيران وصنافير» دوراً حيوياً في التحكم في الملاحة بخليج العقبة والبحر الأحمر، وتدرك الدول المطلة على الخليج أهمية الجزيرتين استراتيجياً، لذا دخلت تلك الدول في صراعات عسكرية للسيطرة عليها.
ويستعرض الباحثان محمد جعفر اجورولو، وربيع ترك المتخصصان في الجغرافيا العسكرية بجامعة الإمام الحسين بإيران، أهمية مضيق تيران وجزيرتي «تيران وصنافير» في دراسة تحت عنوان «الأهمية الاستراتيجية لمضيق تيران في الصراع بجنوب غرب آسيا».
وقال الباحثان، في الدراسة المنشورة بمجلة «سكوبوس» المتخصصة في الشؤون الجيوسياسية، بتاريخ 3 ديسمبر 2014 إن الولايات المتحدة كانت تدرك الأهمية الاستراتيجية لتلك المنطقة، باعتبارها مفتاح التحكم في قناة السويس والبحر الأحمر وطرق امداد البترول من آسيا ومدخل للمحيط الهندي.
الصراع على مضيق تيران
فترة الصراع بين مصر وإسرائيل عبر سنوات طوال أظهرت الأهمية الاستراتيجية لجزيرتي «تيران وصنافير» ومضيق تيران. وتقول الدراسة إن مصر تحكمت في المنطقة، واستغلتها لتكبيد إسرائيل خسائر اقتصادية خلال سنوات الصراع بين الطرفين.
ففي 1949، انتهت أول حروب العرب ضد إسرائيل بموجب اتفاق رودس، الذي وضع جزيرتي «تيران وصنافير» ومضيق تيران تحت السيطرة المصرية.
وبدأت مصر في استغلال ما تسيطر عليه من ممرات ملاحية لتكبيد إسرائيل خسائر اقتصادية، فأغلقت قناة السويس في وجه الملاحة الإسرائيلية، وأجبرتها على اللجوء إلى طريق رأس الرجاء الصالح ما كبدها خسائر اقتصادية كبيرة بسبب زيادة نفقات نقل البضائع وإهدار الوقت.
وتسرد الدراسة ما حدث عام 1949 عندما طلب العاهل السعودي الملك فيصل من مصر حماية الجزيرتين والمضيق باعتبارها الأقدر عسكرياً على مجابهة العدو الإسرائيلي.
وفي 1955، أعلنت مصر أن عبور ميناء العقبة يتطلب إذنا كتابيا منها، وهو ما لم تتحمله إسرائيل، التي شاركت في العدوان الثلاثي في 1956 لإنهاء سيطرة مصر على قناة السويس ومضيق تيران، وفتح الطريق أمام السفن المتوجهة إلى ميناء إيلات للوصول دون عقبات.
انسحبت إسرائيل من الأراضي التي سيطرت عليها خلال العدوان الثلاثي، وعادت مصر مجدداً للتلويح بإغلاق خليج العقبة، وإغلاقه فعلياً في 1967.
واندلعت حرب جديدة تمكنت خلالها إسرائيل من احتلال شبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان والضفة الغربية، وفرضت سيطرتها مجدداً على خليج العقبة باحتلال جزيرتي «تيران وصنافير».
وتشير الدراسة إلى مقولة بن جوريون رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أن «حياة إسرائيل متوقفة على السيطرة على البحر
الأحمر» لذا فإن إسرائيل تسعى ىبكل جهدها من أجل السيطرة على الجزيرتين والمضيق.
وظل مضيق تيران والجزيرتين تحت الإحتلال الإسرائيلي حتى عقدت مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979، فأصبحت خاضعة لقوات دولية بالإضافة لبعض قوات الشرطة المصرية حيث أن تلك الجزر وقعت ضمن المنطقة «ج» التي نصت عليها الاتفاقية.
كيف قبلت إسرائيل التخلي عن «تيران وصنافير»؟
كانت إسرائيل تدرك جيداً الأهمية الاستراتيجية للجزيرتين والمضيق، لذا لم توافق على الانسحاب منها إلا بعد اتفاق واضح ضمن اتفاقية السلام ينص على نزع السلاح من تلك المنطقة، والموافقة على منح سفنها حرية الملاحة البحرية مع ضمانات دولية بعدم إغلاق الممر البحري الاستراتيجي في وجهها مجدداً. كل ذلك تم في إطار اتفاق بين مصر وإسرائيل ولم تكن السعودية طرفاً فيه على الإطلاق.
انتهت الصراعات العسكرية حول جزيرتي «صنافير وتيران» ومضيق تيران، وأصبحت هناك قوات دولية مهمتها مراقبة أي انتهاكات لبنود اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل وضمان مرور السفن في مدخل خليج العقبة. ورغم ذلك تظل الأهمية الاستراتيجية للجزيرتين والمضيق واقعاً ملموساً، وورقة مهمة في يد الدولة صاحبة السيطرة على المنطقة.
وتقول الدراسة إن من تكون له السيطرة على تلك المنطقة يمكنه بسهولة التحكم في حركة الملاحة بالبحر الأحمر. وفي حالة تجدد الصراع في تلك المنطقة فإن الدولة التي ستتمكن من خلافة قوات حفظ السلام الدولية على تلك الجزر ستكون لها الغلبة في الصراع.
السعودية تعود للمشهد..
تشير الدراسة إلى مفاوضات بدأت بين الطرفين المصري والسعودي منذ العام الماضي من أجل إنشاء جسر يربط بين البلدين يمتد مسافة 50 كيلو مترا يبدأ في «رأس الشيخ حميد» بالسعودية، وينتهي في «رأس النصراني» بشرم الشيخ. وتظهر مجددا أهمية الجزيرتين حيث أنهما يمثلان أفضل وأقصر المناطق لبناء الجسر الرابط بين مصر والسعودية.