تعرف على مخطط إيران للسيطرة على الشرق الأوسط

أبدى كبير محللي الأمن القومي الإسرائيلي، يوسي ميلمان، مخاوفه من صورة لقائد قوات حرس الثورة الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، تم التقاطها له في سوريا، بالقرب من مثلث الحدود بين الأردن والعراق وسوريا، إلى جانب مقاتلين من مليشيا شيعية أفغانية تسمى "الفاطميون"، (قام سليماني بتجنيدها للدفاع عن نظام بشار الأسد).

أبدى كبير محللي الأمن القومي الإسرائيلي، يوسي ميلمان، مخاوفه من صورة لقائد قوات حرس الثورة الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، تم التقاطها له في سوريا، بالقرب من مثلث الحدود بين الأردن والعراق وسوريا، إلى جانب مقاتلين من مليشيا شيعية أفغانية تسمى "الفاطميون"، (قام سليماني بتجنيدها للدفاع عن نظام بشار الأسد).

 

وقال ميلمان في مقال له بصحيفة معاريف الإسرائيلية تحت عنوان "مبدأ التواصل": "قد تكون هذه صورة انتصار إيران إذا نجحت في تعزيز سيطرتها على المعابر الحدودية بين العراق وسوريا، وبهذا ستؤكد سيطرتها العليا على هذا الجزء من الشرق الأوسط"، مضيفا: "هذا السيناريو يقض مضاجع إسرائيل".

 

وتابع ميلمان أن "إيران تسعى منذ سنوات إلى إنشاء تواصل بري يبدأ من إيران ويمر في العراق وسوريا، ومن هناك إلى لبنان والبحر المتوسط، وعندما ستحقق ذلك، يمكن القول إن هناك "هلالا شيعيا" بريا".

 

وأضاف: "صحيح أن إيران تستطيع مواصلة علاقتها مع الأسد وحزب الله، أيضا من خلال الجو، كما فعلت حتى الآن، ولكن التواصل البري سيخفف عنها في إرسال المقاتلين والسلاح، وسيصعب على إسرائيل إلحاق الضرر بهذه الإرساليات".

 

وأوضح أن قلق إسرائيل من زيادة التواجد الإيراني في سوريا مزدوج، مشيرا إلى أن هذا التواجد قد يشجع إيران على الحصول على موطئ قدم أيضا قرب الحدود مع اسرائيل.

 

وأكد ميلمان، أن تعزيز تواجد إيران في سوريا سيكلف إسرائيل الكثير من المال، قائلا: "هذا التواجد يعني إحياء الجبهة الشمالية الشرقية التي كفت عن كونها تهديدا منذ انهيار نظام صدام حسين في العراق والحرب الأهلية في سوريا، بالإضافة إلى أن الجيش الإسرائيلي سيضطر إلى الاستعداد بالشكل المناسب للتهديد الجديد في الشمال الشرقي، واستعداد الجيش الاسرائيلي مكلف جدا".

 

وأشار كبير محللي الأمن القومي الإسرائيلي، إلى أن إسرائيل ليست هي وحدها القلقة فقط من الوضع الذي قد ينشأ في سوريا، مضيفا أن "الأردن والولايات المتحدة أيضا عبرتا عن القلق، وليس صدفة أنه في الشهر الماضي قامت القوات الأمريكية، لأول مرة، بقصف قوات نظام الأسد في الجنوب والمليشيات التابعة له، وبعض عمليات القصف تمت بالقرب من التنف، وهي المنطقة التي التقط فيها الجنرال الإيراني صورته".

 

وقال ميلمان: "على هذه الخلفية، حسب جهات استخبارية غربية، يفحص الأردن إمكانية التدخل العسكري في سوريا"، لافتا إلى أن الجيش الأردني يستعد لإقامة مناطق عازلة داخل سوريا، قرب الحدود المشتركة بين الدولتين.

 

وأردف: "بحسب مصادر غربية فإن الملك عبد الله اتخذ القرار مبدئيا في أعقاب زيارة ترامب إلى السعودية والتقائه في الرياض مع الزعماء العرب، في ذلك المؤتمر حصل الملك عبد الله على تأييد السعودية والولايات المتحدة لهذه الخطوة".

 

وأوضح ميلمان أن "الأردن جزء من التحالف الدولي الذي يعمل في سوريا، وفي السابق شارك من خلال طائرات سلاح الجو التي كانت تقصف داعش، لكن هذه المشاركة توقفت بعد إحراق داعش للطيار الأردني، الذي وقع في الأسر".

 

واستطرد: "يضاف إلى ذلك أنه تعمل على الأراضي الأردنية، وبشكل سري، قوات خاصة لبعض جيوش التحالف مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا وغيرها، وبين الفينة والأخرى يقومون بتنفيذ مهمات خاصة لجمع المعلومات وعمليات التصفية في سوريا، وبالتوازي أيضا يقومون بتدريب مجموعات متمردين سوريين معتدلين".

 

وقال ميلمان: "على مستوى التكتيك، إذا أقام الجيش الأردني مناطق عازلة داخل سوريا، فإن أساس الخطوة سيكون حماية حدود المملكة من تسلل الجهات الإرهابية، ولكن هذا أيضا سيمكن من وضع مجموعات من المتمردين ضد نظام الأسد، تستطيع هذه القوات المتمردة التي تحصل على الدعم والتدريب من الأردن والولايات المتحدة، إقامة مواقع متقدمة والخروج للعمل في عمق سوريا، من خلال المناطق العازلة".

 

وتابع: "إذا قام الأردن بتنفيذ هذه الخطوة، فسيكون لذلك مغزى استراتيجي كبير ومفيد لإسرائيل، وحسب تلك المصادر الغربية، فإن الأردن وبغطاء من الولايات المتحدة، يمكنه تسليح المليشيات الدرزية في جبل الدروز، ولكون الدروز أقلية فهم مقربون من نظام الأسد، لكنهم ينتهجون بين الفينة والأخرى خطا مستقلا وينشئون علاقات مع جهات خارج سوريا".

 

ويرى المحلل الإسرائيلي، أنه "إذا عمل الأردن عسكريا داخل سوريا وقام بإنشاء علاقة مع الدروز، فإن هذا سيساعد على زيادة الرقابة على أجزاء هامة من الحدود بين العراق وسوريا، الأمر الذي سيصعب على إيران تحقيق طموحها في إقامة الممر البري حتى لو لم يمنع ذلك كليا، ومع تحرير الرقة المتوقع من قبل القوات الكردية، فإن الخطوة الأردنية ستقلص مساحة مناورة إيران".

 

يشار إلى أن يوسي ميلمان هو أحد أهم الصحفيين ومحللي الأمن القومي الإسرائيلي، ومن أهم الكتاب الإسرائيليين المعنيين بإشكالية العلاقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتناولت العديد من مقالاته الصحفية في الصحف الإسرائيلية المختلفة، وكتبه المنشورة، مدى حجم الهوة التي انساق لها المجتمع الإسرائيلي في تعاملهم مع عرب فلسطين، والتي تنذر بحدوث كارثة مستقبلية حذر منها في الكثير من كتاباته، ويعتبر "موسى ميلمان" نفسه من ذوي الاتجاه اليساري في إسرائيل والذي يدعو لضرورة التعايش مع الفلسطينيين داخل فلسطين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...