تقرير: الاستعباد الجنسي يطارد السوريات
سلط موقع “ميدل ايست أي” البريطاني، الضوء على حجم المعاناة التي يتعرض لها الشعب السوري، نتيجة الحرب الدائرة منذ سنوات، مشيرًا إلى أن السوريين، يعيشون بين مطرقة الأسد وسندان داعش.
وقال المحلل “ماثيو آيتون”، في تقرير نشره الموقع المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، إن السلطات اللبنانية، ألقت مؤخرًا القبض على أكبر شبكة للاتجار بالجنس، في مدينة جونيه شمالي بيروت في لبنان، وإن العملية كانت ناجحة، إذ تم تحرير نحو 75 امرأة، أغلبهن من سوريا، من المبنى المحصن الذي تم احتجازهن فيه، وسط ظروف استعباد وضرب وتعذيب، فيما لم تكن تفتح أبواب المبنى إلا عند وصول “الزبائن”.
وذكر أن الكثير من اللاجئين السوريين يعملون في تجارة الجنس بلبنان، كأعضاء بالشبكة، نتيجة وقوعهم إما فريسة لليأس، أو رهائن تحت التهديد.
وأشار الكاتب، إلى أنه طالما استمرت الحرب في سوريا، فمن المرجح أن تتعرض اللاجئات السوريات، وخاصة القصّر منهن، لمخاطر شديدة.
وأضاف أنه كما هي الحال مع العديد من المصائب في لبنان، والتي سرعان ما تعود إلى دمشق، فقد تم اتهام مسئول سابق في نظام الأسد، يُدعى عماد الريجاوي، وهو ضابط كبير بالمخابرات السورية سابقاً، بإدارة شبكة الدعارة في جونيه.
وطبقاً لما ذكرته صحيفة الأخبار اللبنانية، الموالية لحزب الله، فقد كان يطلق على هذا الشخص اسم “الجلاد”، نظراً لما كان يقوم به من أعمال همجية ضد النساء المحتجزات، لإجبارهن على القيام بهذه الأعمال.
ولفت الكاتب، إلى أن هذا يعد مثالاً آخر، يسمح لنا بالمقارنة بين وحشية نظام الأسد والمتشددين في تنظيم الدولة، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من الأدلة الدامغة التي تثبت تورط جيش وقوات الأمن التابعة للأسد، في ممارسة “جميع أنواع الفسوق والعنف الجنسي، ضد الرجال والنساء والأطفال”.
وقد وثقت منظمة هيومن رايتس ووتش، حالات من النساء اللاتي سقطن ضحايا للاغتصاب والتعذيب الجنسي، بما في ذلك الصدمات الكهربائية على أعضائهن التناسلية، على يد قوات الأمن التابعة للأسد.
وقال الكاتب، إن “الجرائم الدنيئة من الاستعباد الجنسي والاغتصاب، ليست فقط قاعدة سلوكية لدى أذناب الأسد، ولكنها تنطبق -أيضًا- على المتشددين في تنظيم الدولة”.
واختتم: “لا يمكننا أن نعدَّ أنفسنا أمناء من الناحية الأخلاقية عند القول إن الشعب السوري رهن للاستبداد، وإن عليه فقط الاختيار ما بين حزب البعث أو تنظيم الدولة”، مشيرًا إلى أن “نظام الأسد مُدان بارتكاب جرائم لا تعد ولا تحصى ضد الشعب السوري، وأنه يجب تقديم الدعم لهذا الشعب من خلال الضغط لتشكيل حكومة ديمقراطية، وليس فقط بتقييد معالم مستقبلهم السياسي، بناء على موافقة جلاديهم”.