” جلاد دنشواي” ابراهيم الهلباوي
فى الأربعاء 13 يونيو 1906 وقعت حادثة دنشواى الشهيرة و في يوم 20 يونيو 1906 أصدر مصطفى باشا فهمى رئيس الوزراء ” والد السيدة صفية زغلول هانم زوجة سعد باشا زغلول ” قراراً بتشكيل محكمة خاصة لمحاكمة المتهمين المصريين و الانجليز في حادثة دنشواى.
وقد تم تشكيل المحكمة برئاسة احمد فتحي زغلول بك رئيس محكمة مصر ” شقيق سعد باشا زغلول” وعضوية كلا من مستر هبتر نائب المستشار القضائى ومستر بوند وكيل محكمة الاستئناف الأهلية وحضور المدعى العسكري القائمقام لهادلو القائم بأعمال المحاماة والقضاء بالجيش الانجليزي، وممثل النيابة العامة بطرس باشا غالي ناروز وزير الحقانية بنفسه.
وحضر محامون عن المتهمين المصريين وتعاقدت السفارة الانجليزية في القاهرة مع اعظم محاميي مصر وقتها ابراهيم الهلباوي باشا للدفاع عن المتهمين الانجليز.
وقد دافع الهلباوى باشا بمهارته المعهودة عن موكليه واستطاع تبرئتهم من تهم القتل الموجهة اليهم، وترافع ممثل الادعاء العام بطرس غالى باشا واستطاع ان يصور اهل دنشواي كقتلة و سفاحين.
وفى 27 يونيو من ذلك العام اصدرت المحكمة برئاسة احمد فتحي زغلول بك حكمها بإعدام كلا من :
على حسن على محفوظ ويوسف حسن سليم والسيد عيسى سالم ومحمد درويش زهران وتم تنفيذ الحكم علنا في دنشواي، فيما تم الحكم على 2 بالأشغال الشاقة المؤبدة والحكم على آخر بالأشغال 15 سنة ثم حكم بالسجن 7 سنوات على 6 متهمين مع معاقبة كل منهم بخمسين جلدة علنا.
و ظلت مصر كلها تلعن بطرس غالى و فتحى زغلول لدورهما فى قتل المصريين.
وفى عام 1910 تم اغتيال بطرس غالى لدوره فى مذبحة دنشواي، و بعد ثورة 1919 و عودة سعد باشا زغلول من منفاه بدأت المنافسة الانتخابية بين سعد باشا زغلول والوفد المصرى من جهة وباقى الاحزاب وخاصة الاحرار الدستوريين من جهة اخرى فبدأ المنافسون يستخدمون دور احمد فتحي زغلول شقيق سعد باشا زغلول ومصطفى باشا فهمى والد زوجته في الاساءة لسعد باشا بالاضافة للصداقة المعروفة بين سعد باشا واللورد كرومر.
فقامت الصحف التابعة للانجليز كصحيفة الاهرام وصحيفة المقطم والصحف التابعة للوفد كصحيفة المصرى والصحف التابعة للكنيسة كمجلة الهدى ومجلة المراعي الخضراء ومجلة الصلاح فى اعادة صياغة حادثة دنشواى لابعاد عار قتل المصريين عنهما والصاقه باى شخص فلم يجدوا سوى ابراهيم الهلباوى باشا لانه احد قادة حزب الاحرار الدستوريين ليردوا لهم نفس الفخ.
ولم يكن الهلباوى باشا معه صحف و مؤسسات تدافع عنه فبدأ الناس يرددون ان الهلباوى باشا هو جلاد دنشواي.