حصان طروادة حقيقة أم سراب

 الكثيرون تحدثوا عن حصان طروادة فمنهم من أكد أن ذلك الجزء المهم من الإلياذة حدث بالفعل بينما يرى البعض الآخر أنه من غير المقبول وقوع تلك القصة وأن كل ما يقال عنها إنما هو ضرب من المحال.

البعض قد يكونون محقين بينما البعض الأخر قد لا يكونون كذلك لكن دعونا نر ما هي الدروس المستفادة من "حصان طروادة"، الدروس المستفادة أنه بحيلة بسيطة استطاع طرف أن يهزم الطرف الآخر بل ويمحي أمة بأكملها من الوجود لسبب بسيط أنه استخدم عقله وتوصل لكل ما يتمناه.

دروس أخرى مستفادة

       حشد أهل إسبارطة الجيوش الجرارة، والسفن العديدة، ولبسوا لامة الحرب ودروع القتال، وهم يكادون يتفجرون غضباً على أهل طروادة، وفي قلوبهم العزم الأكيد لدك طروادة وتخريبها وسحق ملكها وذبح "باريس" واستنقاذ الزوجة الفاتنة من بين أحضانه وإرجاعها للملك، وتحالف مع ملك إسبارطة أكثر ملوك اليونان، فزحفوا كأمواج البحر الهائجة نحو طروادة !

 

     في  (1193 ق. م ) نزلت جيوش التحالف مع  إسبارطة على شواطئ طروادة، ونشبت معركة هائلة وخيالية لم يسبق أن نشب مثلها، وقتل الآلاف، وسالت الدماء كالأنهار، وحاصر جيش إسبارطة دولة طروادة لمدة عشر سنين، دون فائدة، حيث كانت طروادة تتمتع بأسوار منيعة وعظيمة، وكادت جيوش إسبارطة تنسحب أمام عجزها عن اقتحام هذه المدينة!

 

    وفي 1184 ق. م  تمكن  أحد قادة جيوش إسبارطة وهو " يوليسوس"  والذي كان يتمتع بذكاءٍ خارق، ومكر ودهاءٍ بارع، من اقتحام حصن طروادة، وإلحاق الهزيمة بملكها واسترداد زوجة ملك إسبارطة !

 

      حيث علم أنَّ أهل طروادة  – بعد تحقيق ومعرفة عادات والتقاليد أهل طروادة- يقدسون الحصان ويجعلون له مرتبة خاصة في الاحترام والتقديس، فأشار على جيش إسبارطة بصنع  حصانٍ خشبيٍ  يتسع  لمجموعة من المقاتلين الأشداء من جيش إسبارطة، وتم  جر الحصان بالقرب من أبواب مدينة طروادة، وتم التظاهر  بالانسحاب، فظن أهل طروادة أنه نصروا على دونهم وأنه هرب وانسحب مهزوماً، وأنهم تركوا لهم هذا الحصان غنيمة !

 

     لقد انطلقت الحيلة عليهم وتمريرها بمكر ودهاء، فجروا  الحصان – وهم لا يعلمون ما بداخله- إلى داخل المدينة، ثم أطلقوا احتفالاتهم معلنين النصر  الساحق، وأحييت تلك الليلة بالمجون والسكر !

 

      وانتهى الاحتفال بتسلل جنود إسبارطة من الحصان الخشبي، والتوجه إلى البوابة وكسرها، إطلاق إشارة نارية للجيش المختبئ خلف الهضاب للانقضاض على طروادة، فمزقوها شر ممزق، ودمورها تدميرا، وأصبحت خاوية على عروشها، وقتل ملكها وأكثر شعبها، وتم استعادة الملكة الفاتنة "آيلينا" إلى أحضان زوجها الملك "مينالاس" واعتذرت منه، وعاشا معاً مجدداً !!

قد لا يكون حصان طروادة صُنع أو استـُعمل على الإطلاق. ولا توجد براهين تؤكد وجود ذلك الحصان باستثناء إشارات أدبية تم تدوينها بعد الحادثة بفترة طويلة. مدينة طروادة القديمة كانت تقع بالقرب من مضيق الدردنيل، وفى الخمسينيات من القرن الماضى تم بناء متحف يضم ضمن مقتنياته آثاراً للمدينة مع حصان خشبى فى حديقة المتحف يمثل حصان طروادة الأسطورى. ومن هذه الأسطورة استـُنبط المصطلح "حصان طروادة Trojan Horse" للدلالة على ما هو ظاهره نافع مفيد وباطنه ضرر أكيد.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...