web analytics
غير مصنف

رفاعة الطهطاوي والمسرح

 

تقرير -أشرف الهلالي

لم يكن محمد علي يختار لبعثاته التي كان يوفدها الى أوروبا غير الأتراك والشراكسة والألبان حيث كان يعتمد عليهم ولا يمنح ثقته لسواهم، غير أن الفتى الأزهري الصعيدي استطاع بحيلة من استاذه الذي يؤمن بنبوغه أن يسافر مع إحدى البعثات الى فرنسا.

لم يكن رفاعة الطهطاوي مبعوثاً كباقي المبعوثن حيث كان مصريا حميما بزملائه وواعظاً دينياً لهم.

ولأنه لم يكن رجلاً عادياً فقد انتهز الفرصة وتعلم أكثر مما تعلم أعضاء البعثة ولفت أنظار الأساتذة الفرنسيين الى ذكائه ونبوغه وعاد الى الوطن لكي ينهل الطلاب المصريون من علمه مدوناً كل ما شاهده خلال البعثة في كتاب أسماه “تخليص الإبريز في تلخيص باريز”.

وقد أشار في كتابه الى “التياتر” بكسر التاء الثانية وكان يقصد بها المسرح وهي وسيلة من وسائل المرح واللهو وقد أعجبته كثيرا في الفرنسيين.، بالإضافة الى “السباكتاكل” وهي محال يلعب فيها تقليد سائر ما وقع.

وهي ألعاب جد في صورة هزل حيث يأخذ منها الإنسان عبراً عجيبة وذلك لأنه يرى فيها سائر الأعمال الصالحة وقد مدح الأولى وهي المسرح وذم الثانية وهي “السباكتاكل”.

وأخذ الطهطاوي يشرح مما تكون التياتر وهي مجموعة من الغرف تكون معظمها مضاءة وبها أشخاص يؤدون بروفات استعداداً للعرض الذي سيقدمونه.

وقال إن من يقومون فيها بأداء التي يكون بعضها جدا والآخر هزيلاً لا يقتصر على الرجال فقط بل الرجال والنساء على حد سواء.

ثم توجد “سراية” تمنع الجمهور من روؤيتهم في إشارة منه الى ستارة المسرح.

وفيها يؤدي هؤلاء الناس أمام الجمهور كمية كبير من الأشعار والأغاني والأناشيد، والتنكيت والتبكيت أيضاً.

وقال الطهطاوي إن الفرنسيين يصورون كل ما يجري في الطبيعة ويقومون بتمثيل أدوار عنهم فإذا أعجبوا بملك قلدوه أو ببلد حكوا وقلدوا عن أهلها.

وبذلك نجد أن رفاعة الطهطاوي هو أول من حكى عن المسرح ونقل عنه الى مصر وسائر البلدان العربية.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...