سعد الرفاعي يكتب: متحف عمارة الحرمين الشريفين
تسنت لي زيارة متحف عمارة الحرمين الشريفين بمكة المكرمة مؤخرا. وهو الذي أنشئ من قبل الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي قبل مايقارب العقدين من الزمن. افتتح المتحف عام 1420هـ من قبل الأمير عبد المجيد -رحمه الله-. كنت أتوقع أن أجد المتحف – بعد كل هذه السنوات – معرضا تاريخيا يأخذ زائره إلى عمارة المسجد الحرام – على أدنى تطلع باعتبار المتحف في مكة – عبر القرون، يسافر في رحلة معرفية إلى بدء مكة والكعبة عبرمجسمات تقريبية لاسيما والمتحف فيه بعض المجسمات لبعض المعالم؛ الأمر الذي يرفع الحرج إزاء هذا الطلب.
إن متحف الحرمين الذي ننشده هو الذي يسعى جاهدا لجمع شتات الآثار الخاصة بالحرمين الشريفين في شتى الأصقاع، التي لن تعدم شيئا منها في متاحف كبرى كاللوفر بباريس أو (طوم كابي) بإسطنبول أو بعض المتاحف المصرية سواء بالشراء أو بالإهداء أو بالمحاكاة.
ولايخفى أن الزائر للحرمين الشريفين يملأه الشوق إلى تاريخ الإسلام عامة وفي أطهر بقعتين خاصة، ولئن كان وجود المتحف منجزا؛ فالإنجاز الأكبر أن يتم تطويره وتوسعته ليجول بزائره عبر كل العصور والقرون. ولأن الشوق عارم لهذا التاريخ فلم لا نستعيد أشهر العادات المكية المتنقلة عبر العصور سواء في الملابس أو بعض المصنوعات أو المأكولات والهدايا. وحيث إن مثل هذه التطلعات تحتاح إلى تمويل فما الذي يمنع وضع رسم مالي للدخول ولو كان رمزيا ليوجه لخدمة المتحف مع إتاحة الفرصة للواقفين والواهبين، سواء كان مالا أو آثارا وستجد من العطاء عجبا لما للحرمين من مكانة وجلال.
نبضة تأمل: ترى لو تم اختيار موقع للمتحف خارج حدود الحرم، وقدر لغير المسلمين زيارته هل سيكون ذلك معينا على هدايتهم؟!