طهرات بدأتها والدوحة تكملها.. قطر تنتج سلسلة أفلام عن حياة الرسول وتوقعات بحرب طائفية في المنطقة
دفعت موجة الجدل الكبيرة التي أثارها فيلم “محمد” الذي أنتجته ايران للدفاع عن الرسول الكريم، دولة قطر لانتاج سلسلة من نوعية هذه الافلام، التي تحكي سيرة خير البشر والفترة التي عاشها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كاملةً، وكذلك حياة الخلفاء الراشدين وذلك بحسب ما أعلنت شركة النور الإعلامية القطرية التي قالت إن مشروع إنتاج سلسلة أفلام “محمد رسول الله”، دخل مرحلة التنفيذ بعدما اكتمل وضع التصور القصصي العام والمعالجة السينمائية.
وأكد أزهر قريشي المدير التنفيذي للإنتاج الدولي في الشركة إن “التصور القصصي العام والمعالجة السينمائية يخلوان من تجسيد صورة الرسول، في نوع من التلميح الى الفيلم الإيراني الذي يحمل نفس الاسم “محمد رسول الله” والذي ما يزال يثير جدلا حادا في أوساط الدول الإسلامية السنية بسبب “تجسيده لشخصية الرسول صوتا وصورة”، على حد تعبير الرافضين للفيلم الإيراني.
وأثار الفيلم وهو من اخراج مجيد مجيدي جدلا كثيرا أثناء تصويره، بسبب تجسيده لشخصية الرسول صوتا وصورة وبسبب ضعف الروايات، وشكوك حول صدقيتها أو توظيفها طائفيا.
ونفى المخرج مجيدي أثناء التصوير وجود أي تجسيد مرئي لشخصية النبي لامتصاص ردود الفعل الشعبية والرسمية الغاضبة.
وقال مجيد مجيدي الممثل الإيراني السابق أن موضوع فيلمه فرض نفسه، مبرّرا تجاهله وتجاهل الحكومة للتحذيرات التي سبق أن صدرت عن كبرى الهيئات الدينية في الدول العربية ومنها السعودية ومصر، بأنه في السنوات الاخيرة عكست قراءة خاطئة للإسلام في العالم الغربي، صورة عنيفة عنه لا علاقة لها بتاتا بطبيعة التسامح والاعتدال فيه.
ويقول محللون إن قطر ربما تريد أن تركب موجة الاحتجاجات ضد الفيلم الإيراني للتسويق لنفسها بأنها “تدافع عن الرسول بالفعل وليس بمجرد القول فقط”، خاصة وأن الفيلم قد واجه اعتراضات شديدة اللهجة من مشيخة جامع الأزهر.
وانتقدت هذه المشيخة الفيلم بشدّة منذ بداية تصويره وطالبت بمنع عرضه. وأعلنت رفضها لتجسيد الأنبياء والرسل في الأعمال الدرامية والفنية. وأوضحت أنه لا يجوز تجسيد شخصيات الأنبياء والرسل لمكانتهم التي لا ينبغي أن تُمس بأيِّ صورة في الوجدان الديني.
واعتبر الأزهر أن تجسيد شخصياتهم في هذه الأعمال يعد انتقاصا من هذه المكانة الروحية التي يجب الحفاظ عليها.
وأوضح أن رفض تجسيد الأنبياء لا يقتصر على منع إظهار وجوههم بشكل واضح في هذه الأعمال، ولكن تجسيد الأنبياء صوتا أو صورة أو كليهما في الأعمال الدرامية والفنية أمر مرفوض، لأنه ينزل بمكانة الأنبياء من عليائها وكمالها الأخلاقي ومقامها العالي في القلوب والنفوس إلى ما هو أدنى بالضرورة.
افتتح مهرجان مونترال كندا بعرضه لفيلم محمد رسول الله (ص) يوم الخميس الماضي ليكون هذا العرض هو الاول عالميا للفيلم وهو ما ابهر وسائل الاعلام الاجنبية ودفعها لكتابة مقالات مختلفة عنه .
وافادت وكالة مهر للأنباء نقلا عن صحيفة “خراسان” الايرانية ان المخرج الايراني “مجيد مجيدي” الذي حضر مؤتمر صحفيا حول الفيلم قال : للأسف انه في هذه الفترة الزمنية يتم خدش الاسلام الحقيقي وعرض نسخة راديكالية ومتعصبة وعنيفة منه في الوقت الذي يتمتع فيه دين الاسلام بالسلام والحب وهذا ما كان هدفي لاظهاره في الفيلم .
واعتبرت وكالة الانباء الفرنسية ان عمل مجيدي هذا بدون اظهار وجه النبي الاكرم (ص) يعتبر ازمة كبيرة وفي الوقت الذي يقوم فيه كل متابعوه ليتمكنوا من مشاهدة وجهه الا ان وجه الرسول الاعظم لا يظهر في اي مشهد ابدا .
ويجسد هذا العمل الفترة الزمنية من حياة النبي محمد (ص) من بداية ولادته وحتى عمر 13 الى ان يدخل مرحلة اليافعين كما ان الحقائق والروايات المعتمدة في رواية قصة الفيلم هي معتمدة وموثقة لدى كل من السنة والشيعة .