فاينانشيال تايمز: أحلام الاتحاد الأوروبي في التوسع تتلاشى مع اقتراب رحيل بريطانيا

ذكرت صحيفة "ذي فاينانشيال تايمز" البريطانية أن الزعماء الأوروبيين سيتعهدون في روما السبت المقبل بإبقاء الباب مفتوحا أمام الدول المتوقع انضمامها للاتحاد الأوروبي، عندما يحتفلون بالذكرى الستين لاتفاقية تأسيس التكتل.

وقالت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته اليوم الخميس على موقعها الإلكتروني – إنه على الرغم من ذلك، فإن التصريحات ليس بإمكانها إخفاء الحقيقة المتمثلة في توقف سياسة التوسع، التي جعلت الدول الست الأعضاء في الجماعة الأوروبية للفحم والصلب يتحولون إلى الكيان الضخم.

وأضافت الصحيفة أن توسع الاتحاد الأوروبي كان أحد إنجازاته التاريخية، مما ساعد في اختفاء آثار الحروب والفاشية والشيوعية في موجات التوسع التي اجتذبت 22 دولة للانضمام إلى المؤسسين.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه السياسة، مع ذلك، ليست متوقفة فحسب؛ بل أن قمة روما تأتي أيضا قبل أيام من شروع بريطانيا في تفعيل إجراءات رحيلها من الاتحاد الأوروبي.

ولفتت الصحيفة إلى أنه في ظل تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، ومواجهة هجمات أنصار الشعبوية، والصراعات من أجل التغلب على إرث الديون وأزمات الهجرة، فإن زعماء التكتل يجدون أنفسهم أمام تحد كبير بشكل كاف – حتى بدون الانقسامات الداخلية المتنامية بسبب الهجرة والأموال ومعايير الديمقراطية التي أخمدت أي حماس آخر للسماح بانضمام دول أعضاء جدد.

ونقلت الصحيفة عن جوزيف جانينج، وهو كبير باحثين في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، قوله "بطريقة أو بأخرى يمكنكم القول إن الاتحاد الأوروبي يعاني من أعراض تقليدية للتمدد الزائد عن الحد. فالأمر لا يقتصر على مجرد اختلاف في المصالح عندما تكون هناك قضايا اقتصادية ومالية؛ بل هناك أيضا تنوع أكبر عندما يتعلق الأمر بتفضيل الكيفية التي يجب لأوروبا أن تعمل بها".

ونوهت الصحيفة إلى أن قوى أخرى تقف في طريق التوسع، فالانقسامات المتصاعدة بين أوروبا وتركيا دفعت المسعى المتأخر بشأن انضمام هذه الأخيرة إلى بلوغ مرحلة يمكن عندما إلغاء المحادثات تماما، كما أن العضوية لا تزال احتمالا بعيدا بالنسبة لدول البلقان الغربية مثل مونتنيجرو (الجبل الأسود) وصربيا وسط توتر عرقي متزايد في المنطقة.

وأوضحت الصحيفة أن التوسع لم يكن له مكان تقريبا في الخطة الرئيسية التي صاغها رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر من أجل حشد أوروبا بعد "بريكسيت" (اتفاق انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي)، وتقول إنه من غير المحتمل حدوث انضمام آخر في الأمد القصير.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن القلق من الافتقاد إلى فرصة واضحة لانضمام عضو جديد للاتحاد الأوروبي تعد في حد ذاتها مصدرا لعدم الاستقرار..مشيرة إلى أنه على الرغم من أن الباب مفتوح بشكل رسمي؛ إلا أنه لن يكون هناك انضمام لأي دولة أخرى قبل مرور فترة طويلة من العقد القادم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...