فيلمان لنفس الشخصية تعرف عليهما

 

 

طبعا كلنا يعرف فيلم ” رابعة العدوية ” الذى يحكى عن جارية فى    العصر العباسى – قامت بدورها نبيلة عبيد – كانت فاسدة ولاهية ، ثم    هداها الله عن طريق ” حسين رياض ” وتحولت إلى متصوفة رغم صعوبات  كثيرة وضعها أمامها ” فريد شوقى ” .. لكن هل تعلم أن هناك فيلماً  آخر عن نفس الشخصية وبنفس الأحداث تقريباً ، تم إنجازه قبل الفيلم  الشهير بعام كامل ، وإسمه ” شهيدة الحب الإلهى ” .. وللمفارقة أن  العرض الأول كان يوم 10 فبراير عام 1962 وقد كتبوا على أفيش الفيلم  الثانى تحت وببنط صغير ” قصة جديدة عن أسرار حياتها وجهادها ” مع   أن القصة لا يمكن أن تكون جديدة لأنها تاريخية !*

البطولة فى الفيلم الذى لا نعرفه كانت لممثلة شامية الأصل أسمها ” عايدة هلال ” لم تقدم أدواراً كثيرة لكنها كانت مشهورة فى ذلك الوقت    وشاركها رشدى أباظة فى الدور الذى قام به ” فريد شوقى ” .. كما شارك ” حسين رياض ” .. فى هذا الفيلم بدور والد رابعة يعنى أنه  شارك فى الفيلمين .. أيضاً شارك فى شهيدة الحب الإلهى الفنان ” صلاح   جاهين ” فى أول أدواره السينمائية .. والفيلم من إخراج ” عباس كامل” الذى وضع السيناريو والحوار بمشاركة إبراهيم الإبيارى .. وكما غنت نبيلة عبيد فى ” رابعة العدوية ” بصوت أم كلثوم فقد غنت ” عايدة هلال ” فى ” شهيدة الحب الإلهى ” بصوت ” سعاد محمد ” 6

  أغنيات كاملة يعنى مفيش حد أحسن من حد .. يبقى إزاى الفيلم الأول أتنسى والفيلم الثانى هو اللى الناس عارفاه .. الله أعلم قد تكون  نسخته تلفت أو فقدت ولم تصل إلى جيلنا الحالى حاله كحال أفلام  كثيرة نجتهد للبحث عن نسخها المفقودة .*

 

 لكن ما نعلمه أن قصة رابعة العدوية كانت فى الأصل مسلسلاً إذاعياً    مثلت وغنت فيه ” أم كلثوم ” .. وأن شركة ” الشرق ” التى مولت فيلم ” رابعة العدوية ” عن طريق التوزيع سبقت شركة ” أفلام الخليج العربى ” التى أنتجت ” شهيدة الحب الإلهى ” فى التعاقد مع أم كلثوم   على إستغلال أغانى المسلسل الإذاعى فى فيلمها .. بل وأشترت حق    تحويل المسلسل إلى فيلم من الإذاعة المصرية .*

   وتعاقدت شركة ” الشرق ” مع ” ستوديو مصر ” على تصوير الفيلم  وتحميضه بالألوان ، بينما إتجهت شركة ” الخليج العربى ” لتصوير الفيلم فى سوريا .. فإذا كانت ” أم كلثوم ” هى حنجرة مصر الرسمية   فى ذلك الوقت .. وإذا كانت الإذاعة هيئة حكومية بالكامل .. وإذا   كان ستوديو مصر هو أكبر القلاع السينمائية للحكومة وقتها فيمكننا   أستنتاج بعض أسباب تجاهل الفيلم الأول لصالح الفيلم الثانى .. وللا        إيه ؟! .*