قبيل بدء الخريف.. عاصفة رملية تضرب مصر والشرق الأوسط


برغم أنه لم يتبق سوى أسبوعان ويبدأ فصل الخريف جغرافيا، إلا إن بوادره لم تظهر بعد، ولم يفصح أي مظهر من المظاهر المناخية عن اقتراب وصوله أو حتى قرب انتهاء فصل الصيف الذي يأبى الرحيل، فقد استيقظت مصر، هذا الصباح، على مشهد الغبار الكثيف العالق فى طبقات الجو نتيجة وصول العاصفة الرملية التي ضربت عدة دول بمنطقة الشرق الأوسط إليها في الساعات الأولى من اليوم /الأربعاء/، يرافقها ارتفاع شديد في نسبة الرطوبة وموجة حارة.
والعاصفة الرملية التي ضربت مناطق متفرقة من لبنان والأردن وفلسطين والسعودية ومصر، مصدرها الصحراء العراقية وناتجة عن مرتفع جوى مصاحب لرياح عاتية دفعتها إلى تلك الدول محققة بذلك وحدة عربية فشلت فيها الجهود السياسية، اتحدت تلك الدول في تعرضها لشبورة رملية، وحالة تامة من الضباب والشوائب العالقة وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية، وإصابة عشرات الأشخاص بأزمات صحية في الجهاز التنفسي وحساسية العين، بالإضافة لكونها لا تزال تمثل خطرا صحيا؛ تحديدا على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية في القلب والأطفال والحوامل والمسنين، والأفراد الأكثر قابلية للتأثر بالتقلبات المناخية.
وصف المتخصصون العاصفة الرملية التي تعرضت لها مصر والشرق الأوسط بـ”الظاهرة العابرة”، وتسببت العاصفة في غياب لون السماء وراء طبقات الغبار، وتراكم هذا الغبار على السيارات وأوراق الأشجار والخضروات والفاكهة، وانتشر على جميع الأسطح، وتسربت الأتربة إلى داخل المنازل رغم إحكام إغلاقها، وتقرر إغلاق بعض الموانئ لحين تحسن مستوى الرؤية، وبدت الحركة في الشوارع وفى مقار العمل ودواوين الحكومة ضعيفة ومقتصرة على تلبية وقضاء وشراء الاحتياجات الضرورية.
وأطلق الأطباء تحذيراتهم من تسرب هذا الغبار الذي يتميز بنعومة فائقة للرئتين ما قد يؤدي إلى الإصابة بالربو أو حدوث التهابات داخلهما، قد تصل إلى حد التسمم، كما حذروا من انتقال بعض الفيروسات أو الالتهابات عبر الهواء المحمل بالاتربة، مسببة إسهالا حادا وقيئا وارتفاعا في درجة حرارة الجسم، غالبا ما تعود أسبابها إلى (فيروسات معوية) يعتقد أنها ذات صلة بمسألة النفايات المتراكمة وتكاثر الحشرات حولها والروائح المنبعثة منها، وحتما سيحمل الغبار بعض هذه الميكروبات المنبعثة والتي ينقلها من منطقة لأخرى.
وينصح الاطباء للوقاية من تداعيات تلك العاصفة الرملية على الصحة العامة للانسان باستعمال الكمامات، خاصة لمن يعانون من مشاكل صدرية، وتجنب الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى، وإحكام إغلاق الأبواب والنوافذ لمنع دخول الغبار إلى المنازل، وتجنب حرق النفايات لتلافي المواد المنبعثة منها، خاصة المواد البلاستيكية المضرة بالجهاز التنفسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...