غير مصنف

قد يصبح جنوده خارقين قريبًا.. كيف سيطوّر الجيش الأمريكي العقل البشري؟

ليس من السهل أن تكون جنديًا أو جاسوسًا، فعليك أن تكون معرضًا للخطر دائمًا، وأن تستخدم قدراتك العقلية بشكل كامل في الميدان، وربما تتحدث لغات أجنبية، بالإضافة للتعامل مع المعدات والأسلحة المختلفة.

ليس من السهل أن تكون جنديًا أو جاسوسًا، فعليك أن تكون معرضًا للخطر دائمًا، وأن تستخدم قدراتك العقلية بشكل كامل في الميدان، وربما تتحدث لغات أجنبية، بالإضافة للتعامل مع المعدات والأسلحة المختلفة.

أن تتعلم فعل كل هذه الأمور فذلك يحتاج للكثير من الوقت، وهو ما دفع مركز أبحاث وزارة الدفاع الأمريكية إلى محاولة إيجاد طرق تساعد من يعملون في مثل هذه الوظائف على تعلم هذه المهارات بشكل أسرع، مهما كان الثمن.

ولدراسة إمكانية حدوث ذلك، ترصد وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية بالولايات المتحدة «DARPA» تمويلًا قيمته 50 مليون دولار لثمانية فرق تعمل على تطوير نموذج محاكاة كهربي للجهاز العصبي للبشر، في محاولة لتسهيل عملية التعلم، وهو ما تناوله تقرير نشره موقع «Science Alert» العلمي المتخصص.

اقرأ أيضًا: مترجم: علماء يحددون المناطق المسؤولة عن التطرف في الدماغ

برنامج طَموح

تمتد مدة البرنامج لأربع سنوات، ويحمل اسم Targeted Neuroplasticity Training (TNT)، ويهدف بالأساس إلى التوصل لطرق فعالة وآمنة لتحفيز الجهاز العصبي يمكنها تنشيط ما يعرف بـ«اللدونة المشبكية»، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تسهيل عملية تعلم الأشياء الجديدة وتذكرها بسهولة.

يقول دوج ويبر، المهندس المتخصص في العلوم الحيوية ومدير البرنامج: «وكالة البحوث الدفاعية تستهدف التعامل مع بعض الخصائص البشرية مثل القدرة على التواصل وتحليل البيانات، ودائمًا ما تهدف الوكالة لتطوير هذه المهارات. الهدف من مشروع TNT هو تعزيز طرق التدريب القائمة حاليًا، وتمكين العاملين بالجيش من استغلال قدراتهم العقلية بالكامل».

بحسب التقرير، تهدف وكالة البحوث الدفاعية للوصول إلى درجات تقدم بعينها، وأهمها تحقيق تقدم قدره 30% في معدلات التعلم التي تحققها البرامج الحالية من خلال مشروعها الجديد والذي يمتد لأربع سنوات. يؤكد التقرير أن مدى إمكانية تحقيقه سوف تظهر فيما بعد، إلا أن الفريق العلمي يأمل في التوصل لطريقة ما عن طريق ضخ نبضات كهربية للجهاز العصبي يمكنها تنشيط تلك اللدونة المشبكية.

تمتد مدة البرنامج لأربع سنوات، ويهدف بالأساس إلى التوصل لطرق فعالة وآمنة لتحفيز الجهاز العصبي، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تسهيل عملية تعلم الأشياء الجديدة وتذكرها بسهولة.

وفي جميع الفرق الثمانية التي يشملها هذا البرنامج، يقوم الباحثون باختبار عدد مختلف من التجارب على الحيوانات وعلى بعض المتطوعين، في محاولة لفهم تأثير التغيرات العصبية على عملية التعلم. تعمل إحدى هذه الفرق في جامعة أريزونا، وتدرس أثر عملية التحفيز العصبي على مهارات المراقبة والاستطلاع والرماية، بينما يعمل باحثون آخرون من جامعة جون هوبكينز على أثر التحفيز العصبي على عملية تعلم اللغات.

بحسب التقرير، يعمل فريق ثالث من جامعة فلوريدا على التوصل لطريقة لتحفيز ما يعرف بـ«العصب المبهم»، والذي يربط الدماغ بالأمعاء، في محاولة للتأثير على عملية الإدراك وصناعة القرار والملاحة المكانية. فكرة تحفيز ذلك العصب مطبقة بالفعل من جانب بعض العلماء بهدف منع النوبات العصبية ومعالجة الاكتئاب، ولكن ما زال فهمها علميًا غير واضح حتى الآن.

اقرأ أيضًا: الخرائط تتحكم بنا.. كيف يؤثر استخدام الـ«GPS» على المخ؟

فوائد متعددة

تقول جينيفر بيزون، عالمة الأعصاب والعضو بالفريق البحثي: «هناك بعض التطبيقات السريرية للفكرة، ولكن قليلين للغاية من يفهمون الفكرة خلفها. سوف نطبق الأسس المنهجية للعلم لفهم كيفية تأثير عملية التحفيز تلك على الدماغ، والتوصل إلى أقصى قدر ممكن من الاستفادة من عملية التحفيز».

وفي الوقت الذي كانت تركز أبحاث الوكالة سابقًا على كيفية استعادة القدرات المفقودة، مثل استعادة الذاكرة لمن يعانوا من إصابات في الدماغ، يسعى البرنامج الجديد على تطوير القدرات الطبيعية لأفراد الجيش. وفي حال نجاح ذلك المشروع البحثي، فلن تتوقف الاستفادة عند العاملين بالجيش فحسب.

يقول جاستين ويليامز، الباحث بجامعة ويسكونسن وعضو الفريق البحثي في تصريح لشبكة STAT «يمكنكم تخيل أنه إذا  تمكنا من التحكم في كيمياء الدماغ فسيكون من الممكن تحسين الكثير من الظروف البشرية الحالية»، مشيرًا إلى بعض الأمور مثل معالجة صعوبات التعلم لدى الأطفال، ومشاكل الذاكرة لكبار السن.

يذكر التقرير أن الهدف الأساسي للمشروع هو مساعدة الجنود الجدد في تخطي المراحل الأولى للتدريب بسهولة، وأنه ربما يُقدم ذلك النموذج التدريبي بشكل اختياري في معسكرات التدريب.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...