قراءة في كتاب “خلق الجنين وتدبير الحبالى والمولودين” لـ”عريب القرطبي” أعظم مؤلَف في تاريخ الطب

 

خاص شامل 24- سيد المنسي

يعد كتاب “خلق الجنين وتدبير الحبالى والمولودين” الذي ألفه “عريب ابن سعيد القرطبي” من أعظم الكتب التي تعرضت لطب الأطفال، بحث فيه مؤله بطريق علمية شاملة تطور الجنين في رحم الأم وأحوال الولادة والعناية بالحبالى والمرضعات وتدبير الأطفال والعناية بطعامهم وشرابهم وشئون حياتهم وصحتهم العامة والعناية بنموهم جسمانياً وعقليا حتى يصيروا صبية، فهو إذاً كتاب متخصص في طب الأطفال بدءً من الطور الجنيني حتى مرحلة الصبا.

وقد ذكر في كتابة معلومات قيمة في جميع فصوله ففي حديث عن خلق الجنين على سبيل المثال، أورد معلومات كانت مصدراً لكل ما كتب بعده في هذا المجال إذ قال:

“إذا اشتمل  الرحم عل ماء الرجل فإن أول الأحوال أن تحدث هناك زبدية ماء الرجل، وهو من فعل القوة المصورة لما كان في ذلك الماء من الروح النفساني والطبيعي الى معدن كل واحد منها، ليستقر فيه ويتخلق ذلك العضو منه، ولذلك يوجد النفخ كله، يندفع الى وسط الرطوبة إعداداً لمكان القلب، ثم يكون عن جانبه الأيمن وجانبه الأيسر انتفاختان كأنهما خارجان منه يمسانه الى حين، ثم ينتجان عنه ويتميزان، ويصير الأول علقة للقلب، والأيمن علقة للكيد ويمتتليء الأيسر من دم الى بياض وينفذ الى ظاهر الرطوبة المبثوثة نفذ نفخ ريحي يثقبه، لينال منه المدد من الرحم من الروح والدم وتتخلف السرة، ثم يتبدل حال النفاخات فيتحول الرغوي منها الى دموية ما، وتتحول السرة الى هيئة “اي شكل” السرة تحولاً محسوساً، وثالث الأحوال هو تحول ماء الرجل الى العلقة وبعدها تحوله الى المضغة وتكون الأعضاء الرئيسية قد ظهر لها انفصال محسوس وقدر محسوس، وبعدها يتحول الى أن يتم تكوين القلب والأعضاء الأولى، ويبتديء تنحي الأعضاء عن بعضها البعض”.

ونجد أنفسنا أمام معلومات طبية دقيقة تدعو للعجب، بل ربما للذهول مما سطره ابن سعيد القرطبي في كتابه “خلق الجنين وتدبير الحبالى والمولودين” ، فهو يذكر منذ أكثر من أحد عشر قرناً ما يذكره الطب الحديث الآن بشأن الجنين بحساب الأيام في رحم الأم  أيضاً- لا يوجد متسع من الوقت لكتباتها – ويمكنكم  مطالعتها من كتابه الشيق والمذهل.

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...