قصة جوهرة الحاكم التي ابتلعها الديك.. ومفاجآت رجل غاب عن زوجته عشرين عاماً
الشغف بالماضي، والاستماع الى النوادر والقصص التي بعضها حقيقي والآخر من محض الخيال، مازال الولع بها متواصلاً حتى هذه اللحظة، فهي لم تصبح قصصا ونوادراً تحكى للأطفال قبل النوم، بل هي قصصاً قد تكون للعظة أو لنشر الخير والمحبة والتسامح أو للتقرب بها من الله سبحاته وتعالي، سنسرد بعضها فيما يلي.
-قصة الرجل الفقير الذي ترك زوجته عشرون عاما
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تزوج رجل فقير من امرأة وأنجبا طفلا
فقرر الرجل السفر لطلب العيش فاتفق مع زوجته على عشرين عاما من السفر، وإذا زادوا يوما واحدا فأن الزوجة حرة طليقة تفعل ما تشاء ووعدته زوجته بذلك، وسافر وتركها وولده الذي لم يبلغ شهرا واحدا.
سافر إلى إحدى البلدان حيث عمل في طاحونة قمح عند رجل جيد وسر منه صاحب الطاحونة لنشاطه وبعد عشرين عاما قال لصاحب الطاحونة لقد قررت العودة إلى البيت لان زوجتي وعدتني بأن تنتظرني عشرين عاما وأريد أن أرى ما الذي يجري هناك قال له صاحب الطاحونة
:-
اعمل معي عاما آخر، أرجوك لقد تعودت عليك كما يتعود الأب على ابنه.
قال الرجل :- لا أستطيع لقد طلبت الدار أهلها
وحان الوقت كي أعود فقد مضى على غيابي عشرون سنة وإذا لم اعد إلى البيت هذا العام فأن زوجتي ستتركه فأعطاه صاحب الطاحونة ثلاث قطع ذهبية وقال له :- هذا كل ما املك خذها فأنها ليست بكثيرة عليك.
اخذ الرجل القطع الذهبية الثلاث واتجه نحو قريته وفي طريقه إلى القرية لحق به ثلاثة من المارة كان اثنان من الشباب والثالث رجل عجوز تعارفوا وبدأوا بالحديث بينما الرجل العجوز لم يتكلم ولو بكلمة بل كان ينظر إلى العصافير ويضحك
فسأل الرجل :- من هذا الرجل العجوز ؟
أجاب الشابان :- انه والدنا
قال الرجل :- لماذا يضحك هكذا ؟
أجاب الشابان :- انه يعرف لغة الطيور وينصت إلى نقاشها المسلي والمرح
قال الرجل :- لماذا لا يتكلم أبدا ؟
أجاب الشابان :- لأن كل كلمة من كلامه لها قيمة نقدية
قال الرجل :- وكم يأخذ ؟
أجاب الشابان :- على كل جملة يأخذ قطعة ذهبية
قال الرجل في نفسه :- إنني إنسان فقير هل سأصبح فقيرا أكثر إذا ما أعطيت هذا العجوز ذا اللحية قطعة ذهبية واحدة كفاني اسمع ما يقول، واخرج من جيبه قطعة ذهبية ومدها إلى العجوز
فقال العجوز :- لا تدخل في النهر العاصف وصمت
وتابعوا مسيرتهم
قال الرجل في نفسه :- عجوز فظيع يعرف لغة الطيور ومقابل كلمتين أو ثلاثة يأخذ قطعة ذهبية
يا ترى ماذا سيقول لي لو أعطيته القطعة الثانية .
ومرة ثانية تسللت يده إلى جيبه واخرج القطعة الذهبية الثانية وأعطاها للعجوز
قال العجوز :- في الوقت الذي ترى فيه نسورا تحوم اذهب واعرف ما الذي يجري وصمت وتابعوا مسيرتهم
وقال الرجل في نفسه :- اسمعوا إلى ماذا يقول
كم من مرة رأيت نسورا تحوم ولم أتوقف ولو لمرة لأعرف ما المشكلة سأعطي هذا العجوز القطعة الثالثة بهذه القطعة وبدونها ستسير الأحوال، وللمرة الثالثة تتسلل يده إلى جيبه وألقى القبض على القطعة الأخيرة وأعطاها للعجوز
اخذ العجوز القطعة الذهبية وقال :-
قبل أن تقدم على فعل أي شيء عد في عقلك حتى خمسة وعشرون وصمت وتابعوا الجميع المسير ثم ودعوا بعضهم وافترقوا، وعاد العامل إلى قريته وفي الطريق وصل إلى حافة نهر وكان النهر يعصف ويجر في تياره الأغصان والأشجار
وتذكر الرجل أول نصيحة أعطاها العجوز له ولم يحاول دخول النهر جلس على ضفة النهر واخرج من حقيبته خبزا وبدأ يأكل وفي هذه اللحظات سمع صوتا وما التفت حتى رأى فارسا وحصان ابيض
قال الفارس :- لماذا لا تعبر النهر ؟
قال الرجل :- لا أستطيع أن اعبر هذا النهر الهائج
فقال له الفارس :- انظر إلي كيف سأعبر هذا النهر البسيط
وما أن دخل الحصان النهر حتى جرفه التيار مع فارسه
كانت الدوامات تدور بهم وغرق الفارس
أما الحصان فقد تابع السباحة من حيث نزل وكانت أرجله تسكب ماء امسك الرجل الحصان وركبه وبدا البحث عن جسر للعبور ولما وجده عبر إلى الضفة المقابلة ثم اتجه نحو قريته ولما كان يمر بالقرب من شجيرات كثيفة
رأى ثلاثة نسور كبيرة تحوم
قال الرجل في نفسه :- سأرى ماذا هناك
نزل عن الحصان واختفى بين الأشجار وهناك رأى ثلاث جثث هامدة، وبالقرب من الجثث حقيبة من الجلد، ولما فتحها كانت مليئة بالقطع الذهبية، كانت الجثث قطاع طرق، سرقوا في أثناء الليل احد المارة، ثم جاؤوا إلى هنا ليتقاسموا الغنيمة فيما بينهم، ولكنهم اختلفوا في الأمر وقتلوا بعضهم بعضا ، اخذ الرجل النقود ووضع على جنبه احد الخناجر،
وتابع سيره، وفي المساء وصل إلى بيته، فتح الباب الخارجي ووصل إلى ساحة الدار، وقال في نفسه :- سأنظر من الشباك لأرى ماذا تفعل زوجتي، كان الشباك مفتوحا والغرفة مضاءة، نظر من الشباك فرأى طاولة وسط الغرفة وقد غطتها المأكولات، وجلس إليها اثنان الزوجة ورجل لم يعرفه، وكان ظهره للشباك ،فارتعد من هول المفاجأة وقال في نفسه :-
أيتها الخائنة لقد أقسمت لي بأن لا تتزوجي غيري وتنتظريني حتى أعود
والآن تعيشين في بيتي وتخونيني مع رجل آخر .
امسك على قبضة مسدسه وصوب داخل البيت، ولكنه تذكر نصيحة العجوز الثالثة أن يعد حتى خمسة وعشرين
قال الرجل في نفسه :-سأعد حتى خمسة وعشرين وبعد ذلك سأطلق النار
وبدأ بالعد واحد …. اثنان .. ثلاثة ….. أربعة ….
وفي هذه الأثناء كان الفتى يتحدث مع الزوجة ويقول :-
يا والدتي سأذهب غدا في هذا العالم الواسع لأبحث عن والدي، كم من الصعوبة بأن أعيش بدونه يا أمي
ثم سأل :- كم سنة مرت على ذهابه ؟
قالت الأم :- عشرون سنة يا ولدي
ثم أضافت :- عندما سافر أبوك كان عمرك شهرا واحدا فقط
ندم الرجل وقال في نفسه :- لو لم اعد حتى خمسة وعشرون لارتكبت مصيبة لتعذبت عليها ابد الدهر
وصاح من الشباك :- يا ولدي . يا زوجتي . اخرجا واستقبلا الضيف الذي طالما انتظرتمـــوه
علينا أن نفكر قبل عمل أي شيئ نريده لكي لا نندم في النهاية، في التأني السلامة وفى العجلة الندامة
جوهرة الحاكم التي ابتلعها ديك
يروى ان رجلا كان يعيش هو وزوجته حياة صعبة وقاسية وذلك لفقرهما وعدم حيلتهما وفي ذات يوم أشارت الزوجة على زوجها بأن يرحلا الى قرية أخرى لعل الله يفتح عليهما وييسر لهما الرزق لكي يعيشان وينتقلان من هذه الحياة الصعبة التي كانا يعانيان منها ، فوافق الزوج على الرحيل وقال لزوجته تجهزي في الغد لكي نرحل الى ارض الله الواسعة ونطلب الرزق في مكان أخر وفي اليوم التالي شدا الرحيل سيرا على الإقدام حتى وصلوا الى مدينة كبيرة في وقت الضحى من اليوم الثاني جاء بهما القدر عند قصر حاكم هذه المدينة.
فجلس الفقير وزوجته تحت ظل شجرة قريبة من باب القصر ليستريحوا من عناء السفر وصادف ان وجدا أولاد يلعبون بالقرب من القصر وكان معهم ابن الحاكم وكان في يده جوهرة صغيرة يلعب بها فسقطت من يده وهو يلعب فلم يرها وذهب عنها الى داخل القصر والفقير وزوجته ينظرا وإذا بديك من مزرعة الحاكم يلتقط تلك الجوهرة ويأكلها وبعد برهة من الوقت جاء جنود الحاكم يبحثون عن الجوهرة في المكان الذي كان يلعب به الاولاد ولم يعثروا عليها فسمع الفقير قول بعض الجنود بأن الحاكم يطلب الجوهرة لأن لها قيمة كبيرة وهي من أغلى الجواهر وأثمنها فانتقل الفقير وزوجته الى مكان اخر بعيد عن القصر لكي لا يتهما بسرقة الجوهرة.
وبات الفقير وزوجته تحت شجرة في طرف المدينة وفي اليوم الثاني سمع الفقير وهو يتجول بالسوق ليبحث عن العمل بأن الحاكم وضع جائزة كبيرة من المال لمن يحصل على الجوهرة وامر جنوده بأن يأتوا له بالعرافين الذين يستطيعون ان يعرفوا اين اختفت تلك الجوهرة ولمن عرفها منهم له مبلغ كبير من المال ولكن لم يقدر أحد من العرافين ان يكتشف الجوهرة فلما سمع الفقير بذلك الخبر قال لزوجته لقد جاءنا الفرج فقالت له زوجته ماذا تقصد لعلك حصلت على عمل قال لها لا ولكن الحاكم قد خصص مبلغ كبير من المال لمن يجد تلك الجوهرة التي أكلها الديك فقالت الزوجة وماذا عساك فاعل فقال سأجعل نفسي عرافا اتجول في المدائن والقرى ولي علم بالنجوم واذهب الى القصر واخبر الجنود بأنه بأمكاني ان اجد تلك الجوهرة التي فقدها الحاكم .
فذهب الفقير الى القصر واخبر الجنود بذلك فأوصلوا الخبر الى الحاكم فأمر بإحضار الفقير اليه لكي يسأله فلما حضر الفقير امام الحاكم سأله الحاكم هل تقدر ان تأتي بتلك الجوهرة ولك مبلغ كبير من المال فقال الفقير نعم ولكن اريدك ان تمهلني ثلاثة ايام لكي اكتشف لك مكان الجوهرة فأمر له الحاكم ببيت ليسكن فيه هو وزوجتة لمدت ثلاثة ايام حتى يكتشف مكان الجوهرة وفي هذه الايام قام الفقير بالبحث داخل مزرعة الحاكم عن الديك الذي اكل الجوهرة حتى تيقن من انه موجود في المزرعة وفي اليوم الثالث ذهب الى الحاكم في القصر وقال له لقد اكتشفت مكان الجوهرة ففرح الحاكم وقال له اين الجوهرة فقال له احضروا لي الديك الفلاني من المزرعة ووصفه للجنود فأمر الحاكم بإحضار ذلك الديك فقال الفقير للحاكم ان الجوهرة موجودة في بطن هذا الديك فذهل الحاكم من قوله وقال للجنود اذبحوا الديك لنرى ما في بطنه.
فلما قاموا الجنود بقص بطن الديك وجدوا الجوهرة واتوا بها الى الحاكم ففرح الحاكم وأمر للفقير بالجائزة التي وعده بها ورحب به وامره ان لا يغادر المدينة ويسكن بها وذلك للاستفادة من علمه ومعرفته ففرح الفقير وذهب بالمال الى زوجته وفرحت هي كذلك وشكروا الله على نعمته ورزقه وبعد اشهر من تلك الحادثة سرقت خزانة الحاكم من القصر فأمر الجنود بالذهاب الى الفقير ليكشف عن سارق هذه الخزينة فلما أتى الجنود الى بيت الفقير واخبروه بأمر الحاكم وقضية السرقة قال لهم تعالوا في الغد فذهب الى زوجته واخبرها بالأمر لكي تشور عليه فقالت له انت ليس لديك شيء من العلم ولست عريفا وانما كانت المرة السابقة ضربة حظ فأشور عليك بان ترحل في هذه الليلة من هذه المدينة لكي لا تتورط مع الحاكم.
ولما جاء الليل قال لزوجته انا سأنام لبعض الوقت وانت اسهري حتى تطلع النجوم ( بنات النعش) وهن نجوم ثلاثة يطلعن في منتصف الليل قرب الفجر ويطلعن كل نجم يتلوا الاخر لأن في ذلك الوقت يكون اليل هادىء وكل قد غط في النوم لكي لا يحس بهم احد ولكن الحظ يأبا ان يفارق هذا الفقير فلقد سمع اللصوص الذين سرقوا خزينة الحاكم بأنه يوجد بالمدينة عالم له القدرة على معرفة الأشياء وقد اخرج الجوهرة من بطن الديك فخافوا ان يعرفهم فأتوا الى بيته في منتصف الليل ليتحسسوا الاخبار وكان عددهم ثلاثة فقالوا ليذهب منا واحد ليتحسس اخبار العالم هل عرفنا ام لا وصادف عند قدومه طلوع أول نجم من تلك النجوم الثلاثة فسمع صوت الزوجة تقول لزوجها الفقير طلع واحد منهم فرجع إلى رفاقه واخبرهم بأن العالم قد كشفهما وسيخبر الحاكم في الصباح عنهما.
فتشاور في ما بينهما بأن يذهبا للفقير ويخبرانه بأنهما هما من سرقا الخزينة وان يسامحهما ولا يخبر الحاكم وسوف يرجعان الخزينة فوافق الفقير وفرح بذلك الحظ الذي أتاه وفي الصباح ذهب بالخزينة الى قصر الحاكم فلما رأى الحاكم الفقير والخزينة فرح وأمر للفقير بأن يبنى له قصرا بجوار قصره ويكون من خاصته الذين لا يفارقونه ابداً وذلك لمعرفته وعلمه ومرة الأيام وفي يوم من الايام قال الفقير لزوجته ليس في كل مرة تسلم الجرة وأخاف ان يحدث شي ويكشفني الحاكم فأشيري علي فقالت له زوجته ليس لنا إلا ان نذهب من المدينة وقد اوانا اهلها وقربنا الحاكم منه ولكن لك حل واحد وهو بأن تجعل نفسك مجنون وسأنشر خبرك في المدينة بأنك من كثرة قراءتك وعلمك حسدك الناس وفقدت عقلك وأنت تذهب في وقت الظهيرة الى قصر الحاكم وأنت عاريا من الثياب وتدخل الى غرفة الحاكم بدون استأذان وتقوم بسحب السرير الذي ينام عليه لخارج الغرفة لكي تثير غضب الحاكم عليك ويطردك و يشتغل عنك.
فنفذ الفقير ما شارته عليه زوجته وفي يوم من الأيام في وقت الظهيرة ذهب الفقير الى قصر الحاكم وهو عريان ودخل القصر حتى وصل الى غرفة الحاكم بدون استئذان وكان الحاكم مستلقيا على سريرة وتفاجأ بالفقير وهو يسحب السرير الى خارج الغرفة والحاكم على السرير وفي تلك اللحظه سقط سقف الغرفة التي كان بها الحاكم فاستغرب الفقير والحاكم من ذلك الموقف فاستغل الفقير الفرصة وقال للحاكم لقد رأيت بأن في هذه الساعة سوف يسقط سقف الغرفة عليك فلم يسعني الوقت بأن البس ملابسي خوفا عليك فشكر الحاكم له هذا الجميل الذي قام به لكي يفديه بعمره وامر به بأن يعين وزيرا خاصا له فعاش هذا الفقير عيشة الأغنياء وذلك من الحظ الذي كان يرافقه وصدق المثل الذي يقول ( ربي أرزقني حظ ولا ترزقني مال ) فبالحظ يأتي المال .
-قصة الرجل المجادل
في يوم من الأيام ، ذهب أحد المجادلين إلى الإمام الشافعي، وقال له:كيف يكون إبليس مخلوقا من النار، ويعذبه الله بالنار؟!ففكر الإمام الشافعى قليلاً، ثم أحضر قطعة من الطين الجاف، وقذف بها الرجل، فظهرت على وجهه علامات الألم والغضب. فقال له: هل أوجعتك؟قال: نعم، أوجعتني فقال الشافعي: كيف تكون مخلوقا من الطين ويوجعك الطين؟!فلم يرد الرجل وفهم ما قصده الإمام الشافعي، وأدرك أن الشيطان كذلك: خلقه الله- تعالى- من نار، وسوف يعذبه بالنار