web analytics
غير مصنف

كيف تحور مفهوم “ابن البلد الجدع” الى “حشاش ومثبتاتي”

 

دوام الحال من الحال، فكل الأمور التي توجد بحياتنا تمر بأطوار من التغير، فمفهوم ابن  البلد الجدع الذي كنا نسمع عنه في خمسينان القرن الماضي لم يستمر طويلاً، فقد بدأ يختفي تدرجيا في الستيانات وتاه في السبعينيات مع زحمة الانفتاح الاقتصادي، ثم تحول “الفتوة” الذي كان يحمي بنات حتته ويغار عليهن الى صدمة مجتمعية منذ مطلع التسعينات، ووصل الأمر الى ذروته في بداية التسعينات عندما طل علينا مهندسي إفقار الشعب صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى الأسبق وأحمد عز الأمين العام للحزب الوطني الاسبق، فقد أقنعا الرجلين أن هذا الشعب لن يتم كبح لجامه إلا بتوطيد مفهوم “الفوضى الخلاقة”، وذلك من خلال قطع الحبل السري وهو “الاقتصاد” عن الجنين الذي يمثله الشعب المصري حتى يولد هزيلا إن لم يمت وفي هذه الحالة ستتم السيطرة عليه وبسهولةن ثم أقنعا الرئيس الأسبق بذلك وذلك من خلال تقديم الرشاوى لأولاد البلد الجدعان وفتوات الحتة وتحويلهم الى “حشاشين ومثبتاتية” يدبون الرعب في نفوس كل أهالي الحتة وفرض الإتاوات على أصحاب المحال، ومن هنا كان تم ترسيخ مفهوم الفوضى الخلاقة بتحويل ابن البلد الجدع الى “حشاش ومثبتاتي”.

يقول الدكتور زاهي العبد أستاذ علم النفس، إن النفس  البشرية تشبه العجينة الطرية، حيث تستطيع منذ النشأة الأولى أن تشكلها حيث تشاء، ومن هنا تلعب الأنظمة القمعية على هذا المفهوم وتحويل أي شخص قوي الى بلطجي، كما أن المسالم أيضا حينما يقع عليه الظلم سيتحول الى شخص بلطجي ومن هنا ينشأ مفهوم “الفوضى الخلاقة”.

بينما يؤكد الدكتور فوزي عزام أستاذ علم الاجتماع، أن الأنظمة القمعية تعتمد على “ضخ الحشيش”، وهم يعتبرونه بمثابة شريان بقائهم حتى يتمكنوا من تغييب العقول وتحويل السمات الحسنة الى سلبية، وذلك بغرض تخويف ابناء شعبهم أنه في حالة تهاوي نظامهم الحاكم سيكونون فرائس سهلة، لذا يجبرون على الصمت وتوطيد حكمهم.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...