كيف تحول “أبا عود” من لص الى جهادي
كشفت التحقيقات عن أن العقل المدبر لهجمات باريس الدامية، عبد الحميد أباعود، تحول في غضون عامين من لص ضواحي إلى القتل الجماعي.
وكانت تقارير أكدت أن أباعود، المغربي الأصل، البلجيكي الجنسية، قتل في مداهمة نفذتها الشرطة الفرنسية، الخميس، بضاحية سان دوني الباريسية.
وقال كون جينس وزير العدل البلجيكي “عنكبوت الشبكة”، كما كان يلقب، لم يعد يشكل خطراً، واصفاً ما تحقق بأنه إنجاز.
ويحفل سجل أباعود بقضايا جنائية كالسرقة واللصوصية والابتزاز، وهو سافر الى سوريا سنة 2013 لينضم إلى داعش، ويعتقد أنه جند شباناً مثله من عائلات مهاجرين في مسقط رأسه ضاحية مولينبيك في بروكسل وأماكن أخرى في بلجيكا وفرنسا.
وفي حين كان أباعود في تقارير المخابرات مجرد لص صغير، تبين، من خلال التحقيقات، أن له علاقة بالعديد من الهجمات والمخططات التي أحبطتها أجهزة الأمن، منها الهجوم على قطار في أغسطس، والهجوم على كنيستين في فرنسا.
ويرى خبراء أن هذا التحول السريع الذي طرأ على أباعود، يبين أسلوب تنظيم داعش الذي يختلف عن أسلوب تنظيم القاعدة، في التجنيد والتخطيط للهجمات، فما كان يستغرق أكثر من 10 أعوام في تنظيم القاعدة، ينجزه تنظيم داعش في شهور.
ويستنتج خبراء من تحليلهم لشخصية أباعود، واسمه الحركي أبو عمر البلجيكي، أنه متحمس وله القدرة على التأثير في الناس من أمثاله، عبر وعود بحياة جديدة تقودهم إلى “دولة الخلافة” أو إلى الجنة، وهو الأسلوب الذي أتى أكله.
ونشأ أباعود، الذي قتل وعمره 26 عاما، في مدينة بروكسل، في حي مولينبيك المعروف بساكنيه من المهاجرين العرب، الذين يعانون من البطالة، وازدحام المساكن.
وأباعود شريك لصلاح عبد السلام، الذي تمكن من الفرار والذي فجر شقيقه إبراهيم نفسه في هجمات باريس.
وقتل إبراهيم في حانة كومبتوار فولتير، دون أن يقتل أحدا، بينما نفذ متشددون ستة آخرون هجمات انتحارية دموية في مناطق أخرى أسفر عن مقتل 132 شخصا.
وكان أباعود وصلاح عبد السلام قد سجنا في بلجيكا في 2010 لإدانتهما بسرقة أسلحة.
وتفيد مصادر أن اباعود درس في أفضل مدارس بلجيكا الثانوية، وهي مدرسة سان بيير دوك.
وكان أباعود على صلة بمهدي نموش، وهو المتشدد الجزائري- البلجيكي، الذي قتل أربعة أشخاص في متحف يهودي في بروكسل في مايو 2014.