كيف سيكون العالم العربي ما بعد داعش والأسد
خاص شامل 24- محمد كامل
ليس من الصعب أن نتوقع أن العالم العربي سيتخلص من موجة الإرهاب التي تجتاح جنباته شرقا وغرباً بعد الربيع العربي الذي حلمت الشعوب العربية أن تبني من خلاله مستقبلاً جديداً على التقدم والازدهار بدلاً من الظلم والاستبداد، في ظلم أنظمة قمعية رخوة أتت على الحرث والنسل لم تبق ولا تذر أخضراً ولا يابساً إلا وجعلته كالهشيم.
لكن دعونا نتخيل كيف سيكون العالم العربي بعد التخلص من المليشيات الإرهابية التي تستغلها قوى خارجية لتحقيق مآرب خاصة، لكن قبل أن نتخيل ذلك دعونا نطرح التساؤل التالي، هل من الصعب أن تتخلص القوى العظمى من الإرهاب كما تخلصت من أنظمة قمعية كانت أشد وطأة وأقوى من الإرهاب؟، هناك من يجيبك ويقول لك لا يمكن لأمريكا وحلفائها أن يتخلصوا من الإرهاب لأن الحرب على الإرهاب أشد تعقيداً، لكن الرد على هؤلاء بسؤال آخر،وإذاً لز كان الإرهاب بهذه القوى لماذا لم يخترق هذه البلدان وعاث بها فساداً، من يجيب عن السؤال يعلم إجابة التساؤل الأول.
لكن دعونا نطرح أولاً استراتيجيات العالم العربي للتخلص من الإرهاب ثم بشار الأسد:
-التخلص من الإرهاب يكون بتنظيف البيت العربي من الداخل ثم توحيده، ومعنى تنظيف البيت العربي من الداخل، أي طرد التواجد الأمريكي والأوروبي من الوطن العربي ورهن المصالح معه والتعاون المشترك بأهداف محددة، أولها تقديم عربون حسن نوايا بحرب نظيفة على الإرهاب وألا يمد يدً للعرب ممسكاً بها وردة وفي اليد الأخرى خنجر مسموم يطعن بها من الخلف، ويعقد صفقات مع الجماعات الإرهابية ومن حالفها.
-أما الاستراتيجية الثانية، فكون من خلال الصلح بين جماعات الاخوان والسلفيين وخصومهم بالمنطقة، حتى يكونوا ظهيراً قويا للحرب على الإرهاب وعصا لتخويف الشيعة.
-وبالانتقال الى الاستراتيجية الثالثة، نجد أنها تتلخص في قطع يد إيران في المنطقة وذلك من خلال حرب ضرب موحدة لإسقاط بشار الأسد في سوريا وتنصيب حاكم سني يتسم بالعدل والقوة مع إبقاء قوات عربية لمدة خمس سنوات في سوريا لتطهيراها من التواجد الإيراني الشيعي.
-وكبح لجم الشيعة، يستوجب عقد صفقة موسعة مع حلفيهما القويين وهما “الصين وروسيا”، بحيث يكون حليفين قويين للعرب بدلاً من التحالف مع طهران.
وبذلك يتم التخلص من العديون الأوحدين للعرب وهما “الشيعة والإرهاب”، لكن يبقى الثمن لأي ديمقراطية خالصة في الوطن العربي هو عود الجماعات الإسلامية للحكم وهما “الاخوان والسلفيين” وهذه حقيقة مؤكدة لا ديمقراطية بدون صعود الإسلاميين، وفي حال اعتلائهم الحكم سيكون ثمن إزاحتهم عنه باهظاً، ثم تأتي أنظمة قمعية ديكتاتورية ونظل في حلقة مفرغة من الصراع بين الإسلاميين والقمعيين لأنهم أكبر قوتين في الوطن العربي، وأن يكون البديل مدنياً خالصاً فهذا له حسابات أخرى وتنشئة سياسية تتطلب عشرات السنين.