لقاء السيسي أوباما.. الأول منذ الثورة والرابع في عهد أوباما
يلتقي الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، غدا الخميس، الرئيس عبد الفتاح السيسي، في لقاء هو الأول عقب ثورة 25 يناير 2011، والثاني لرئيس مصري مع أوباما منذ توليه مقاليد الحكم في 2009.
وأعلنت واشنطن أن أوباما سيلتقي السيسي في نيويورك، الخميس القادم، على هامش اجتماعات الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي بدأت أعمالها الثلاثاء، في لقاء هو الأول بين أوباما والسيسي منذ تولي الأخير الرئاسة في يونيو الماضي.
ومنذ تولى أوباما رئاسة أمريكا في يناير 2009، لم يلتق إلا الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك (الذي أطاحت به ثورة يناير 2011) 3 مرات خلال عامي 2009 و2010، ومن ثم الرئيس السيسي.
والتقي أوباما بمبارك لأول مرة في القاهرة في يونيو2009، عندما أجريا محادثات في قصر القبة لرئاسي (شرقي القاهرة) تناول قضايا الشرق الأوسط والموقف الإيراني النووي، بحسب بيان للرئاسة حينها، كما ألقى أوباما خلال الزيارة خطابه الشهير بجامعة القاهرة.
وفي أغسطس من نفس العام، استقبل أوباما نظيره مبارك في البيت الأبيض، وقال مبارك في لقاء بالمؤتمر الصحفي بعد اللقاء، إنه تحدث مع أوباما في قضايا الإصلاح في مصر، ووصف العلاقات المصرية- الأمريكية بـ”الطيبة والاستراتيجية”.
وفي سبتمبر 2010، شارك مبارك مع نظيره الأردني عبد الله بن الحسين، والفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو، في المحادثات التي استضافها البيت الأبيض بقيادة أوباما لحل القضية الفلسطينية.
وعقب الإطاحة بمبارك جراء ثورة يناير 2011، أدار المجلس الأعلى للقوات المسلحة شؤون البلاد وخلال فترة توليه الحكم منذ يناير 2011 وحتى يونيو 2012 لم يحدث بينه وبين الرئيس الأمريكي أي لقاء.
وعلى الرغم من انتخاب محمد مرسي كأول رئيس مصري مدني منتخب (المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين)، في يونيو 2012، وبقائه في الحكم حتى عزله في 3 يوليو 2013، إلا أنه لم يلتق الرئيس الأمريكي أيضًا رغم زيارة مرسي لمدينة نيويورك في سبتمبر 2012، وحضوره الدورة 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وإلقائه كلمة هناك.
لكن وبحسب بيانات للبيت الأبيض والرئاسة المصرية، فقد أجرى الرئيسان عدة اتصالات هاتفية، تبادلا فيها مستجدات الأوضاع على الساحة السياسية والإقليمية.
وعقب عزل مرسي في 3 يوليو 2013 على يد الجيش بمشاركة قوى سياسية ودينية بعد احتجاجات شعبية ضده، تم تعيين رئيس المحكمة الدستورية (أعلى هيئة قضائية بالبلاد)، عدلي منصور، رئيسًا مؤقتًا، وأيضًا لم يجر أي لقاءات مع نظيره الأمريكي، وإنما برقيات تهاني في المناسبات الرسمية، كما لم يحضر منصور اجتماعات الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة في 2013.
وتشهد العلاقات المصرية- الأمريكية توترات على فترات متقطعة منذ إطاحة الجيش الذي كان يقوده آنذاك الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة قوى سياسية ودينية- بالرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو 2013.
وطوال هذه المدة، تحدث عدد من وسائل الإعلام المصرية حول رفض منصور والسيسي اتصالات من الرئيس الأمريكي إلا أنه لم يصدر تعقيب من الرئاسة أو وزارة الدفاع بالنفي أو التأكيد.
وعقب انتخاب السيسي رئيسًا بمصر في 8 يوليو الماضي، جرت عدة اتصالات مع نظيره الأمريكي، قبل أن يتفقا على عقد لقاء ثنائي الخميس المقبل، على هامش اجتماعات الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
محمد حسين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة (غربي العاصمة)، اعتبر أن “لقاء السيسي بأوباما له خصوصية كونه أول لقاء بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011”.
وقال حسين إن “هناك عدة عوامل جعلت ألا يحدث لقاء بين أوباما ورئيسي مصر السابقين، بعضها عند هؤلاء الرؤساء الذين كانوا يرغبون في عدم إظهار التبعية لأمريكا في ظل ثورة لم تستقر بعد”.
وتابع: “أما السبب من جانب أوباما نفسه، فكان لتحفظات على محمد مرسي كونه كان منتميا إلى جماعة الإخوان المسلمين، ولكون عدلي منصور رئيسا مؤقتا لم يأت بانتخابات ديمقراطية”.
وعاد حسين وقال: “كما يجب أن نضع الزيارة في حجمها، فهي ليست زيارة لرئيس مصري إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولقاء رئيسها، وإنما هي زيارة للأمم المتحدة، ويعقد اللقاء على هامشها”.