لماذا رفض بابا الفاتيكان ركوب سيارة مصفحة أثناء زيارته إلى مصر؟
جاءت تصريحات البابا فرانسيس برفض ركوب سيارة مصفحة أثناء زيارته لمصر، لتحمل العديد من الدلالات، أبرزها توجيه رسالة عالمية بأن مصر بلد الأمن والأمان رغم ما تشهده من أحداث إرهابية مؤلمة.
جاءت تصريحات البابا فرانسيس برفض ركوب سيارة مصفحة أثناء زيارته لمصر، لتحمل العديد من الدلالات، أبرزها توجيه رسالة عالمية بأن مصر بلد الأمن والأمان رغم ما تشهده من أحداث إرهابية مؤلمة.
وكان البابا فيما سبق وصف السيارات المصفحة بـ"علبة سردين"، وأنه لا يرغب في استقلالها، وأنه ليس لديه شيء ليخسره بعد هذا العمر، كما سيتخلى البابا خلال زيارته لمصر يومي الجمعة والسبت، عن سيارته المكشوفة التي اعتاد دائما الظهور بها، ليترك ذلك تساؤلات لدى الكثيرين عن نوعية السيارة التي سيركبها البابا خلال الزيارة، وعن دلالة هذه الشجاعة والثقة من البابا.
تتمنى "ساندرا" رؤية البابا فرنسيس أثناء زيارته مصر، كونه حدثا تاريخيا مهما لم يتكرر منذ ما يقرب من 17 عامًا، وانتابها الفضول لمعرفة السيارة التي سيستقلها متسائلة: "يا ترى هيركب إيه؟".
وهو نفس التساؤل الذي طرحه رامي عيد بعد علمه أن البابا سيتخلى عن سيارته المكشوفة ويرفض المصفحة، قائلا إنه اعتاد رؤية البابا في التليفزيون داخل سيارته المكشوفة أثناء زيارته لبلدان أخرى.
ويرى الدكتور جمال زهران، أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، أن يعتبر رفض البابا فرانسيس اصطحاب سيارة مصفحة ضد الرصاص أكبر رد على الإرهابيين بأن العالم لم يخضع لذلك وخصيصا بعد حادث الكنيستين الأخير في مصر.
وإصرار البابا على إتمام الزيارة في موعدها هو أول رد عملي على الإرهاب وأنه لم يمنعه ذلك من المجيء أو الخوف وفقا لـ"زهران"، موضحا أن تأكيدا لهذا أيضا أن البابا لن يستقل عربات مصفحة لتكون هذه رسالة أخرى أن الإرهاب لن يخيف أي شخصية عامة، سواء سياسية أو دينية وغيرها بمعنى أي شخص بيخدم خدمة عامة "ميخافش لأنه وهب نفسه لذلك".
فيما شرح زهران أن البابا يميل إلى الروحانيات وبالتالي فهو على ثقة أن العمر بيد الله ليس بيد أحد آخر، ورسالته هي تشجيع الناس على مجابهة الإرهاب، وتوجيه لكل العالم أن لا بد من إزاحة الخوف والمواجهة الحاسمة مع الإرهاب.
وقال إن رفض البابا لسيارة مصفحة لتوجيه رسالة أن من يأتي مصر سيكون في أمان وأنه يجب أن يكون لدى الجميع عقيدة أن الله هو ضامن العمر، مضيفا إن من ضمن رسالته "يا سياح العالم أقبلوا على مصر فإن مصر آمنة وأن العمر بيد الله ولا يجب أن نخاف ولا يجب أن نخضع لابتزاز الإرهابيين وإرهابهم وتخويفهم لنا".
وتابع أستاذ العلوم السياسية قائلا: "من المفترض أن يستخدم البابا سيارة مغلقة"، موضحا أن التأمين على الدولة وهي المسؤولة الأولى عن تأمين حياته قائلا: "رسالتي للدولة والجيش والداخلية أن تأمين هذا الرجل شيء مهم جدا اللي هو فتح صدره عاريا ضد الإرهاب وأن دي هتكون أكبر رسالة أن مصر آمنة ولازم نستثمر هذه الزيارة التي تعتبر دعاية بدون تكلفة للسياحة".
