لماذا يؤمن العديد من الناس في المس الشيطاني والأشباح؟
من أشهر الخرافات المنتشرة في عالمنا العربي والعالم بأجمع هو الأشباح الغاضبة التي تنتقم من ناس أبرياء وحالات المس الشيطاني للإنسان، ففي كل برنامج مشهور ومنتشر في مجتمعنا هناك الكثير من الحلقات التم يتم تسجيلها عن حالات المس الشيطاني مع استضافة بعض الحالات التى من المفترض إنها تعرضت لمثل هذه التجارب، واستضافة بعض الناس الذين من المفترض إنهم خبراء في استخراج الجن من الإنسان ومعالجة المس الشيطاني، وكل هذه الحلقات تكاد تكون تلقت أكبر نسب مشاهدة مقارنة بالحلقات الأخرى في البرنامج، وهذا خير وسيلة للتعرف على ما يؤمن به أغلبية الناس في المجتمع بأكمله.
وتقريباً في كل بيت هناك من يدعى إنه تعرض لمثل هذه التجارب بطريقة مباشرة، وبناءً على هذا الإيمان العميق في المس الشيطاني هناك العديد من الدجالين يجدونها صفقة رابحة وينتهزون الجهل والخرافة لتكوين ثروة هائلة أو كسب احترام اجتماعي كاذب، وينتج أحياناً تعرض بعض الحالات للموت بسبب الضغط الذي يجدوا أنفسهم تحته بسبب الإيمان المطلق بهذه الخرافات، وسأحاول تحليل الأمر ببساطة في هذا المقال المتواضع…
ظاهرة ضاربة في عمق التاريخ
الأمر لم يبدأ في عصرنا الحديث بالتأكيد، فالإيمان بالأشباح أو الجن أو العفاريت بدأ منذ بداية البشرية مروراً بأكبر الحضارات في التاريخ، ففي الحضارة الفرعونية مثلاً كان هناك إيمان كامل بأن الميت يعيش بطريقة أخرى بعد موته، وانتشرت أيضاً في حضارات بلاد العراق مثل هذه الأفكار، حتى في الحضارة اليونانية ذكر هوميروس في ملحمته المشهورة “الإلياذة والأوديسا” العديد من الأشباح، بل كان هناك أعياد تكرم فيها أرواح الموتى، وكان هناك إيمان بأن روح الميت ممكن أن تعود لتطارد عائلته وهو ما يشبه فكرة الأشباح في العصر الحديث.
وأيضاً في الحضارة الرومانية كان هناك اعتقاد في أن من الممكن استخدام مثل هذه الأرواح الشريرة في الانتقام من العدو، وفي كل مرحلة من مراحل التطور التي يمر بها لإنسان نجد مثل هذه الأفكار تنمو وتنتشر حتى وصلت إلى عصرنا الحديث وأصبح عند البعض مثل هذه الأفكار خرافة وتخلف وجهل وعند البعض الأخر أنها حقيقة مطلقة بل ويتم تقسيم الجن والعفاريت إلى أنواع مختلفة حسب اللون والوظيفة.
الكثير سمع …. القليل رأى
منذ طفولتنا ونحن نسمع مثل هذه القصص التي تتضمن المس الشيطاني وانتقام الجن من الإنسان والبيوت المسكونة بالأشباح وأشياء كثيرة من هذا القبيل، نسمع فقط بل وحتى الشخص الذي يروي القصة في الغالب يكون سمعها من شخص أخر، والشخص الذي رواها له سمعها من شخص أخر وهكذا، فالقليل بالفعل رأى شيء مثل هذا يحدث أمام عينيه، والذي رأى دائماً تخونه عينيه بسبب الخوف الذي يسيطر عليه.
بجانب قلة الدلائل العلمية عن وجود الأشباح أو العفاريت – أو أي ما كان الاسم المناسب – هناك أيضاً عدم منطقية القصص في الأصل، فمثلاً تتشبع ثقافتنا الشعبية بالعديد من القصص المتعلقة بالأشباح التي تنتقم ممن قتلها حينما كانت حية مثلنا، ولم نسأل لحظة لماذا تؤيد العديد من جرائم القتل ضد مجهول؟ لماذا لا يتم تحضير روح المقتول ليرشدنا عن قاتله؟ أو عن قصص حب جني لفتاة من البشر مما ينتج عنه الخطف أو القتل أحياناً والعديد من هذه القصص الخرافية، وهذا ينقلنا إلى صفة أخرى تتميز بها هذه الأفكار.
الظاهرة قاتلة أحياناً
أكثر دليل على انتشار هذا الفكر حول مستوى العالم بأكمله هو أن هناك نوعية أفلام رعب تتخصص وتتمحور حول هذه الأفكار، فهناك الجن الذي يسكن في جسد أحد الأشخاص ويحول حياته إلى جحيم إلى أن يأتي رجل دين ليخرج هذا الجن من جسد الضحية وينتهي الفيلم نهاية سعيدة في الغالب، ولزيادة التشويق والإثارة يجب كتابة جملة “مقتبس عن قصة حقيقة” في جميع إعلانات الفيلم الرسمية لاجتذاب المشاهد العادي والمشاهد الذي يؤمن بمثل هذه الأفكار ففي النهاية هي صفقة رابحة لمنتجي أفلام الرعب.
ولكن للأسف الأمر ليس مقتصرًا على الأفلام وقصصها بل فى الواقع هناك العديد من المرضى بأمراض نفسية وعصبية يتم إرسالهم إلى دجالين ظناً بأنهم تم الاستحواذ على جسدهم من قبل جن أو شبح، ولكن أحياناً ينقلب السحر على الساحر ويتحول الأمر إلى جريمة قتل بسبب الممارسات العنيفة التي يتعرض لها الضحية بسبب تخلف وجهل المجتمع الذي يعيش فيه، وهناك العديد من الحالات المشهورة عالمياً ومحلياً لقت مصرعها بسبب مثل هذه التصرفات، ونذكر منها..
# أناليس ميشيل عام 1952 في ألمانيا لقت مصرعها بعد معاناة طويلة مع عائلتها والقساوسة الذين أجروا عليها عمليات طرد الأرواح الشريرة بعد ظهور أعراض غريبة عليها مثل الارتجاف الشديد وعدم السيطرة على حركة جسدها وسماعها أصوات غريبة ومشاهدتها لأطياف وأشكال مرعبة وخوفها من الرموز الدينية مثل الصليب وصور المسيح، بعد مقتلها تم إلقاء القبض على القساوسة ووالديها، وقد قال الطبيب النفسي الذي أتت به المحكمة أن الفتاة كانت تعاني من حالة اضطراب نفسي شديد، وتم إنتاج فيلم رائع عن هذه القصة بإسم The Exorcism of Emily Rose.
# عام 2013 في سريلانكا لقى ماكسي كاسترو بسبب المرأة التي تدعى واسانثا باندرا التي لجأت إليه بسبب شهرته في الأمور المتعلقة بالسحر الأسود ظنناً منها بأن بيتها مسكون بالأشباح، صدق ماكسي على كلامها وضحى أولًا بالحيوانات رغبة في خروج هذه الأشباح من البيت، إلى أن وصل الأمر إلى حفر حفرة له ودفنه فيها مع سيف وإعطاء تعليمات لبعض الناس الذين يراقبون التربة بأن إذا اخترق السيف الذي معه سقف التربة يبدأوا في إخراجه منها، بعد مضي 3 ساعات من دفنه ولم يحدث شيء، بدأ الجميع بإخراج الرجل من التربة فاقدًا للوعي وحينما وصل المستشفى كان قد فارق الحياة.
# 2008 سوزان كاي في تكساس لقت مصرعها نتيجة محاولة زوجها لإخراج جن منها بطريقة عنيفة أدت إلى مقتلها وإلقاء القبض عليه والحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
# في عام 2003 لقى طفل عمره 8 سنوات مصرعه بسبب إصابته بمرض التوحد الذي جعل أمه تذهب به إلى الكنيسة ظناً منها أنه ممسوس من قبل الشيطان لكي يتم معالجة المس وإخراج الجن منه، بعد ساعتان من إجراء عملية إخراج الجن منه توقف عن التنفس وفارق الحياة.
# عام 2015 في مدينة الإسكندرية لقت امرأة مصرعها بعد اعتداء أحد الشيوخ عليها بالضرب ظناً منه بأنها ممسوسة من قبل الجن.
من أشهر الخرافات المنتشرة في عالمنا العربي والعالم بأجمع هو الأشباح الغاضبة التي تنتقم من ناس أبرياء وحالات المس الشيطاني للإنسان، ففي كل برنامج مشهور ومنتشر في مجتمعنا هناك الكثير من الحلقات التم يتم تسجيلها عن حالات المس الشيطاني مع استضافة بعض الحالات التى من المفترض إنها تعرضت لمثل هذه التجارب، واستضافة بعض الناس الذين من المفترض إنهم خبراء في استخراج الجن من الإنسان ومعالجة المس الشيطاني، وكل هذه الحلقات تكاد تكون تلقت أكبر نسب مشاهدة مقارنة بالحلقات الأخرى في البرنامج، وهذا خير وسيلة للتعرف على ما يؤمن به أغلبية الناس في المجتمع بأكمله.
وتقريباً في كل بيت هناك من يدعى إنه تعرض لمثل هذه التجارب بطريقة مباشرة، وبناءً على هذا الإيمان العميق في المس الشيطاني هناك العديد من الدجالين يجدونها صفقة رابحة وينتهزون الجهل والخرافة لتكوين ثروة هائلة أو كسب احترام اجتماعي كاذب، وينتج أحياناً تعرض بعض الحالات للموت بسبب الضغط الذي يجدوا أنفسهم تحته بسبب الإيمان المطلق بهذه الخرافات، وسأحاول تحليل الأمر ببساطة في هذا المقال المتواضع…
ظاهرة ضاربة في عمق التاريخ
الأمر لم يبدأ في عصرنا الحديث بالتأكيد، فالإيمان بالأشباح أو الجن أو العفاريت بدأ منذ بداية البشرية مروراً بأكبر الحضارات في التاريخ، ففي الحضارة الفرعونية مثلاً كان هناك إيمان كامل بأن الميت يعيش بطريقة أخرى بعد موته، وانتشرت أيضاً في حضارات بلاد العراق مثل هذه الأفكار، حتى في الحضارة اليونانية ذكر هوميروس في ملحمته المشهورة “الإلياذة والأوديسا” العديد من الأشباح، بل كان هناك أعياد تكرم فيها أرواح الموتى، وكان هناك إيمان بأن روح الميت ممكن أن تعود لتطارد عائلته وهو ما يشبه فكرة الأشباح في العصر الحديث.
وأيضاً في الحضارة الرومانية كان هناك اعتقاد في أن من الممكن استخدام مثل هذه الأرواح الشريرة في الانتقام من العدو، وفي كل مرحلة من مراحل التطور التي يمر بها لإنسان نجد مثل هذه الأفكار تنمو وتنتشر حتى وصلت إلى عصرنا الحديث وأصبح عند البعض مثل هذه الأفكار خرافة وتخلف وجهل وعند البعض الأخر أنها حقيقة مطلقة بل ويتم تقسيم الجن والعفاريت إلى أنواع مختلفة حسب اللون والوظيفة.
الكثير سمع …. القليل رأى
منذ طفولتنا ونحن نسمع مثل هذه القصص التي تتضمن المس الشيطاني وانتقام الجن من الإنسان والبيوت المسكونة بالأشباح وأشياء كثيرة من هذا القبيل، نسمع فقط بل وحتى الشخص الذي يروي القصة في الغالب يكون سمعها من شخص أخر، والشخص الذي رواها له سمعها من شخص أخر وهكذا، فالقليل بالفعل رأى شيء مثل هذا يحدث أمام عينيه، والذي رأى دائماً تخونه عينيه بسبب الخوف الذي يسيطر عليه.
بجانب قلة الدلائل العلمية عن وجود الأشباح أو العفاريت – أو أي ما كان الاسم المناسب – هناك أيضاً عدم منطقية القصص في الأصل، فمثلاً تتشبع ثقافتنا الشعبية بالعديد من القصص المتعلقة بالأشباح التي تنتقم ممن قتلها حينما كانت حية مثلنا، ولم نسأل لحظة لماذا تؤيد العديد من جرائم القتل ضد مجهول؟ لماذا لا يتم تحضير روح المقتول ليرشدنا عن قاتله؟ أو عن قصص حب جني لفتاة من البشر مما ينتج عنه الخطف أو القتل أحياناً والعديد من هذه القصص الخرافية، وهذا ينقلنا إلى صفة أخرى تتميز بها هذه الأفكار.
الظاهرة قاتلة أحياناً
أكثر دليل على انتشار هذا الفكر حول مستوى العالم بأكمله هو أن هناك نوعية أفلام رعب تتخصص وتتمحور حول هذه الأفكار، فهناك الجن الذي يسكن في جسد أحد الأشخاص ويحول حياته إلى جحيم إلى أن يأتي رجل دين ليخرج هذا الجن من جسد الضحية وينتهي الفيلم نهاية سعيدة في الغالب، ولزيادة التشويق والإثارة يجب كتابة جملة “مقتبس عن قصة حقيقة” في جميع إعلانات الفيلم الرسمية لاجتذاب المشاهد العادي والمشاهد الذي يؤمن بمثل هذه الأفكار ففي النهاية هي صفقة رابحة لمنتجي أفلام الرعب.
ولكن للأسف الأمر ليس مقتصرًا على الأفلام وقصصها بل فى الواقع هناك العديد من المرضى بأمراض نفسية وعصبية يتم إرسالهم إلى دجالين ظناً بأنهم تم الاستحواذ على جسدهم من قبل جن أو شبح، ولكن أحياناً ينقلب السحر على الساحر ويتحول الأمر إلى جريمة قتل بسبب الممارسات العنيفة التي يتعرض لها الضحية بسبب تخلف وجهل المجتمع الذي يعيش فيه، وهناك العديد من الحالات المشهورة عالمياً ومحلياً لقت مصرعها بسبب مثل هذه التصرفات، ونذكر منها..
# أناليس ميشيل عام 1952 في ألمانيا لقت مصرعها بعد معاناة طويلة مع عائلتها والقساوسة الذين أجروا عليها عمليات طرد الأرواح الشريرة بعد ظهور أعراض غريبة عليها مثل الارتجاف الشديد وعدم السيطرة على حركة جسدها وسماعها أصوات غريبة ومشاهدتها لأطياف وأشكال مرعبة وخوفها من الرموز الدينية مثل الصليب وصور المسيح، بعد مقتلها تم إلقاء القبض على القساوسة ووالديها، وقد قال الطبيب النفسي الذي أتت به المحكمة أن الفتاة كانت تعاني من حالة اضطراب نفسي شديد، وتم إنتاج فيلم رائع عن هذه القصة بإسم The Exorcism of Emily Rose.
# عام 2013 في سريلانكا لقى ماكسي كاسترو بسبب المرأة التي تدعى واسانثا باندرا التي لجأت إليه بسبب شهرته في الأمور المتعلقة بالسحر الأسود ظنناً منها بأن بيتها مسكون بالأشباح، صدق ماكسي على كلامها وضحى أولًا بالحيوانات رغبة في خروج هذه الأشباح من البيت، إلى أن وصل الأمر إلى حفر حفرة له ودفنه فيها مع سيف وإعطاء تعليمات لبعض الناس الذين يراقبون التربة بأن إذا اخترق السيف الذي معه سقف التربة يبدأوا في إخراجه منها، بعد مضي 3 ساعات من دفنه ولم يحدث شيء، بدأ الجميع بإخراج الرجل من التربة فاقدًا للوعي وحينما وصل المستشفى كان قد فارق الحياة.
# 2008 سوزان كاي في تكساس لقت مصرعها نتيجة محاولة زوجها لإخراج جن منها بطريقة عنيفة أدت إلى مقتلها وإلقاء القبض عليه والحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
# في عام 2003 لقى طفل عمره 8 سنوات مصرعه بسبب إصابته بمرض التوحد الذي جعل أمه تذهب به إلى الكنيسة ظناً منها أنه ممسوس من قبل الشيطان لكي يتم معالجة المس وإخراج الجن منه، بعد ساعتان من إجراء عملية إخراج الجن منه توقف عن التنفس وفارق الحياة.
# عام 2015 في مدينة الإسكندرية لقت امرأة مصرعها بعد اعتداء أحد الشيوخ عليها بالضرب ظناً منه بأنها ممسوسة من قبل الجن.