ماذا تقول الصحف العالمية عن الرئيس الإيراني «الجديد»

 

 

 

بدأت انتخابات حادّة في إيران أمس 19 مايو (أيّار) 2017، فاز بالانتخابات «حسن روحاني» ليصير مرةً أخرى رئيسًا لإيران لدورةٍ ثانية وخسر أمامه منافسه «إبراهيم رئيسي» المُحافظ الذي لا يعجبه انفتاح روحاني على الغرب.

 

وصلت نسبة المشاركة في انتخابات 2013 إلى 72.7%، حصد فيها روحاني أمام مُنافسيه نصف الأصوات بنسبة 50.7%، أمّا هذه الانتخابات فيبدو حتى اللحظة أن نسبة المشاركة قريبة من الانتخابات السابقة. تحقق فوز روحاني بفارقٍ مُميّز، حاصلًا على 58.6%، أي أكثر من الأغلبية، مُقابل 39.8% لمُنافسه «رئيسي».

 

بي بي سي: فوز روحاني انتقام من المتشددين

 

في تقرير لـ«بي بي سي» يذكر أن ما حصل هو «انتقام الشعب الإيراني من المتشددين، الذين قاموا بتخويف الناس وسجنهم وإعدامهم ونفيهم». تحدّث تقرير الإذاعة عمَّا حصل من ادعاءاتٍ ضدّ روحاني «الإصلاحي المعتدل» من انتهاكاتٍ أثناء العملية الانتخابية ككسر الصمت الانتخابي، وذكر التقرير كذلك أن كلا الفريقين، المُحافظين والإصلاحيين، حشدوا الناس باذلين أقصى جهدهم للفوز في هذه المعركة، التي ستُحدد إذا كان للمحافظين يدٌ في السلطة التنفيذية أم لا، وقد خسروها بالفعل.

وبلهجةٍ تفاؤلية يذكر التقرير أنّ الرئيس روحاني يملك الآن صلاحياتٍ أكبر «للإصلاح وللحدّ من التطرف وبناء جسور مع العالم الخارجي لإعادة الاقتصاد إلى المسار الطبيعي». وفقًا للتقرير، لعلّ الناس قد قالوا نعم لروحاني لوعوده بتوسيع الحريات الشخصية وإخضاع مراكز السلطة المختلفة، كالحرس الثوري، للمساءلة.

 

نيويورك تايمز: روحاني.. الإصلاحي المعتدل

 

يبدو تقرير «نيويورك تايمز»، كما هو متوقَّع؛ متفائلًا وفرحًا بفوز روحاني، الذي تصفه بـ«المعتدل الذي نجح في إصلاح العلاقات مع الاتحاد الأوروبي»، مُعتبرةً أن فوزه بالانتخابات هو تفويض له لـ«يوسّع الحريات الشخصية وليفتح الاقتصاد الإيراني الضعيف على العالم».

إذًا ما التحديات القادمة التي تراها الصحيفة؟ سيواجه روحاني مُعارضة داخلية وخارجية، فهو مضطرٌ للتعامل مع إدارة يصعب «التنبؤ بتصرفاتها»، إدارة ترامب، ليس هذا فحسب، بل «مسؤولو الأمن القومي فيها يرون إيران مصدرًا لمعظم المشاكل في الشرق الأوسط»، وفي الوقت الذي أُعلن فيه عن فوز روحاني كانت تغطية زيارة ترامب للسعودية قد انطلقت على أشدها في قمةٍ إسلامية أمريكية لم تُدعَ لها إيران «بوضوحٍ» تام. لكن الصحيفة اعتبرت أن روحاني يملك ورقةً جيدة للعب، هي «حليف أمريكا» حكومة العبادي التي يُقدِّم لها روحاني أيضًا دعمًا قويًا وأساسيًا لوجودها.

هذا الفوز لروحاني هو إثبات من الشعب الإيراني أنه يريد «طريق الإصلاح المعتدل، بدلًا من الأيديولوجية الجامدة والقيود الاجتماعية الصارمة التي يريدها رجال الدين المحافظين والمؤسسة الأمنية»، في إشارةٍ لمنافسه إبراهيم رئيسي وللحرس الثوري الذي لم تُعجبه الكثير من أفعال روحاني في فترته الرئاسية السابقة.

 

تعرّف أكثر على صراع روحاني مع الحرس الثوري: «صراع العروش» في إيران: لماذا يكره الحرس الثوري حسن روحاني؟

 

سي إن إن: انتصار مدوٍّ للمعتدلين

 

اعتبرت شبكة «سي إن إن» فوزَ روحاني انتصارًا مدوّيًا للمعتدلين في إيران في وجه المحافظ الديني إبراهيم رئيسي، ورأى تقرير الشبكة أن اتصال روحاني «بالعالم الخارجيّ» وانفتاحه عليه كان له أثرٌ عند الناخبين، و«المناطق الغنيّة تحديدًا»، ويذكر التقرير القضايا الأخرى لحملة روحاني الانتخابية، كمعدلات البطالة – التي انخفضت في عهده – ومعدلات النمو. ولعلّ فوز روحاني يزيد من ثبات الاتفاق النووي الذي سيفتحُ الباب أمام الاقتصاد الإيراني للتحسّن، ولكن يزيد الأمر صعوبة أن ترامب «هددّ بشكل متكرر بتمزيق الاتفاق».

 

رويترز: رغبة الإيرانيين بالتغيير تُحقق النصر لروحاني

 

عنونت وكالة «رويترز» تقريرها بـ«رغبة الإيرانيين بالتغيير تُحقق نصرًا مؤكدًا لروحاني»، مؤكدةً على أن ما حقَّق إعادة انتخاب روحاني هو رغبة الإيرانيين بمزيدٍ من الحرية الداخلية ورغبتهم بكسر عزلتهم عن العالم، هذا الفوز هو بمثابة «دفعة قوية لمعسكر المؤيدين للإصلاح»، و«يطرح تحديًا أمام رجال الدين المحافظين الذين يُمسكون بزمام التأثير في نهاية المطاف».

 

واعتبرت الوكالة أن إعادة انتخابه ضمانةٌ لالتزام إيران باتفاقها النووي – الذي ترفضه قُوى إيرانية داخلية. على الرغم من كلّ هذه الأمور، فإن روحاني يواجه تحديًا صعبًا «بسلطات رئاسية محدودة» بالخطوط التي يضعها خامئني وباستخدامه حقّه المطلق لرفض أو تمرير ما يريد.

 

الجارديان: فوز الإصلاحي بأغلبية ساحقة

 

بطريقةٍ أو بأخرى رأت صحيفة الجارديان أنّ فوز روحاني هو فوز بـ«أغلبية ساحقة»، و«انتصار عظيم للإصلاحيين للعمل على إعادة التواصل والانخراط بالغرب وزيادة الحريات في داخل إيران»، وتقتبس من الباحث الإيراني السويدي تريتا فارسي الذي قال إن الإيرانيين اختاروا بأصواتهم «مسار التحوّل التدريجي من خلال المشاركة السلمية».

تقول الصحيفة إن «خوف الإيرانيين» من وصول رئيسي للرئاسة هو ما دفعهم للمشاركة في الانتخابات بتأييد روحاني، وبالإضافة لذلك فإن الإصلاحيين معه وكذلك الحراك الأخضر الإيراني الذي يضمّ عددًا من السياسيين السابقين والفنانين الإيرانيين.

 

 

المنافس الرئيسي لروحاني، المُرشح إبراهيم رئيسي، في إحدى جولات حملته الانتخابية.

لتفهم أكثر لماذا قد يخاف بعض الإيرانيين من رئيسي اقرأ في ساسة بوست: آية الله إبراهيم رئيسي: هل يصبح عضو «لجنة الموت» رئيسًا لإيران؟

 

تُبدي تقارير الوكالات المختلفة نظرة تفاؤلية لمُستقبل إيران القادم في رئاسة روحاني، وترى فوزه انتصارًا على المحافظين والمتشددين ورجال الدين الإيرانيين، ولكن المخاوف لا تزال موجودة على سلطاته التي تظلّ محكومة بالمُرشد الأعلى لإيران «خامئني»، فهل سينجح روحاني بتحقيق وعوده؟

 

 

 

 

بدأت انتخابات حادّة في إيران أمس 19 مايو (أيّار) 2017، فاز بالانتخابات «حسن روحاني» ليصير مرةً أخرى رئيسًا لإيران لدورةٍ ثانية وخسر أمامه منافسه «إبراهيم رئيسي» المُحافظ الذي لا يعجبه انفتاح روحاني على الغرب.

 

وصلت نسبة المشاركة في انتخابات 2013 إلى 72.7%، حصد فيها روحاني أمام مُنافسيه نصف الأصوات بنسبة 50.7%، أمّا هذه الانتخابات فيبدو حتى اللحظة أن نسبة المشاركة قريبة من الانتخابات السابقة. تحقق فوز روحاني بفارقٍ مُميّز، حاصلًا على 58.6%، أي أكثر من الأغلبية، مُقابل 39.8% لمُنافسه «رئيسي».

 

بي بي سي: فوز روحاني انتقام من المتشددين

 

في تقرير لـ«بي بي سي» يذكر أن ما حصل هو «انتقام الشعب الإيراني من المتشددين، الذين قاموا بتخويف الناس وسجنهم وإعدامهم ونفيهم». تحدّث تقرير الإذاعة عمَّا حصل من ادعاءاتٍ ضدّ روحاني «الإصلاحي المعتدل» من انتهاكاتٍ أثناء العملية الانتخابية ككسر الصمت الانتخابي، وذكر التقرير كذلك أن كلا الفريقين، المُحافظين والإصلاحيين، حشدوا الناس باذلين أقصى جهدهم للفوز في هذه المعركة، التي ستُحدد إذا كان للمحافظين يدٌ في السلطة التنفيذية أم لا، وقد خسروها بالفعل.

وبلهجةٍ تفاؤلية يذكر التقرير أنّ الرئيس روحاني يملك الآن صلاحياتٍ أكبر «للإصلاح وللحدّ من التطرف وبناء جسور مع العالم الخارجي لإعادة الاقتصاد إلى المسار الطبيعي». وفقًا للتقرير، لعلّ الناس قد قالوا نعم لروحاني لوعوده بتوسيع الحريات الشخصية وإخضاع مراكز السلطة المختلفة، كالحرس الثوري، للمساءلة.

 

نيويورك تايمز: روحاني.. الإصلاحي المعتدل

 

يبدو تقرير «نيويورك تايمز»، كما هو متوقَّع؛ متفائلًا وفرحًا بفوز روحاني، الذي تصفه بـ«المعتدل الذي نجح في إصلاح العلاقات مع الاتحاد الأوروبي»، مُعتبرةً أن فوزه بالانتخابات هو تفويض له لـ«يوسّع الحريات الشخصية وليفتح الاقتصاد الإيراني الضعيف على العالم».

إذًا ما التحديات القادمة التي تراها الصحيفة؟ سيواجه روحاني مُعارضة داخلية وخارجية، فهو مضطرٌ للتعامل مع إدارة يصعب «التنبؤ بتصرفاتها»، إدارة ترامب، ليس هذا فحسب، بل «مسؤولو الأمن القومي فيها يرون إيران مصدرًا لمعظم المشاكل في الشرق الأوسط»، وفي الوقت الذي أُعلن فيه عن فوز روحاني كانت تغطية زيارة ترامب للسعودية قد انطلقت على أشدها في قمةٍ إسلامية أمريكية لم تُدعَ لها إيران «بوضوحٍ» تام. لكن الصحيفة اعتبرت أن روحاني يملك ورقةً جيدة للعب، هي «حليف أمريكا» حكومة العبادي التي يُقدِّم لها روحاني أيضًا دعمًا قويًا وأساسيًا لوجودها.

هذا الفوز لروحاني هو إثبات من الشعب الإيراني أنه يريد «طريق الإصلاح المعتدل، بدلًا من الأيديولوجية الجامدة والقيود الاجتماعية الصارمة التي يريدها رجال الدين المحافظين والمؤسسة الأمنية»، في إشارةٍ لمنافسه إبراهيم رئيسي وللحرس الثوري الذي لم تُعجبه الكثير من أفعال روحاني في فترته الرئاسية السابقة.

 

تعرّف أكثر على صراع روحاني مع الحرس الثوري: «صراع العروش» في إيران: لماذا يكره الحرس الثوري حسن روحاني؟

 

سي إن إن: انتصار مدوٍّ للمعتدلين

 

اعتبرت شبكة «سي إن إن» فوزَ روحاني انتصارًا مدوّيًا للمعتدلين في إيران في وجه المحافظ الديني إبراهيم رئيسي، ورأى تقرير الشبكة أن اتصال روحاني «بالعالم الخارجيّ» وانفتاحه عليه كان له أثرٌ عند الناخبين، و«المناطق الغنيّة تحديدًا»، ويذكر التقرير القضايا الأخرى لحملة روحاني الانتخابية، كمعدلات البطالة – التي انخفضت في عهده – ومعدلات النمو. ولعلّ فوز روحاني يزيد من ثبات الاتفاق النووي الذي سيفتحُ الباب أمام الاقتصاد الإيراني للتحسّن، ولكن يزيد الأمر صعوبة أن ترامب «هددّ بشكل متكرر بتمزيق الاتفاق».

 

رويترز: رغبة الإيرانيين بالتغيير تُحقق النصر لروحاني

 

عنونت وكالة «رويترز» تقريرها بـ«رغبة الإيرانيين بالتغيير تُحقق نصرًا مؤكدًا لروحاني»، مؤكدةً على أن ما حقَّق إعادة انتخاب روحاني هو رغبة الإيرانيين بمزيدٍ من الحرية الداخلية ورغبتهم بكسر عزلتهم عن العالم، هذا الفوز هو بمثابة «دفعة قوية لمعسكر المؤيدين للإصلاح»، و«يطرح تحديًا أمام رجال الدين المحافظين الذين يُمسكون بزمام التأثير في نهاية المطاف».

 

واعتبرت الوكالة أن إعادة انتخابه ضمانةٌ لالتزام إيران باتفاقها النووي – الذي ترفضه قُوى إيرانية داخلية. على الرغم من كلّ هذه الأمور، فإن روحاني يواجه تحديًا صعبًا «بسلطات رئاسية محدودة» بالخطوط التي يضعها خامئني وباستخدامه حقّه المطلق لرفض أو تمرير ما يريد.

 

الجارديان: فوز الإصلاحي بأغلبية ساحقة

 

بطريقةٍ أو بأخرى رأت صحيفة الجارديان أنّ فوز روحاني هو فوز بـ«أغلبية ساحقة»، و«انتصار عظيم للإصلاحيين للعمل على إعادة التواصل والانخراط بالغرب وزيادة الحريات في داخل إيران»، وتقتبس من الباحث الإيراني السويدي تريتا فارسي الذي قال إن الإيرانيين اختاروا بأصواتهم «مسار التحوّل التدريجي من خلال المشاركة السلمية».

تقول الصحيفة إن «خوف الإيرانيين» من وصول رئيسي للرئاسة هو ما دفعهم للمشاركة في الانتخابات بتأييد روحاني، وبالإضافة لذلك فإن الإصلاحيين معه وكذلك الحراك الأخضر الإيراني الذي يضمّ عددًا من السياسيين السابقين والفنانين الإيرانيين.

 

 

المنافس الرئيسي لروحاني، المُرشح إبراهيم رئيسي، في إحدى جولات حملته الانتخابية.

لتفهم أكثر لماذا قد يخاف بعض الإيرانيين من رئيسي اقرأ في ساسة بوست: آية الله إبراهيم رئيسي: هل يصبح عضو «لجنة الموت» رئيسًا لإيران؟

 

تُبدي تقارير الوكالات المختلفة نظرة تفاؤلية لمُستقبل إيران القادم في رئاسة روحاني، وترى فوزه انتصارًا على المحافظين والمتشددين ورجال الدين الإيرانيين، ولكن المخاوف لا تزال موجودة على سلطاته التي تظلّ محكومة بالمُرشد الأعلى لإيران «خامئني»، فهل سينجح روحاني بتحقيق وعوده؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...