ماي تتوصل إلى اتفاق مع “الديموقراطي الوحدي” لتشكيل حكومة أقلية
قالت تقارير إعلامية بريطانية إن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي توصلت إلى اتفاق مع أحد الأحزاب الصغيرة لتشكيل حكومة أقلية بعد فشل حزب المحافظين في الحصول على الأغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة بمفرده، وخسارته عددا من المقاعد في الانتخابات العامة التي جرت أمس، وهو ما شكل ضربة موجعة للمحافظين وماي، والتي رفضت دعوات للاستقالة على خلفية النتائج الأخيرة.
وقالت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية المقربة من حزب المحافظين، نقلا عن رئاسة الوزراء، إن ماي ستطلب من الملكة إليزابيث الثانية الإذن بتشكيل حكومة أقلية بعد فشل المحافظين في الفوز بأغلبية، وذلك خلال زيارتها لقصر باكينجهام، ظهر اليوم، مشيرة إلى أن ماي ترفض الدعوات لترك منصبها بعد ليلة انتخابية "كارثية"، وهي التي كانت قد دعت لها ماي كانتخابات مبكرة، وهي الدعوة التي أدت لنتائج عكسية بعد خسارة المحافظين للأغلبية في البرلمان.
ورجحت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الجمعة، أن تكون ماي قد توصلت لاتفاق مبدئي – ولكن ليس اتفاقا رسميا للتحالف بعد – مع الحزب الديموقراطي الوحدوي، وهو أحد الأحزاب الصغيرة في بريطانيا (معقله أيرلندا الشمالية)، لكنه سيوفر للمحافظين، بهامش صغير، المقاعد التي يحتاجها لتكوين الأغلبية في مجلس العموم البريطاني وتشكيل الحكومة.
وتقلصت عدد مقاعد المحافظين في انتخابات الأمس بشكل كبير، فوفقا لنتائج الفرز حتى ظهر اليوم، حصل الحزب على 318 مقعدا فقط من أصل 650 (وهو ما يشكل أكثرية ولكن ليس أغلبية) في مقابل 261 مقعدا لحزب العمال الذي زادت مقاعده في تلك الانتخابات بمقدار 29 مقعدا بينهم 23 من المقاعد السابقة للمحافظين، فيما حصل الحزب القومي الاسكتلندي المطالب بالاستقلال عن المملكة المتحدة على 35 مقعدا بخسارته 21 من مقاعده، وحصل حزب الديموقراطيين الأحرار على 12 مقعدا، والحزب الديموقراطي الوحدوي على 10 أصوات.
وشكل التقدم الذي أحرزه حزب العمال بفوزه بعدد من المقاعد أكبر مما كان متوقعا له على حساب المحافظين مفاجئة كبرى، وأشاد مؤيدو الحزب بزعيمهم جيريمي كوربن، لأدائه خلال حملة الحزب في الانتخابات المبكرة، بينما اعتبر مراقبون أن خسارة المحافظين للكثير من مقاعدهم كان عقابا من جانب البريطانيين للحكومة على أدائها الآونة الأخيرة.
لكن ماي لا زالت تحتفظ بقدرتها على تشكيل الحكومة عبر ائتلاف مع حزب آخر، إذ يحتاج الحزب فقط إلى 8 مقاعد إضافية في البرلمان لتشكيل الحكومة، وهو ما سيوفره له الحزب الديموقراطي الوحدوي. وقالت "ذا تليجراف" إن ماي تسعى حاليا إلى تشكيل الحكومة في الوقت الذي أبدى فيه الحزب الايرلندي موافقته على الدخول في تحالف مع المحافظين رغم تصريحات زعيمتهم أرلين فوستر بأن ماي لن "تبقى".
من جانبها، قالت لورا كونزبرج محررة الشؤون السياسية في شبكة "بي بي سي" البريطانية، معقبة على اعتزام ماي تشكيل حكومة أقلية: "يبدو أن تريزا ماي قد تمكنت من تدعيم موقفها، على الأقل في الوقت الراهن، فمنذ ساعات قليلة، كان المشهد غير واضح بالمرة، وتساءل الجميع هل ستستطيع أن تظل في منصبها؟"
وأضافت كونزبرج: "يبدو أن مجرد التصور في تلك الفكرة المزعجة جدا وهي عقد انتخابات جديدة دفعت الحزب إلى التحرك الجماعي وتوحيد كلمته".