ما بين اللجان النوعية والتنظيم السري للاخوان

“محاربة الاحتلال الإنجليزي داخل القطر المصري والتصدي للمخطط الصهيوني اليهودي لاحتلال فلسطين”، بهذه الكلمات كان ملخص خطاب، حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان، لشباب وقيادات الجماعة لبدء تشكيل التنظيم السري للجماعة، وبعدها شرعت الجماعة في العمل السري، ولكن لم تستمر التنظيم في مبادئه الأساسية، إلي أن تحول إلي أداة قتل في وجه قيادات الدولة، فكان يستهدف كل من وقف في وجه الجماعة من الدولة، ومن ناحيتها أنهت الحكومة علي الجماعة بعد عملياتها الارهابية.
ولم تعي الجماعة لدرس القضاء عليها، حيث عادت الجماعة بتنظيمها السري مرة أخري بعد ثورة 25 يناير، حيث شكلت بعد الثورة العديد من اللجان النوعية، التي كانت لم تظهر إلا في الاوقات التي يحتاجها القيادات أمثال أحداث الاتحادية وقت حكمهم، وبعد عزل محمد مرسي، حاولت استخدامها بقوة من خلال العمليات النوعية في بعض المحافظات، ولن كانت الدولة تستطيع القضاء علي هذه المحاولات، وكانت اخرها العملية الاستباقية للشرطة في أسوان مساء أمس الأربعاء، وكشفت عن معسكر لبعض شباب الجماعة للتدريب علي استهداف الشخصيات العامة.
كيفية نشأت التنظيم
كان المعلن من قبل قيادات الجماعة، في عام 1940 وقت تأسيس التنظيم، وكان الهدف منه إعداد نخبة منتقاة من الإخوان للقيام بمهمات خاصة والتدريب على العمليات العسكرية ضد العدو الخارجي محو الأمية العسكرية للشعب في ذلك الوقت، حيث كان كل فرد يمكنه دفع عشرين جنيهًا ليستطيع التخلص من الخدمة العسكرية، فكانت قوات الاحتلال الانجليزي تضعف الجيش للسيطرة علي مصر، ولكن كان المعلن شيء، وما ظهر به التنظيم حيث تحاول إلي أداة لاغتيال القيادات الدولة المصرية.
وكان من أبرز المؤسسين هم صالح العشماوي رئيس التنظيم، حسين كمال الدين، حامد شريت، عبدالعزيز، محمود عبدالحليم، عبدالرحمن السندي، حيث أصدر حسن البنأ القرار بإنشاء التنظيم، تشكيل التنظيم، وتم تحديد أماكن لعمل هذه المعسكرات.
كيفية اكتشاف؟
تم اكتشافه عبر قضية السيارة الجيب 1948، حيث عثر البوليس السياسي علي سيارة جيب بها جميع أسرار النظام الخاص لجماعة الإخوان ، ومن بينها أوراق التكوين والأهداف، وقدمتها حكومة النقراشي لمحكمة الجنايات.
يقول الشيخ يوسف القرضاوي في مذكراته”: لقد أحيلت هذه القضية إلى محكمة مدنية، برئاسة المستشار أحمد بك كامل، وكان قد اتهم فيها أكثر من ثلاثين شخصًا، منهم: عبد الرحمن السندي، ومصطفى مشهور، ومحمود الصباغ، وأحمد حسنين، وأحمد زكي وغيرهم.

أبز العمليات
لم يبق التنظيم علي مرحلة الاعداد والتدريب بل احيلت إليها العديد من العمليات العسكرية والاغتيالات ومنها إلقاء قنبلة علي النادي البريطاني في ليلة عيد الميلاد 1945م، ونسف شركة اعلانات الشرقية الخاصة باليهود أنزاك في 12 نوفمبر 1948، والمشاركة في حرب الفلسطينية وقتال الانجليز في مصر، بينما كانت أكبر عمليات كانت اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات 6 أكتوبر 1981، وكذلك اغتيال جودة حامد رئيس مجلس النواب في 5 مايو 1949، وكذلك اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في الاسكندرية فيما يعرف بعملية حادث المنشية 26 يونيو 1954، ومحاولة ثانية في 1965.
خلافات أغرقته
وشاب هذا التنظيم العديد من الشبهات و الخلافات الداخلية حيث بعد أن كان المرجع الاساسي للتنظيم، حسن البنا، لم يستمر كثيرا، حيث بدأت قيادات التنظيم السري في اصدار قرارات بعمليات مسلحة وارهابية ضد الدولة دون العودة إليه أو التشاور معه قبل اصداره، حيث لم يرجع عبدالرحمن السندي في قرار اغتيال القاضي أحمد الخازندار، النقراشي باشا، مما سبب غضب البنا، وظهرت شروخ في فكر التنظيم.
وزادت هذه الشروخ بعد الخلافات التي ضربت بين قيادات التنظيم الدولي لجماعة الاخوان، حيث اشتعلت الخلافات بين حسن البنا والقائد يحيي عياش مؤسس كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، بفلسطين، وذلك بعد رفض عدد كبير من قيادات الجماعة في فلسطين، استخدام السلاح ضد الاحتلال، حيث كانوا يريدون التريث في العمل ضد الاحتلال الصهيوني.
حل التنظيم
كانت نهاية التنظيم، مع وفاة مؤسس الجماعة حسن البنا في 12/2 /1949، وقد أدرك حسن الهضيبي بحس القاضي ما لم يمهل القدر حسن البنا تداركه فقرر حل النظام الخاص ولكن بشكل تدريجي، حيث استطاع مساعدوه استمالة سيد فايز القيادي في التنظيم الخاص ليتعرفوا علي أسرار التنظيم، وقرر الهضيبي إعادة تشكيل التنظيم من داخل الجماعة ودخل في صدام مع الجهاز الخاص وقياداته الذين قام بتغيير معظمهم ودمج النظام الخاص في أجهزة الدعوة العلنية، حيث سكن أعضائه داخل الوحدات الإدارية الإخوانية وقام بتوحيد قيادة الجماعة حيث أصبح المسئول الحقيقي عن هذا التنظيم هي المكاتب الإدارية في الإخوان.
وهذا الموقف يشكره الأغلبية من الاخوان عليه لكن البعض يرى ان هذا الاجراء كان خطء فادح أكبر من خطء النظام الخاص نفسه وذلك لعدة أسباب منها لم يكن هذا القرار شوري انما كان قرار فردي، بل شكل الاخوان لجنة لبحث الموقف وكانت النتيجة توصية باستمرار النظام الخاص، يرى بعض الاخوان ان حل النظام الخاص المسلح كان خطء الجماعة الذي جعل نظام “عبد الناصر” يتمكن منهم وينكل بهم دون مقاومة بينما استطاع النظام الخاص اجبار الملك فاروق على اعادة الجماعة مرة أخرى بعد أن قام النقراشي بحلها في المرة الأولى بينما في المرة الثانية في عهد عبد الناصر لم يكن النظام الخاص متواجد.
اعادته
وبعد مرور أكثر من 60عام علي الغاء، التنظيم السري للجماعة، استعادة الجماعة التنظيم السري مرة أخري بعد ثورة 25 يناير، وذلك من خلال تشكيل لجان نوعية من شباب الجماعة و وضع خطط لاستهداف الشباب الذي حاول تعطيل عجلة حكمهم مثل ما حدث في أحداث الاتحادية.
وبعد الاطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي من الحكم، وبذلك يكون عرش الجماعة تم ازالته من الحياة السياسية في مصر، حاولت الجماعة العمل علي اعادته من خلال عمليات نوعية في سيناء، وبعض محافظات القاهرة، من خلال تشكيل لجان باسم “العقاب الثوري”، والاعتماد علي العمليات الذئاب المنفردة ضد الشخصيات العامة والسياسية في مصر.
وكانت أخر هذه اللجان هي، إقامة معسكر كبير على مساحة ألاف الأمتار ، في أسوان، لتدريب أعضاء لجان العمليات النوعية بالجماعة داخل على حمل السلاح وإطلاق الرصاص وتنفيذ جرائم الإغتيالات تمهيداً لتكليفهم بقتل شخصيات عامة وأجانب فى القاهرة الكبرى وعدداً من المحافظات، لإحراج الأجهزة الأمنية المصرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...