web analytics

ما هو مصير الديمقراطية في المغرب؟

الديمقراطية في المغرب من الأمور المستحيلة وذلك على عكس ما يبدو ، فالدولة لا تسمح بممارسة الديمقراطية للمعارضة الا بتصريح|، كما لا تسمح إلا للأحزاب المرضي عنها وهي الأحزاب الهشة وذلك كما كان يحدث بمصر إبان حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك.

 

الجلوس على العرش

 

 

 

وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس  قد وجه رسائل قوية للأحزاب السياسية في المغرب، داعيا إياهم إلى الابتعاد عن استغلال شخصه في المعارك السياسية.

 

وقال الملك في خطابه اليوم السبت بمناسبة عيد العرش “أنبه لبعض التصرفات والتجاوزات الخطيرة التي تعرفها الانتخابات التي يجب محاربتها ومعاقبة مرتكبيها”، لافتا إلى أن “المرشحين يفقدون صوابهم ويدخلون في فوضى”.

 

وزاد الملك “ما يدفع للاستغراب أن البعض يقوم بتصريحات تتضمن مفاهيم تمس بصورة الوطن” في ما يتعلق بالعملية الانتخابية، مضيفا في هذا الصدد “أقول للجميع كفى من الركوب على الوطن لتصفية حسابات شخصية ضيقة”.

 

وأورد الملك في خطابه “لا أنتمي لأي حزب ولا أشارك في اي انتخاب، وملك لكل الهيئات السياسية ولكل المغاربة الذين يصوتون والذين لا يصوتون”، مشددا في هذا الصدد على أنه يجب “على جميع الفاعلين تفادي استخدام الملك في أي صراعات انتخابية أو سياسية”.

 

 

 

سجون المغرب – معتقلات مفتوحة

 لا يمكن أن تمر محاولة "الهروب الجماعية" من سجن "عكاشة" نواحي الدار البيضاء ليلة الخميس 28/07/2016، مرور الكرام، فلا بد من الإجابة عن التساؤلات المطروحة حول سببها، وهل حقًا نزلاء السجن ضاقوا ذرعًا بما يتعرضون له داخله؟ وما محل التأكيدات من المؤسسات الوصية بأن زمن التعذيب داخل السجون قد ولى؟ وهل فعلاً يؤدي السجن دوره كمؤسسة لإعادة تأهيل المواطن أم لا؟

 

في الدولة المغربية، حيث يستنزف "خدامها" الوطن، ويفسدون المجتمع، وينهبون جيوب أبنائه ويسلبونهم حقوقهم، ثم يثقلون كاهلهم بالواجبات، ما يزيد من تأزيم وضعيتهم الاجتماعية، هنا ينشأ ذلك الطفل، وسط كل هذه المعاناة، يجعل همه العيش الكريم، يضحي ويبذل كل ما يملك في سبيل ذلك، لكن في بعض الأحيان تكون الظروف أقوى، فيحرم هذا الفتى الطموح من أمور شتى، أبرزها الدراسة، وتلقي به الأيام في الشوارع، غالبًا ما تكون هذه بداية أي مجرم.

 

الدولة هي المسؤولة عن هذه النشأة، عن المسار والمصير الذي آل إليه ذلك الشاب، فسياساتها المبنية على النهب، ساهمت في تأزيم الأوضاع، وتسببت في تفقير الشعب، وحرمان أبنائه من تعليم مجاني أساسه تكافؤ الفرص، وبعد أن يخرق القانون يصبح مجرمًا، ويتم إلقاء القبض عليه ليزج به في السجن، وهنا تبتدئ قصة أخرى.

 

تلك البقعة السوداء على الخريطة، التي تسمى زورًا وبهتانًا في البلدان النامية بالمؤسسة "التربوية" أو "التأهيلية"، لا تتعدى كونها محضنًا لتدريب السجناء على الإجرام بطريقة مؤطرة، لقد صارت السجون غاية بحد ذاتها، وانحرفت عن مقصدها الذي تتجسد في تربية المواطن وإعادة تأهيله، بهذا سيكون مصيرها، كباقي المؤسسات التربوية التي أفرغت من محتواها في هذا البلد، مثل المدارس والجامعات.

 

كشف تقرير "للرابطة العالمية للحقوق والحريات" التي تتخذ من جنيف السويسرية مقرًا لها، عن انتهاكات صارخة تطال المعتقلين داخل السجون المغربية حيث يتعرضون لمعاملة قاسية وغير إنسانية وحاطة من الكرامة، كما أكدت أنها تلقت استغاثات من نزلاء تلك المؤسسات الذين وصفوها بـ "المعسكرات النازية". 

 

الواقع في السجون المغربية يؤكد أن المجرم بدخوله إليها، ينقل من المجتمع إلى معسكر يدربه على الجريمة، فالأرقام والوقائع التي ترصد ما يحصل داخل السجون مرعبة جدًا، حيث إن الجريمة تصبح تحت "تأطير القانون"، وبيع المخدرات يتم تحت أنظار حرس السجون ومدرائه، بل أن أغلب عمليات الاغتصاب تتم على مرأى منهم، والأبشع من ذلك أنهم  يشجعون على ذلك، كما يتم تحريض السجناء للاعتداء على بعضهم البعض، حسب ما جاء في التقرير المذكور سالفًا. 

 

ينضاف إلى ما سبق الحرمان الذي يطالهم من أبسط الحقوق: وقت استراحة كاف، وزنازين تليق بالإنسان، وطعام جيد، وفحص طبي مستمر، حتى الزيارات التي تذكرهم بالعالم الخارجي تمنع عن بعضهم، فلا يسمح لعائلاتهم بمقابلتهم، كل هذا يحول وضعيتهم النفسية والبدنية.

 

ناهيك عن ذكر معتقلي الرأي، فحالهم يدمي القلب، أولئك الذين ما أوصلهم إلى غيابات السجن، سوى رأيهم ومعارضتهم للاستبداد ووقوفهم في وجه الظلم، معاناتهم تذكرنا بسنوات "الجمر والرصاص" التي ما فتئ النظام يذكر أنها صفحة سوداء وقد طويت، لكن الواقع يكذب هذه الخطابات.

 

هذه السطور ليست كافية للدلالة على الأوضاع التي يعيشها السجناء داخل "مقابر الأحياء"، تبقى مجرد إشارات لواقع فاسد ومؤسسات فاسدة، ولعلاج الانحراف بالانحراف، حيث يعد السجن في المغرب مدرسة للإجرام، هكذا تحولت مؤسسات إعادة تربية المواطن إلى تدريبه على ارتكاب الجرائم، من هنا تكون الدولة مسؤولة عن انحراف المواطن بسبب الظروف الاجتماعية، وعن عدم تأدية المؤسسات التربوية والتأهيلية لدورها، وعن خروجه منها وقد ضاع جزء من شبابه، هكذا تكون الدولة السبب الرئيسي عن "التشرميل" والجرائم العلنية التي تقع في بعض المدن المغربية، بعد كل هذا لا عجب أن يستغل السجناء فرصتهم لمحاولة الهروب من مقبرتهم، والخروج من تلك البقع السوداء المنسية، إلى أماكن تظهر على الخريطة وتبرز معاناتهم للرأي العام.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...