web analytics
غير مصنف

محمد بن سلمان.. بداية جديدة أم نهاية لحكم “آل سعود”

الأمير محمد بن سلمان.. اسم أمير شاب فرض وجوده على المشهد السياسي السعودي، عقب رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وجلوس والده الملك سلمان على كرسي العرش في قصر اليمامة بالرياض، وفتح الطريق أمام تصعيده بإزاحة ولى عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وتصعيد الأمير محمد بن نايف الذي طاله العزل أيضًا إلى منصب ولى العهد ومبايعة نجله وليًا لولى العهد.

الأمير محمد بن سلمان.. اسم أمير شاب فرض وجوده على المشهد السياسي السعودي، عقب رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وجلوس والده الملك سلمان على كرسي العرش في قصر اليمامة بالرياض، وفتح الطريق أمام تصعيده بإزاحة ولى عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وتصعيد الأمير محمد بن نايف الذي طاله العزل أيضًا إلى منصب ولى العهد ومبايعة نجله وليًا لولى العهد.

 

الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود المؤهل لمنصب الملك الآن، مولود في 31 أغسطس عام 1985، وهو الابن السادس للعاهل السعودي، ووالدته الأميرة فهدة بنت فلاح بن سلطان آل حثلين العجمي.

 

تلقى تعليمه العام في مدارس العاصمة الرياض، وكان من ضمن العشرة الأوائل على مستوى المملكة العربية السعودية في الثانوية العامة، وخلال فترة تعليمه تلقى العديد من الدورات والبرامج المتخصصة، وحاصل على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود حائزًا على الترتيب الثاني على دفعته.

 

متزوج من ابنة عمه صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة بنت مشهور بن عبد العزيز آل سعود، وأنجب منها الأمير سلمان والأمير مشهور والأميرة فهدة والأميرة نورة.

 

السعودية 2030

لمع اسمه في عالم السياسة بالمملكة خلال ممارسة مهام منصب كولي لولى العهد، من خلال تبنيه مشاريع عملاقة وطموحة تحمل روح الشباب في المجازفة وإطلاق رؤيته السعودية 2030، بهدف استعداد المملكة لعصر ما بعد النفط.

 

توقع له المراقبون وصوله إلى كرسى الملك في وقت قريب بعدما فرض نشاطه ووجوده بصفة دائمة على صدر وسائل الإعلام مقارنة بولى العهد المعفى من منصبه محمد بن نايف.

 

ميلاد جديد

ويعد بن سلمان حالة فريدة في تاريخ العائلة المالكة السعودية، لوضع في منصب رفيع بهذا الحجم بهرم الحكم في سن صغيرة مقارنة بأعمامه وأجداده.

 

سنه الصغيرة يراها البعض فرصة مواتية لضخ دماء شبابية في شرايين الحكم السعودي المتصلبة بكبار السن، بهدف تخليص المملكة من هيمنة الشيوخ ودفعها إلى عالم الحداثة والرفاه خشية تمرد الشباب السعودي على حالة الجمود السياسي وأحكام المشايخ قبضتهم على أمور الدين والدنيا هناك.

 

انقلاب قصر

على الضفة المقابلة للطموح والأحلام المتغلفة بالمستقبل، توجد مخاوف من «انقلاب» على الملك سلمان بسبب عزل الأمير مقرن بن عبدالعزيز ومن بعده الأمير محمد بن نايف من منصب ولى ولى العهد، وحال حدوث ذلك، يعنى عمليًا، انقساما علنيّا قد لا ينتهي بتمرد أحد الأجنحة ضمن العائلة الواحدة، أو حتى صراع القوات المسلحة المقسمة بحسب الولاءات.

 

في العام 1964، تم عزل الملك سعود بعد صراع طويل على السلطة، وقتها قرر كبار عائلة آل سعود، مدعومين من المؤسسة الدينية النافذة، إطاحة الملك.

 

تقارير كثيرة نُشرت في هذا السياق، كان آخرها، تقرير نشرته صحيفة الـ «إندبندنت» البريطانية، بعنوان «ثمانية من أشقاء الملك سلمان الـ 11 يريدون إطاحته».

 

واستندت الصحيفة في تقريرها، وقتها، إلى رواية أمير سعودي من أحفاد عبد العزيز آل سعود، تقول إنَّه «منشقّ»، وتوقع الأمير في روايته لـ«الإندبندنت» أن يتكرر ما حدث في العام 1964 قريبًا.

 

وإذا كان الصراع من أجل إطاحة الملك سعود قد استمر سنوات عدة، وأدى إلى توتر بين القوات المسلحة الرئيسية في البلاد، الجيش ووزارة الداخلية والحرس الوطني، من دون إراقة دماء، فإن الأمير «المنشق» يتوقع أن يحدث الأمر ذاته هذه المرة.

 

الأمير المجهول

وكانت وسائل إعلام قد تناقلت على نطاق واسع، عام 2014، رسالتين تم تعميمهما من قبل أمير سعودي -هو نفسه الذي تحدَّثت إليه الـ «اندبندنت» وقبلها الـ «جارديان»- كانتا قد دعتا أفراد العائلة المالكة إلى القيام بانقلاب ضدّ الملك سلمان، بينما اعتبرتا أيضًا أن السياسات التي يتبعها ابنه محمد (ولي ولي العهد ووزير الدفاع) -قبل قرار اليوم بتوليه منصب ولى العهد- تقود المملكة إلى كارثة سياسية واقتصادية وعسكرية.

 

وخلافًا لسيناريو الأمير المجهول الهوية، توقَّع سايمون هندرسون في مقال بعنوان «الشقاق الملكي في بيت آل سعود»، نشر منتصف أكتوبر 2015 في «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، سيناريوهات ممكنة الحدوث في المستقبل القريب، لعل أبرزها «قيام الملك سلمان بعزل الأمير محمد بن نايف من منصبه كولي للعهد وتعيين الأمير محمد بن سلمان مكانه»- وهو ما حدث-، وهو ما سيؤدي بحسب وجهة نظر هندرسون «إلى مواجهة عسكرية بين الجيش السعودي، تحت قيادة محمد بن سلمان، والقوات شبه العسكرية الكبيرة التابعة لوزارة الداخلية تحت قيادة محمد بن نايف، وربما يتمّ دعم هذا الأخير من قبل الحرس الوطني السعودي، الذي يقوده الأمير متعب بن عبد الله»، ابن الملك الراحل عبد الله الذي يُنظر إليه كحليف لمحمد بن نايف.

 

وبالعودة إلى صراع الأشقاء لفتت صحيفة «إندبندنت»، في تقريرها، نقلًا عن الأمير السعودي المجهول الذي بدأ حديثه لوسائل الإعلام الغربية عام 2014، إلى أن 8 من أصل 12 باقين على قيد الحياة من أبناء المؤسس عبد العزيز آل سعود، يدعمون خطوة إطاحة الملك سلمان، وتنصيب شقيقه أحمد (73 عامًا) مكانه.

 

ومن بين هؤلاء، الأمير أحمد، المدعوم من معظم أفراد الأسرة لتولي العرش، وهو الابن الأصغر لمؤسس المملكة من زوجته حصة بنت أحمد السديري، وكان نائب وزير الداخلية لمدة 37 عامًا، وقضى أربع سنوات مسؤولًا عن المواقع الدينية في مكة، قبل أن يُعين وزيرًا للداخلية في العام 2012، إلَّا أنَّه غادر المنصب بعد خمسة أشهر، «بناءً على طلبه»، وحلّ محله الأمير محمد بن نايف.

 

وقال الأمير السعودي للصحيفة البريطانية إنَّ غالبية رجال الدين النافذين في البلاد، يساندون «انقلاب القصر» لطرد الملك الحالي، وتثبيت أحمد بن عبد العزيز مكانه، موضحًا أنَّ «العلماء ورجال الدين يفضّلون الأمير أحمد، ليس جميعهم، ولكن 75% منهم».

 

ومعروف أنَّ أي دعم من قبل رجال الدين النافذين سيكون أمرًا حيويًا لأي تغيير في المملكة؛ لأن باستطاعتهم إضفاء الشرعية الدينية.

 

ووضع الأمير السعودي سيناريوهين لخطة «الانقلاب»: الأول يغادر بموجبه الملك البلاد «كما فعل الملك سعود، وسيحظى بالاحترام داخليًا وخارجيًا»، أو بدلًا من ذلك، يصبح الأمير أحمد وليًا للعهد مع صلاحيات كاملة، أي «السيطرة والمسئولية الكاملة عن الاقتصاد، والنفط، والقوات المسلحة، والحرس الوطني، ووزارة الداخلية، والاستخبارات».

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...