مختار جمعة يوزع السكر بالمساجد.. خبراء: الوزير يقلد الإخوان

زاحم الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، جماعة الإخوان المسلمين، التي دأبت على توزيع السلع الغذائية عن طريق المساجد في القرى والمناطق الفقيرة، وذلك من خلال إعلانه عن عزم وزارته توزيع 200 طن من السكر عبر مساجد الوزارة بتكلفة تصل لـ 90 ألف دولار.

 

وشهدت أسواق بيع السكر خلال الأسبوعين الماضيين أزمة حادة في ارتفاع قيمته الشرائية حتى وصل سعر بيع الكيلو الواحد 15 جنيهًا، مقابل 5 جنيهات قبل الأزمة.

 

واختلف المحللون في تفسير هذه الخطوة التي أقبل عليها وزير الأوقاف، بين التأييد والاعتراض، وقال بعضهم إن مختار جمعة يستعيد الدور الاجتماعي للمسجد من جديد في مساندة الفقراء ويعمل على تقليل حدة الهياج الشعبي بسبب نقص السكر، فيما رأى البعض الآخر أن توزيع السلع الغذائية بالمساجد ليست من المهام المنوط بوزارة الأوقاف القيام بها وأنها نوع من النفاق للنظام.

 

 

قال الدكتور صلاح هاشم، الباحث السياسي ورئيس الاتحاد المصري لسياسات التنمية والحماية الاجتماعية، إن وزارة الأوقاف مؤسسة من مؤسسات الدولة، وأنها قطاع حكومي لديه ميزانية مستقلة وأوجه للربح خاصة به، مضيفًا: "عزم وزارة الأوقاف على توزيع السكر على الفقراء استعادة للدور الاجتماعي للمسجد من جديد".

 

وأكد الباحث السياسي في تصريح لـ "اليوم الجديد"، أن منهجية الأوقاف في توفير بعض السلع الغذائية الأساسية تقطع الطريق على الجماعات الدينية المتشددة في استغلال حالة الضعف المادي والاقتصادي لشريحة كبيرة من الشعب المصري والمتاجرة به.

 

ولفت هاشم إلى أن جماعة الإخوان المسلمين كانت تستغل توزيع السلع الغذائية الأساسية في تعبئة وحشد المواطنين، من أجل تحقيق مآرب سياسية، مؤكدًا أن توزيع وزارة الأوقاف للسكر دور وطني كبير يعبر عن التكامل بين قطاعات الدولة لحل الأزمات، وأنه لا يختلف عن الدور الذي يمارسه مؤسسات المجتمع المدني في مساعدة المواطنين.

 

وأوضح هاشم أن وزارة الأوقاف سارعت لتوزيع السكر من أجل سد عجز بعض السلع الأساسية، التي قد يؤدي عدم توفيرها إلي هياج الشارع وتوليد حالة من الاحتقان الشعبي لدى المواطنين.

   

وقال جمال أسعد، المفكر السياسي، أن توزيع وزير الأوقاف للسكر من خلال المساجد دليل واضح على غياب الرؤية السياسية الصحيحة وتأكيد لغياب الدور الافتراضي، الذي يجب أن تلعبه كل وزارة على حدة، قائلًا: "الوزارات أصبحت جزر معزولة كل وزير يمرح بها كما يشاء".

 

واستنكر أسعد توزيع الأوقاف للسكر، قائلًا: "ما علاقة وزارة الأوقاف بتوزيع السكر؟، وهل عقب أداء المسلمين للفريضة سينادي جمعة عليهم بميكروفون المسجد إن توزيع السكر سيكون عقب الصلاة؟"، مؤكدًا أن الوزير يسلك درب الإخوان في توزيع السلع الغذائية مخيلًا له أنه يحاربهم بسلاحهم.

 

وأوضح أسعد أن اتباع الأوقاف لنهج الإخوان في توزيع السلع تخليد لأسلوبهم، مؤكدًا أن الأسلوب الصحيح هو محاربة الفكر الديني المتشدد وليس توزيع السكر.

 

وأكد المفكر السياسي أن تقمص وزارة الأوقاف في ثوب "حلّال العُقد" يقلل من دورها، معتبرًا أن توزيع السكر نوع من النفاق للنظام، ومضيفًا: "الأوقاف إذا كانت تريد أن تدفع للفقراء صدقة على هيئة سلع غذائية بإمكانها أن تعطيها على هيئة أموال إلى وزارة التموين التي تحولها إلى بضائع للمواطنين".

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...