مصر تدخل عصر الطاقة المتجددة.. سيارات بالكهرباء في شوارع الأسكندرية (الحلقة 1)
شهد مطلع القرن الجديد، حديثا متصاعدا عن ابتكارات، عدها البعض من الخيال في ذلك الوقت، وهي السيارات التي تسير دون الحاجة إلى المحروقات، والأنواع المعتادة من الوقود النفطي.
وتحدث العالم، آنذاك، عن سيارات ومركبات تسير بطاقة لا تنضب، وصديقة للبيئة، كالكهرباء، والوقود الذري، بل وعصير بعض المحاصيل الزراعية المعروفة، ومنها قصب السكر، فهل تحول الحلم الخيالي إلى حقيقة؟!!
لم يتحول هذا الحلم إلى حقيقة واقعة في دول العالم المتقدمة وحدها، وإنما انتشر في معظم الدول على اختلاف مستوياتها الاقتصادية، حتى صار من الطبيعي أن ترى سيارة لا تعمل بالبنزين أو السولار، وهو أمر متعارف عليه في اليابان والصين، وأيضا في الهند، وكوريا الجنوبية، ودخل على استحياء الشرق الأوسط في الإمارات، والسعودية لكن ماذا عن مصر.
حتى فترة قصيرة جدا مضت، وبالتحديد منذ عامين، لم يكن من الممكن أن تفكر مصر في جلب تكنولوجيا من هذا النوع، نظرا لحالة التردي الاقتصادي الرهيبة التي عاشتها منذ ثورة 25 يناير، فضلا عن التراجع الخطير في قدرة البلاد على توفير احتياجاتها الأساسية من الطاقة، سواء التقليدية، أو غير التقليدية.
ومع التحول الذي شهدته البلاد منذ عام 2014، والخطوات الجريئة لإصلاح الملفات المتردية، وعلى رأسها ملف الطاقة، دخلت مصر عصرا، باتت قادرة فيه على توفير احتياجاتها اليومية من الكهرباء، وهو ما نقل الطموح الوطني إلى مرحلة جديدة، تعتمد على بحث سيناريوهات الاستعانة بالطاقة الكهربائية، لتغيير وجه الحياة، وتخفيف الأعباء عن المواطنين.
وخلال الملف الذي تعرضه “صوت الأمة” على حلقات، نكشف كواليس هذه الابتكارات، وسيناريوهات الاستفادة منها، لتخفيف الأعباء عن المواطنين، وطرق وضع مصر في مصاف الدول المتقدمة على صعيد الاستفادة من الطاقة المتجددة.
ففي الأيام الماضية خرج مسؤولون حكوميون، بتصريحات تؤكد تحول الحلم إلى حقيقة، فأعلنت محافظة الإسكندرية قرب تشغيل عدد كبير من أتوبيسات النقل العام، التي تعمل بالكهرباء، وذلك في إطار خطة واسعة لتطوير خدمات النقل بالمدينة، كخطوة على طريق تدعيم أسطول النقل العام بجميع أنحاء الجمهورية.
المسؤولون أكدوا أيضا وجود خطط استراتيجية، للاستفادة من الكهرباء، كطاقة مستدامة، ونظيفة، خاصة بعد أن صارت مصر قادرة على امتلاك تكنولوجيا توليد الطاقة من الشمس، بأسعار معقولة، لا تتجاوز 3 جنيها لكل كيلوات ساعة.
الخبراء يؤكدون أيضا أن مصر تمتلك من الكوادر الفنية، ما يؤهلها للتعامل مع جميع سيناريوهات الاستعانة بالكهرباء؛ هو ما يعزز من فرص تغيير وجه الحياة في المجتمع، والدخول بالوطن إلى مرحلة متقدمة للغاية في الصناعات المختلفة.
ولم يتوقف الأمر عند الحدود الرسمية، وإنما كشف عدد من الشباب المصري، عن ابتكارات مذهلة في مجال الاستفادة من الكهرباء في الصتنيع، فوجدنا أنفسنا أمام سيارات تعمل بالكهرباء بكفاءة عالية، وهي من ابتكار شباب مصريين أمثال تلك الفكرة المبتكرة التي قدمها فريق علمي مصري، وتتمثل في اختراع سيارة تعمل بالكهرباء والبنزين، وأعلن عنها خلال مسابقة “Global Challenge“، التي تم تنظيمها في العاصمة الإماراتية “أبو ظبي”.