web analytics
غير مصنف

ملامح الانحطــاط في الإعلام العربي – تقرير متلفز

وسائل الإعلام، ضيفٌ ثقيل التيلة لا يكف عن الثرثرة طوال الوقت داخل أروقة المنازل في أرجاء المعمورة. في الحقيقة، لم تعد وسائل الإعلام ضيفاً مزعجاً فحسب، بل أصبحت وسيلة قاتلة تُميتك ببطئ شديد، ودون ألم يذكر.

سبب ذلك، أنها وسيلة سهلة للتلاعب بعقول الآخرين، و يستطيع أي ” جاهِل ” امتلاكها، والتحكم بنفسه في كمية السُّم التي يضخّها كيفما شاء في عقول و وجدان المشاهدين، الذين للأسف تمت برمجتهم لمتابعة أي جديد لا فائدة منه.

لنكن مُنْصفين، بعض الفضائيات تُستثنى من ذلك التصنيف، وتستحق أن يستمر عملها أبد الدهر. مثال ذلك في المركز الأول، القنوات الفضائية الوثائقية، فأنا شخصياً، وكذلك حال الكثيرين منا، كبرنا ونحن جالسون أمامها نمعن النظر في برامجها لساعات طِوال يومياً، حتى أذهلنا و رسخ في عقولنا ما كنّا نشاهده، و ربما أصبحت لدينا ثقافة مبكرة نتيجة لذلك، ثم اندثرت لاحقاً.!

اليوم، أصبح الانحطاط في وسائل الإعلام، هو البصمة السائدة التي تركها العصر الحديث عليها، وهي ليست بالشيء الخفيّ إطلاقاً، و يَكْمن ذلك في أغلب البرامج والحوارات التي تُعرض تقريباً، للأسف.

برامج حوارية هابطة، مواضيع سخيفة، ومهنية إعلامية تدنّت حتى عُدمت. أما المآساة الحقيقية، هو حال المُشاهد الذي ” يقتنع ” بكل ذلك الهُراء، و يدخل في جدالات و نقاشات حادة بنفس طريقة أولئك الجالسين خلف الشاشات يوجهونهم، حتى أصبح نُسخة واقعية منهم في عالمك.

كيـف تحمــي نفســك من وباء الإعلام (الهابط)؟!

أولاً: برامج حوارية هابطة تبناها الإعلام العربي

حدِّث ولا حرج، عدد ولن يوقفك أحد، برامج حوارية من نوع خاص جداً، ومزعج حقاً، وتحتاج كل واحدة منهن لرواية مأساوية تروي مدى انحطاطها، و تأثيرها السلبي على المجتمع. بعض تلك النماذج تبنّتها فضائيات عربية إقليمية ومحلية، و مقدموها أشخاص لا قيمة لهم حرفياً في المجتمع المثقف.

خمسة مواه

a

اسمه وحده كفيل بأن يعطيك فكرة عنه، إلا أنني إلى الآن لم أستوعب الفكرة الهائلة التي تحيط بذلك البرنامج. يكفيك فقط أيها المُشاهد أن تعرف مقدمة البرنامج، أو صاحبة الفكرة هي فنانة و راقصة سابقة، فبكل تأكيد لن يكون الأمر مشوقاً.

بالمختصر، هو برنامج من المفترض أن يكون برنامج حواري لديه جمهور لمختلف الأعمار ، يُعرض على فضائيةTEN قناة “التحرير” سابقاً. تستضيف مقدمة البرنامج فنانين ليتناقشوا في بداية مسيرتهم الفنية، حاله كحال الملايين من تلك البرامج التي تسير على نفس المنوال. وفي تصريح لصاحبة الفكرة، ذكرت أن البرنامج سيتناول مواضيع فنية متنوعة، و لا يعتمد على الرقص فقط !.

في إحدى حلقات البرنامج، كان هذا المشهد 

ثم ذلك المشهد !

خمسة مواه اشتهرت في الوطن العربي كله ما شاء الله .. الحمد لله

وكأن ذلك الأمر يهمنا لدرجة أنه يؤرق ليلُنا. دورك أنت كمُشاهد عربي، بعدما رأيت ذلك المشهد الذي من المفترض أن يكون جزءاً من برنامج حواري، أعطنا تعليقاً يصفه من وجهة نظرك أنت.

رجعنا صغيرين – Back to school

b

رُبّ صدفة خيرُ من ألف ميعاد

هكذا يقولون حين يتعلق الأمر بشيء مُدهش يحدث لنا، كالوقوع في غرام أحدهم، أو موعدٍ و لقاء غير مدبّر بين حبيبين، وهكذا من تلك الأمثلة الرائعة. لكن ماحدث هنا، هو أنني شاهدت هذا البرنامج صدفة ليتها لم تأتي حقاً.

برنامج حواري في صورة مسابقة، مُقدم البرنامج ممثل مصري شاب، يُعرض على فضائية مصرية محلية. فكرته كأي برنامج حواري. في الفقرة الأولى، يستضيف المقدم الشاب فنانتين، ويبدأ بحوار بسيط عن مسيرتهما الفنية وما إلى ذلك.

في الفقرة التالية، يتم سؤالهما عدة أسئلة علمية وتاريخية و رياضية، و المطلوب أن يجاوبن على كل تلك الأسئلة في “منافسة” مع الأخرى، وبمساعدة فريقها، و كأنهما في حصة مدرسية.

ملامح الانحطاط في هذا البرنامج:
أولاً: انعدام الفائدة والمضمون والمنفعة العائدة على المُشاهد نتيجة لذلك الهُراء المستمر لمدة ساعة ونصف.

ثانياً: فكرة البرنامج حواري – منافسة، لك أن تتخيل الكم الهائل من الصراخ والضحك المتعالي، والرقص “المستفز” و المستمر على إيقاع موسيقى صاخبة طوال فترة عرض البرنامج، و لكي يسوء الوضع أكثر، كانت الحلقة الأولى من البرنامج تلك التي شاهدتها، من نصيب فنانة و راقصة سابقة، صاحبة فكرة البرنامج السابق. 😀

شاهد هذا الفيديو مدته 7 دقائق، سيعطيك خلفية أكثر عن كيفية عرض و سيناريو البرنامج. وتذكر، أنت تشاهد برنامج حواري عائلي.

في هذا الفيديو.. الوضع أسوأ بكثير مما سبق

برنامج سعد وسعد

c

لا يبدو من الاسم أنه برنامج ذو أهمية مُطلقاً، و ربما أقرب للحماقة أكثر، وهو بالفعل كذلك. برنامج حواري آخرعلى نفس المِنوال والطريقة المعتادة، يعرض على فضائية مصرية محلية، مُقدمه هو مغني ” راقص” بصحبة فرقته الاستعراضية، و لذلك سُمي البرنامج تميناً بصاحبه.

الفكرة لم تعطي للمُشاهد أي جديد سوى ساعة ونصف من اللقاءات الفارغة المليئة بالسذاجة، التي يتحدث فيها أحدهم عن مسيرته الفنية بإضافة كم هائل من الانحطاط في الغناء المزعج، والصراخ والرقص المستفز الذي في العادة يكون بصحبة راقصة والفرقة الحاضرة، أو ضيف يتمتع بموهبة الرقص المستفز.!

فيديو يعرض جزء قصير من هذا الهراء الذي أتمنى أن تنسوه بعد أن تشاهدوه

لك أن تتخيل نفسك جالس أمام شاشة التلفاز، و أمام ذلك البرنامج الذي يتفنن بكل معنى الكلمة في استفزازك حرفياً طوال ساعة ونصف تقريباً.!

أبلة فاهيتا

d

هكذا هو اسم البرنامج، برنامج حواري آخر يُعرض على فضائية مصرية محلية، لكن يتمتع بلون خاص من الاستفزاز والإزعاج النفسي. بخلاف أنه برنامج لا يختلف كثيراً عمن سبقوه، مُقدمته “دُمية” تحاور الضيوف الفنانين في مسيرتهم الفنية، وأنت من المفترض أنك رجلٌ أو سيدة تتحلوا بالقليل من العقل، تتجاوبون مع ذلك الجنون.

ثم أنني أذكر أنه في بداية ظهور ما تُسمى دمية “أبلة فاهيتا”، تبادلت الفضائيات المصرية في اتهام صاحب الفكرة أو اتهامها 😀 ، بأنها ذات توجه سياسي معادي، وصلت لأن أصبحت هناك قضية تآمر مجتمعية معروفة تدعى مؤامرة “أبلة فاهيتا”، و ها هي الآن تُعرض على إحدى الشاشات كبرنامج حواري أساسي.!

وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي.. أين كانت وكيف أصبحت؟! – تقرير

هذا الفيديو سيشعرك بالتخلّف العقلي حرفياً حين تستحضر نفسك، و تستوعب فكرة أنك جالس تحاور دمية !

ليلة سمر

e

برنامج آخر من البرامج الهابطة التي تتناول المزيد من الإسفاف في الحديث عن أشياء لا تعنينا حقاً. يُعرض على فضائية مصرية إقليمية. في إحدى الحلقات، تناول البرنامج موضوع “القُبل” في السينما كيف يكون ؟ ، مع إضافة المزيد من الإثارة للجمهور باستضافتهم لراقصة أجنبية أصبحت وجه أغلب البرامج.!

العجيب في كل ما سبق هو أن أي برنامج من تلك النوعية، مهما كان مُقدمه أو ضُيوفه، أو كمية الغناء و الرقص فيه، لا بد أن يكون ضيف الحلقة الأولى راقصة. لا أدري حقاً ما أهمية أن يَعرِف المُشاهد تفاصيل حياة راقصة ؟ أو يشاهد كل ما سبق ؟

كيف أصبح الجنس القضية الأهم؟

مؤخراً، ولفترة من الزمن، انفجرت جميع وسائل الإعلام المرئية في ضجة إعلامية هائلة تتحدث فقط عن “الجنس” في المجتمع، كيف يكون صحيحاً أو خاطئاً؟، حلالاً أم حراماً؟. و تمحورت حوله آلآف البرامج الحوارية خصوصاً في الفضائيات المصرية، التي رَوَتْ قصصاً مختلفة تحت هذا العنوان، حتى وصل الحال بالكثيرين لاعتزال تلك الوسائل لإسبوعين تقريباً، حتى يتوقف ذلك الاحطاط.

تعددت التبريرات حول تناول الموضوع علناً، مُكتفين بوضع علامة “للكبار فقط” على شاشة التلفاز، وكأننا لازلنا في القرن الماضي الذي سيتقيد فيه المشاهدين بذلك التنويه.

تداول إعلاميين كُثر القضية تحت مبرر “التوعية الأسرية” بغير موضوعية، ولا خبرة إعلامية في حديث كهذا، حتى أوصل ذلك الأمور لمنعطف غير متوقع، فصُفع المجتمع بتصريح لاذع صدر من إحداهن_ والجميع يعرفها_ وبدأت تقريباً كافة البرامج تأخذ التصريح على محمل الجد، أو الجدال!.

كان الوضع كالآتي:

برنامج على فضائية ما، تناول الجنس في موضوع مثل “الشذوذ الجنسي للشباب والشابات”، و استضاف نماذج “مجهولة” من المجتمع ليروا قصتهم فيه، كيف بدأوا ذلك ؟، وكيف حالهم الآن ؟!. لكن جميع هؤلاء الإعلاميين، لم يدركوا نهائياً أن مثل تلك الحالات هي حالات مرضية بالفعل، وتحتاج لعلاج أكثر منها لعرض تلفزيوني يروي قصة البداية. بالطبع، لم يتم الإشارة لذلك نهائياً في أي لقاء.!

برنامج آخر يعرض الموضوع من زاوية “طبية”، ربما الأمر كذلك، لكنهم لم يدركوا خطورة ما يجري لأن لم يعد شيء يخفى عن الشباب والمراهقين.

المحزن في القضية، هو بمجرد أن يبدأ برنامج يتناول القضية على فضائية ما، تُصبح جميع الفضائيات بالتوازي معه، تخصص لو سؤال واحد من لقاء ليس له علاقة بالموضوع نهائياً للحديث عن “الجنس في المجتمع”.

أما أنت أيها المُشاهد، سيضطرُّك حياؤك لتغيير الفضائية هذه، لتجد التي تليها على نفس القضية، و لن يكون لك مهرب من كل هذا، كالصيد الثمين الذي وضُعت له الشّبَاك في كل خطوة يخطوها، وكأفضل الخيارات المتاحة، ستغلق التلفاز لتبحث عن جديد حولك بعيداً عن هذا العالم.!

بكل تأكيد لن أدعم ذلك الموضوع بأية فيديوهات توضيحية، يكفينا الأيام العصيبة التي عشناها بسبب ذلك.

ثانياً: ثقافة الهجوم والشتائم الطائفية في القنوات العربية

بخلاف ما سبق وبعيداً عن ذلك الهُراء المقتطف من بضع نماذج لبرامج هابطة حرفياً، ستفتح التلفاز تبحث عن أي جديد في عالم السياسة، أو الحوارات الأخرى المستقلة و التي لا يصاحبها شخصيات فنية، أو هزلية.

بكل أسف، ستجد مظهراً آخر من مظاهر الانحطاط في الإعلام العربي، متمثلاً في برامج من المفترض أن تتناول قضايا، وأزمات معاصرة تتحلى بمهنية محترفة محايدة.

الاتجاهات المعاكسة…

f

ضرب، ولكم، هجوم وشتائم طائفية وغير طائفية … التي تنتهي كل الحلقات بعدم توصيل فكرة واحدة واضحة للمُشاهد، سوى مَشاهِد الضرب والسباب التي ترسخ في ذهنه.

اليوم وبعد مراحل التطور خلال العقد الماضي، أصبحت الشتائم على الملأ كما السلام، و بإضافة بعض الألفاظ الخارجة من قِبل الضيوف دون مراعاة احترام المُشاهد العربي، أصبحت خاتمة الحلقات أشبه بساحة معركة.!

لقاءات وبرامج مختلفة تسيرعلى نفس المنهج في فضائيات عربية

حين نتحدث عن الشتائم والهجوم في الفضائيات العربية _بخلاف البرنامج السابق_، فأول شخص يخطر ببالك فوراً، هو شخص تميز بطابعه العصبي دائماً، ولأي غرض يُطلق لسانه السليط على خصومه، حتى لو لم كان الأمر يستحق ذلك. أعتقد أنكم خمنتم ذلك الشخص، وفي هذا الفيديو جزء من حوار له مع إحدى الفضائيات المصرية.

النسخة الإقليمية منه، هو شخص آخر يسير على نفس المنهج بشكل أعنف كثيراً. يحيى أبو زكريا هكذا هو اسمه، ضيف دائم ومستمر على الفضائيات السورية النظامية، ولا يخلو أيّ نقاش من كلمات تخجل الأذن من سماعها.

على الجانب الآخر، نجد في فضائيات المعارضة نفس السيناريو، الذي لا يختلف كثيراً عن نهج خصومها، لنجد ذلك المشهد.

هنا، حوار تلفزيوني آخر في فضائية عربية مُحايدة، وبسبب سوريا أيضاً، تبادل الطرفان الشتائم والضرب بالكراسي على الهواء مباشرة.!

أما في هذا اللقاء على فضائية أردنية، تطور الأمر لأبعد من ذلك، حيث أشهر نائب سابق في البرلمان الأردني، سلاحه الناري في وجه خصمه، متهماً إياه بالتهجم على الدولة.!

ثالثاً: برامج تبنّت التحريض الديني الطائفي و السياسي

التحريض باستخدام اللغة الطائفية، والحزبية هما لونان جديدان في رسالة الإعلام العربي المعاصر في إفراغ ما بجعبته. في الغالب يتم ذلك عن طريق برامج تتناول التحريض الديني الطائفي كأداة أساسية لنجاحها، و بواسطة رجال دين أو وجوه مألوفة ومؤثرة على المُشاهد العربي.

من خلال رجال الدين، حيث هناك رجال دين لم يمنعهم تدينهم “المزعوم” من التلفظ بألفاظ خارجة وهجومية على غيرهم عبر الفضائيات كافة.

في هذا الفيديو شاهد كلام من المفترض أن يكون من خلال رجل دين.!

الذي أستغربه حقاً هو كم المعلومات الهائل الذي يمتلكه الرجل وهو جالس محلهِ لا يتزعزع ليرى أيّ “آيات” أو أدلة على الأرض.!

في الوطن العربي، يوجد أمثلة كثيرة للمحرضين، هوايتهم الوحيدة الظهور بأجمل حلة، ثم تبدأ عملية الصراخ بكلماتهم المنمّقة ليلهبوا بها حماس المشاهدين، أو لإيصال رسالة لهم أن الأمر يستحق العناء.!

كيف تعامل العرب مع هجوم تشارلي إيبدو ؟! – تقرير شامل

من موضع حيادية، هذا الفيديو لمأمون الحمصي ظهر في بدايات الثورة السورية، وتلفّظ بكلمات تحريضية طائفية ضد أبناء الشعب السوري. فالمعروف أن الثورة ضد أي نظام، لا ينبغي لأي ممثّل عنها التحدث بتلك الطريقة التي تضيّع القضية في مجملها.

فيديو آخر لهجوم طائفي مكتمل الأركان من ضيوف “الاتجاه المعاكس”

في الجانب المصري، لا يختلف الأمر كثيراً، و ربما مصحوب ببعض الحماقة إن صح التعبير عن تلك الأمثلة، فهناك فضائيات معروفة، مهمتها الوحيدة هي التحريض السياسي وبكثرة مصحوباً بشتائم موجهة لأطراف المجتمع. و هذا النموذج الأول.

أوجه من المفترض أن تكون إعلامية، تحتل استيديوهات البرامج، لتطلق كماً هائلاً من الكلمات الحانقة والمؤذية، دون مراعاة لأي مهنية وذوق عام.

تلقت الفتاة كل هذه الكلمات، لمجرد شيء ما كتبته.!

و أوجه إعلامية أخرى لا تقترب حتى من معايير كلمة إعلاميّ، وتتصرف كأوجه إعلامية رسمية.

وهذا أيضاً..

ظهور التحريض الديني الطائفي في مصر، لفترة قصيرة من الزمن.

إلى الآن، لا أدري ولم أفهم المقصد من كل هذه البرامج التي تتحلى بصورة عدوانية قاسية وتبادل للكم الهائل من الألفاظ الخارجة والضرب والسب والقذف، بل شعرت بالملل والنفور كثيراً مما سبق، فحين تنتهي من كل هذا، لن يتبقى لك سوى مشاهد الضرب والكلمات البذيئة التي سترسخ معك لفترة من الزمن.

وحتى يتم الحفاظ على أمن مصر، كما يدّعي أحد الأوجه المحسوبة على الإعلام، كان هذا اقتراحه.

كان لابد أن أنهي ذلك الكابوس ببعض الضحك الذي لا يخرج عن دائرة التصنيف السابقة أيضاً.!

أخيراً.. ثقافة الهجوم والكيل بمكيالين وتبادل الشتائم والضرب، بالإضافة للإسفاف والعنصرية وكأننا أعداء في ساحة حرب حقيقة، كلها ملامح مُختصرة تقريباً لما يجري في الفضائيات العربية بكل أسف وحسرة، و ما يُطلب منك أيها الجالس أمام تلك الشاشات، هو أن تشاهِد كل هذا الهُراء و تقتنع بكل ما يُبث لعقلك طوال الوقت.

ربما الكثيرون مِنّا يتهافتون على متابعة واحدٍ على الأقل من تلك النماذج، ويجدونها الوسيلة الوحيدة لملئ فراغهم الكئيب، لكن لا يدركون أنها وسيلة مميتة حقاً، وستشعر بذلك خلال هذا التقرير. لذا بقدر الإمكان حاول أن تُوقف تدفق ذلك السّم داخلك، الذي يستنزف طاقتك ويدمر عقلك تدريجياً، حينها ستشعر بقيمتك الذاتية حين تبتعد عنهم.

لن أطيل عليكم، فأنا أشعر بما تشعرون به الآن، ولن يَقرأ هذا التقرير طرفٌ واحد سواء من المؤيدين أو المعارضين لأي وجهة نظر فيه. لذا بشيء من الحيادية، حاول أن تعطي رأيك دون أن تسلك نهج أي طرفٍ ممن سبق، حتى لا تكن نسخة حاضرة منهم هنا.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...