غير مصنف
من ذاكرة دمشق الباسلة
ما أشبه اليوم بالأمس … منذ قرن من الزمان جاء غورو بجيشه يحتل دمشق لحماية المسيحيين – كما ادعى – تنفيذاً لمعاهدة (سايكس – بيكو) ، واليوم بخلفهما (بوتن – ترامب) ، بوتن يقدم مايسميه "دستور" لحماية الأقليات … ، وترامب يقسم سورية إلى مسلمين ممنوعين من دخول أمريكا ومسيحيين مُرحب بهم . لكن هذا الثنائي (بوتن – ترامب) الجاهل بتاريخ هذا الوطن ، وطن المواطنة والأنسنة والمحبة والمساواة … دمشق الياسمين التي لا تفرق بين أحد من أبنائها ، دمشق هذه ستلقن هذين الجاهلين العنصريين درساً في إنسانية الإنسان ، هنا في دمشق ، من المواطنين ، الوطنيين حقاً ، من سيصفعهما وربما أكثر : عرب ، سريان ، آثور ، كرد ، مسلمين بمذاهبهم ، مسيحييين بطوائفهم ، تركمان ، شراكسة ، أرمن …. كما صفع فارس الخوري تلك الصفعة التاريخية للجنرال غورو …. ودمشق ستحتفي بمن يقف هذا الموقف اليوم ، والدعوة عامة :
حين اعلن الجنرال غورو ان فرنسا جاءت الى سوريا لحماية مسيحيي الشرق ، اسرع فارس الخوري المسيحي البروتستانتي فقصد الجامع الأموي في يوم جمعة، وصعد الى منبره وقال: إذا كانت فرنسا تدعيّ انها احتلت سوريا لحمايتنا نحن المسيحيين من المسلمين، فأنا المسيحي من هذا المنبر اشهد "أن لا إله إلا الله". فأقبل عليه مصلّو الجامع الأموي وحملوه على الأكتاف وخرجوا به الى أحياء دمشق القديمة، في مشهد وطني تذكرته دمشق طويلا وخرج أهالي دمشق المسيحيون يومها في تظاهرات حاشدة ملأت دمشق وهم يهتفون "لا إله إلا الله". لم يكونوا مسلمين ولا مسيحيين, كانوا أبناء هذه البلاد العظيمة متحدين بمحبتهم وتسامحهم ووعيهم من كافة الأعراق والملل والنِحل.