من هي الأطراف المستفيدة من تأجيج الوضع في سوريا

 

 

كثيرة هي الاطراف المستفيدة من تأجيج الوضع في سوريا، حيث تأتي في مقدمة هذه الأطراف بالطبع دولة إسرائيل، فالكيان الصهيوني كل ما يهمه أن تبقى ثورة وطن ممزق وتتحول الى دويلات صغيرة، وبذلك تستطيع السيطرة تماماً على الجولان المحتلة، وتعلنها رسمياً تابعها لها، وذلك على الرغم من إعلان الأمم المتحدة انتقادها لموقف الحكومة الإسرائيلية الأخير بعقد اجتماعها في هضبة الجولان.

روسيا:

على غير الظاهر تعتبر روسيا أيضا من أكثر الدول المستفيدة من تأجيج الأوضاع في سوريا وذلك لأنها تتقاضى مبالغ نقدية هائلة من نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مقابل حمايته.

ولم تكن الغارات الروسية على سوريا بحجة محاربة تنظيم داعش من غير ذات ثمن، فالثمن دفعته طهران ونظام الأسد مقدماً.

 

أطراف عدّة دخلت ساحة الحرب السورية،دول وجماعات ومجموعات مسلّحة، فأصبحت الثورة الشعبية العفوية أداة لتنفيذ مخططات أطراف دولية وإقليمية ولتحقيق أهدافهم وتوجهاتهم.

 

كانت المعارضة السورية المسلحة متجمّعة في أول الثورة السورية تحت مسمّى الجيش السوري الحرّ الّذي تشكّل أساسا من المنشقّين عن الجيش السوري، ثمّ سرعان ما تحوّل الأمر إلى التحاق مقاتلين أجانب بالثورة وتشكّلوا في أوّل مرّة تحت مسمّى جبهة النصرة الموالي لتنظيم القاعدة.

 

بدأت الثورة السورية العفوية في تلك الفترة بأخذ منحى وتوجه آخر سرعان ما دعّمته بعض الدول الإقليمية على غرار المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا وروسيا وإيران والولايات المتحدة الأمريكية، ليصبح مصير الرئيس السوري بشار الأسد بالإضافة إلى مصير الشعب السوري رهين قرارات دوليّة أو اجتماعات بين القوى الإقليمية.

 

تواصل الأمر إلى غاية 2016 وبقي الوضع في سوريا على ما هو عليه ولا شيء قد تغيّر سوى الدمار الّذي لحق بالبنية التحتية وارتفاع عدد القتلى من المدنيين، وبقيت اتفاقيات جنيف 1و2 التي رعتها الأمم المتحدة مجمّدة بسبب تعنّت أطراف النزاع في تطبيق ما جاء فيها.

 

هذا التعنت من أطراف النزاع في سوريا ظلّ قائما بسبب تباين مطالب الأطراف المتداخلة، وهو ما أسفر عن ظهور دعوات جديدة لعقد اجتماع جنيف 3 في أقرب الآجال.

 

 

 

وتتقاسم الجغرافيا السورية أربع قوى رئيسية تسيطر عسكريا على أجزاء من البلاد، هي الجيش الحكومي السوري، وكتائب المعارضة المسلحة، وتنظيم الدولة، وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.

 

وتتركز سيطرة القوات الحكومية على محافظتي طرطوس واللاذقية الساحليتين المطلتين على البحر المتوسط، ومحافظة السويداء الجنوبية المحاذية للحدود الأردنية، ومعظم أحياء مدينة دمشق العاصمة، ومدن حماة وإدلب، وبعض الأحياء بمدينتي حمص وحلب.

 

في حين تسيطر كتائب الثوار والمعارضة المسلحة، وبينها جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، على معظم البلدات والمدن الواقعة في محافظات حلب كما أعلن جيش الفتح التابع للمعارضة أخيرا سيطرته على معظم محافظة إدلب في الشمال حيث لم يتبق للنظام سوى قريتي كفريا والفوعة المواليتين بالإضافة إلى مطار أبو الظهور العسكري.

 

وفي الجنوب تسيطر  المعارضة على أجزاء كبيرة من محافظتي درعا والقنيطرة، وفي المنطقة الوسطى تبسط المعارضة نفوذها على معظم  بلدات الريف الشمالي والشرقي لمحافظة حمص بالإضافة إلى عدة بعض مناطق النفوذ في ريف محافظة حماة.

 

وفي المنطقة الساحلية الغربية تسيطر المعارضة على منطقتي جبل الأكراد وجبل التركمان شمال اللاذقية قرب الحدود مع تركيا، كما تسيطر المعارضة على معظم أنحاء ريف دمشق.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...