نتائج تراجع الدولار على أسعار السيارات

أدى تراجع الدولار إلى حالة من الارتباك داخل شركات السيارات، فقد هبط في حين كانت الشركات تقوم برفع الأسعار بشكل دوري بحجة التسعير عند المستويات الجديدة لسعر الدولار، وكانت بعض الشركات على وشك إقرار دفعة جديدة من الزيادات، كما أن الوكلاء أصبحوا مطالبين بتخفيضات سعرية تماشيًا مع هبوط الدولار كما فعلوا بشكل فوري عند صعوده.

 

على مستوى حركة البيع والشراء أدى تراجع الدولار إلى حالة من الترقب بين العملاء؛ انتظارًا لانخفاض الأسعار؛ ومن ثم التراجع عن القرارات الشرائية؛ لتزداد حالة الركود التي تخيم على السوق منذ عدة أشهر.

 

وتزداد أزمة المعارض الصغيرة بتضارب الأسعار وتفاوتها من مكان لآخر، في الوقت الذي يقوم فيه موزعون وتجار بحرق الأسعار عبر الخصومات والتخفيضات الكبيرة مقارنة بالأسعار الرسمية والتي تجاوزت حاجز 100 ألف جنيه لبعض الطرازات.

 

أكد عبد الهادي حسن، صاحب معرض الأمراء للسيارات، أن تراجع الدولار أدى لمزيد من الركود بسبب ما تتناوله وسائل الإعلام بشأن انخفاض الأسعار، مما دفع من يريد الشراء للتراجع عن قُراه قائلًا: إن الرسائل الإعلامية "عملت حالة من الركود لم تمرَّ من قبل".

 

وفسَّر ذلك بأن عدم اليقين بشأن إمكانية استقرار الدولار أو استمرار انخفاضه أو عودة مسلسل الصعود، مضيفًا أن العملاء أصبحوا في حالة ترقُّب لحين انخفاض الأسعار، مطالبًا بتدخُّل الدولة بتحديد سعر للدولار، مقترحًا أن يكون السعر 14 جنيهًا، مشيرًا إلى أن الرؤية ستتضح في هذا الوقت، وستنتعش السوق.

 

ولفت إلى أن الارتباك يخيم على السوق فالسيارة شيفروليه الدبابة على سبيل المثال يصل سعرها الرسمي إلى نحو 225 ألف جنيه، في حين تُباع من جانب بعض المعارض بنحو 216 ألف جنيه، مضيفًا أن الجامبو يصل سعرها إلى نحو 320 ألف جنيه، في حين تُباع بما يتراوح بين 302 و305 آلاف جنيه خارج التوكيل.

 

وأضاف أنه في ظل هذه الحالة فإن الترقب سيد الموقف من جانب العملاء؛ انتظارًا لإعلان الوكيل عن أسعاره رسميًّا بعد تراجع الدولار.

ويقول مصدر برابطة تجار سيارات مصر إنه رغم حرق الأسعار فإن حالة الركود ما زالت مسيطرة على السوق بسبب التحليلات بشأن انخفاضات جديدة في الأسعار من قِبل الوكلاء، مستبعدًا أن يحدث ذلك قبل عدة أسابيع؛ لأن دورة الاستيراد تستغرق نحو 3 أشهر، كما أن العديد من الوكلاء فتحوا اعتمادات مستندية بالدولار عند مستوى 20 جنيهًا، كما قاموا بإدخال سيارات بالدولار الجمركي عند مستوى 18,5 جنيه.

 

وأوضح أن معارض السيارات تمر بظروف صعبة من حيث القدرة على الاستمرار في العمل، حيث تم إغلاق بعضها، فيما أصبح جزء آخر غير قادر على تحمُّل رواتب الموظفين أو تكاليف التشغيل؛ نتيجة التوقف التام للحركة، على خلفية ارتفاع الأسعار بعد صعود الدولار.

 

وحول الخصومات التي أعلن عنها العديد من الوكلاء قال المصدر إن المعارض والموزعين الذين قاموا بحرق الأسعار سيتكبدون خسائر كبيرة؛ لأنهم أعلنوا عن التخفيضات والخصومات بطريقة غير مدروسة، حيث قاموا بتقدير سعر السيارة على أساس الدفعات القديمة التي بحوزتهم، والتي تم شراؤها بسعر منخفض للدولار قبل التعويم متجاهلين الدفعات التالية، موضحًا أن السياسة الفضلى في هذه الحالة هي احتساب متوسط سعر للمخزون بشكل كامل.

 

وتساءل: كيف سيبيع الموزعون الدفعات التي اشتروها بسعر مرتفع للدولار بعد تراجعه وفي ظل انتظار العملاء تخفيضات جديدة في الأسعار، موضحًا أن الموزع إما سيبيع بخسارة أو سيتوقف نهائيًّا عن البيع.

 

وأوضح أن خصومات جيلي إيمجراند 7 تتراوح بين 25 و30 ألف جنيه، وأن خصومات كيا كارينز تخطت مستوى 100 ألف جنيه، وكيا ريو 80 ألف جنيه، منوهًا بأن الخصومات الأكبر لصالح سيارات العلامة الكورية الجنوبية كيا.

 

وأضاف أن خصومات هيونداي توسان تتراوح بين 15 و20 ألف جنيه، فيما تقترب إلنترا من مستوى 40 ألف جنيه، وفيرنا من 15 ألف.

 

وذكر أن الخصومات محدودة على طرازات أخرى مثل: ميتسوبيشي لانسر والسيارات الخليجية؛ لأن أسعارها مقدَّرة على أساس سعر منخفض للدولار على حساب هامش الأرباح.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...