غير مصنف

ننعتذر لك يا لغة “الضاد”

أقدّم اعتذاري الشديدَ للغتــِـنا العربية الجميلة علىَ الضربات المتلاحقة التي يوجهها إليها كارهوها أو ضِعافُها أو الجاهلون بعبقريتها أو الذين لم يتعرّفوا علىَ مَواطن الجَمال فيها.

لم تتعرض ضادُنا لحملةٍ شرسة، عن علمٍ أو عن جهل، كما تتعرض هذه الأيام، كأننا تركنا كــُـلَّ خـُصومِنا وأمسكنا في رقبة لغةِ المتنبي، وأينما وليـَّـت أذُنـَــيـّـك اخترًقـــَـتـْـها جُمــَـلٌ مُبعثــَـرة، وكلمات طلسمية، وألسنة عَجــَّـمتها هجرةُ العربي للكتاب.

تكالبوا عليها من مذيعات الفضائية المصرية إلى فيسبوكيين يتكاسلون عن اعادةِ قراءة ما كتبوه ولو كان أكثره يُحزن روح أبي الأسود الدؤلي.

يعبثون بلغتــِـنا الجميلة، ويُبعثرون حروفــَـها في الهواءِ فتتحول إلىَ فقراتِ مُستعرب في أيامه الأولى بين سطور واحدة من أغنى لغات الدنيا، وتلفظها ألسنتُهم كأنها تزفرها في وجوه مبغضيها ليسعدوا بركاكتــِـها المفتعـَـلة.

لو تجسدت لغتُـنا كائناً حيــّـاً لركعتُ أمامها مُستجدياً إياها أنْ تصفح عـنـَّـا جميعا لأننا حــَـمَّلناها وزرَ ضعفــِـنا، وقدّمناها في صورة مهينة، وعزلنا قاموسَها عن حياتــِـنا، وقزَّمنا مفرداتِها فإذا استعنــَّـا بكلمةٍ تمنــَّـعت، وهربتْ من تحت ألسنــَـتـِـنا أو.. من بين أصابعــِـنا.

معذرة، لغتي الحبيبة، فمبغضوكِ لا يعرفون قيمـَتــَـكِ.

محمد عبد المجيد

طائر الشمال

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...