هل يطلب السيسي تنحية إياد مدني من أمانة «التعاون الإسلامي»؟

 

 

 

ربما يكون الضغط على أمين عام منظمة التعاون الإسلامي إياد مدني لتقديم استقالته على خلفية التصريحات المسيئة للرئيس عبد الفتاح السيسي، هو الحل الوحيد لحفظ حق مصر.

 

تصريحات مدني التي بدا فيها الغمر واللمز الخبيث تجاه الرئيس المصري لم تكن لائقة بالمرة، وتفاقم الأزمة بين القاهرة والرياض، بحكم أن الرجل وزير سعودي سابق.

 

يمكننا أن نقول أيضا إن الإساءة جاءت انعكاسا على هذه الأزمة، إذ لم يكن بمقدور مدني أن يقول هذا الكلام لو أن الصفاء يغلف علاقة مصر بالممكلة.

 

لذلك، ربما تأخذ الأزمة اتجاهات أبعد تتشابك مع النفور المتزايد مؤخرا بين القوتين العربيتين الكبيريين والتي تصاعدت على خلفية التصويت المصري للمشروعين الروسي والفرنسي في مجلس الأمن بخصوص سوريا، ثم تعليق حصة البترول التي كان من المقرر إرسالها في أكتوبر الماضي من شكرة "أرامكو" السعودية.

 

اعتذار مدني الذي قدمه بعد "يومين" من الواقعة كان بائسا، وجاء بعد اكتشاف الأمر، ما يشير إلى أنه لم يكن يقدم على ذلك لو لم تكن الأزمة أثيرت، وفي هذا ملمح آخر للاستهانة بالمقصود من الكلام وبالدولة التي يرأسها.

وتحدثت تقارير صحفية عن أن كلام مدني أثار استهجان وغضب دول عربية منها أعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي.

 

لكن الأمر في الحقيقية لم يعد يرتبط برغبة هذه الدول فقط، لكنه في الأساس يجب أن يكون إرادة مصرية واضحة تعبر عنها وزارة الخارجية وكل القنوات الدبلوماسية التي تتولى الموضوع.

 

لماذا استقالة الرجل هنا واجبة بالنسبة لمصر؟

بمنتهى البساطة، لأنه لو ظل في مكانه على رأس المنظمة التي سمعت كلامه وضحكت فهذا دليل واضح وبين على أن القاهرة لم تعد إلى مكانها الكبير بين العرب، وأن هذه ربما لن تكون المرة الأخيرة التي ستسمع فيها مثل هذا السخرية. لذلك ربما لا تكون مبالغة لو طببت مصر رسميا من المنظمة تنحية مدني عن رئاستها، لأن في هذا تعبير عن قوة القاهرة وكيف ترد اعتبارها أو اعتبار رئيسها.

 

الإشارة هنا واجبة إلى نقطة أنه لا يجب أخذ أي إشارة أو انتقاد لرئيس دولة على أنه انتقاد للدولة نفسها، لكن في واقعة مدني الأمر واضح وبلا شك: لدينا دولة تمر بظروف اقتصادية صعبة وتتماس هذه الظروف مع المملكة ودول الخليج من حيث الاقتراض والمساعدات، ويخرج مسؤول عربي "إسلامي" سعودي ليسخر من تصريحات قالها رئيس هذه الدولة على خلفية ظروف بلده الاقتصادية.

 

 لذلك الاعتذار هنا سيبدو ضعفا أمام سلطان البلد الذي يقف وراء مدني، ومن المؤكد هنا أنه المملكة وبلدان خليجية أخرى.

 

من الأمور التي تبدو ثابتة في أسلوب السيسي هو "عدم التطاول" على أحد لأن "مصر كبيرة"، لكن مصر "المحترمة" هذه لا يجب أن تقبل أي إساءة من أحد، وإلا سيبدو هذا "الاحترام" تهاون في حق سمعة بلد كل أزمته أنه يمر بظروف صعبة سياسيا واقتصاديا تضعفه حاليا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...