وزيرا خارجية مصر والسودان يبحثان في الخرطوم تهدئة التوتر بين البلدين
التقى وزير الخارجية المصري سامح شكرى نظيره السوداني إبراهيم غندور في العاصمة السودانية الخرطوم اليوم الخميس لمناقشة عدد من القضايا محل الخلاف بين الجانبين.
التقى وزير الخارجية المصري سامح شكرى نظيره السوداني إبراهيم غندور في العاصمة السودانية الخرطوم اليوم الخميس لمناقشة عدد من القضايا محل الخلاف بين الجانبين.
وقال غندور خلال الجلسة الافتتاحية للجنة التشاور السياسي بين البلدين إن بلاده تضررت كثيرا مما وصفه بالحملات الإعلامية المصرية، مشيرا إلي أنها تجاوزت النقد ووصلت إلى حد الإساءة للشعب السوداني.
وأضاف غندور أن هناك مبادرة لتوقيع ميثاق شرف صحفي، من أجل إيقاف التراشق الإعلامي بين البلدين، موضحا أن بلاده فرضت تأشيرة دخول على المصريين بطلب من القاهرة.
وقال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن قرار إيقاف الواردات المصرية من جانب السودان لا يستند إلي معايير فنية واضحة، ودعا الخرطرم إلي إنهاء هذه المشكلة، حتي لا تلقي مزيدا من الظلال السلبية علي العلاقات بين البلدين، علي حد قوله.
وأضاف شكري أن هناك ضرورة للتنسيق المشترك بين الطرفين في كافة القضايا، من أجل حماية مصالح البلدين، خاصة تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب والتطرّف، مشيرا إلى أن مصر تدعم الحلول السلمية لمشاكل السودان.
وكانت العلاقات بين القاهرة والخرطوم قد توترت في الفترة الأخيرة لعدة أسباب، من بينها اتهام السودان لمصر بتأييد قرار تمديد العقوبات المفروضة على السودان من قبل مجلس الأمن الدولي بسبب الأوضاع في إقليم دارفور، وهو الأمر الذي نفته الخارجية المصرية.
وقال الوزير السوداني إن حكومته قررت وقف استيراد المنتجات الزراعية المصرية بعد أن ساهم الإعلام المصري في خلق حالة من الشعور السلبي تجاه مصر في السودان.
"عمق وإستراتيجية"
وأوضح بيان لوزارة الخارجية المصرية بأن الوفد حمل رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسي لنظيره السوداني عمر البشير أكدت على "عمق وإستراتيجية" العلاقات بين البلدين، كما شددت على أهمية تطويرالعلاقات الثنائية في كافة المجالات، فضلا عن التأكيد على أن أمن واستقرار مصر من أمن واستقرار السودان.
وصرح أحمد أبو زيد المتحدث باسم الخارجية المصرية، بأن وزير الخارجية أطلع الرئيس البشير على نتائج مباحثات لجنة المشاورات السياسية بين البلدين، وما اتسمت به من حرص متبادل على توثيق العلاقة بينهما والارتقاء بها إلى آفاق أرحب من التعاون، فضلا عن أهمية حمايتها مما أسماه "بالأطراف المغرضة" التي تستهدف النيل منها.
من جانبه، أكد البشير على أهمية العلاقة الإستراتيجية بين مصر والسودان في ظل التحديات التي تمر بها المنطقة والتي تفرض على الجانبين التعاون والتضامن لمواجهتها، مشددا على أن أمن مصر واستقرارها يعد أولوية للسودان على حد قوله.
يذكر أن أزمة منطقة حلايب الحدودية تعد سببا رئيسيا في التوتر بين مصر والسودان، وقد صرح وزير الدفاع السوداني، الفريق أول عوض بن عوف، مؤخرا بأن هناك "استفزازات ومضايقات" يتعرض لها الجيش السوداني في منطقة حلايب المتنازع عليها مع مصر.
وتضم منطقة مثلث حلايب ثلاث بلدات رئيسية هي: حلايب وأبورماد وشلاتين.
وفي أبريل/ نيسان 2016 رفضت القاهرة، طلب الخرطوم التفاوض المباشر حول المنطقة.
وبث التلفزيون المصري على الهواء مباشرة شعائر صلاة الجمعة الماضية من بلدة شلاتين، بحضور مسؤولين رسميين وقادة بالجيش، في سابقة هي الأولى من نوعها، ما اعتبره مراقبون علامة على تصاعد التوتر بين القاهرة والخرطوم.