وسقط القناع .. خامئني” متوتراً : حربنا في سوريا “مقدسة”

يبدو أن تزامن الاحداث الداخلية والخارجية على إيران، أصاب مرشدها الأعلى علي خامئني بقدر من التوتر، جعله يستغني عن العبارات الدبلوماسية التي تخبئ تحتها أكثر مما تعلن، وتحاول أنى تجد للدولة مبررات في حروبها بالشرق الأوسط تجنبها قدر المستطاع العبارات الطائفية، إذ وجه “خامئني” رسالة حشدية اوصلها عنه أحمد جنتي، الأمين العام لمجلس صيانة الدستور، لم يتخلى فيها فقط عن حذر الدبلوماسية، بل دفعه التوتر إلى اعتبار حرباهم في سوريا “مقدسة” يتواجه فيه “الإسلام مع الكفر” كما كان الوضع خلال حربهم مع العراق، على حد وصفه.

حديث “جنتي”، الذي نقله عن خامئني خلال حفل تأبين 46 عسكرياً إيرانياً قتلوا في سوريا، لم يكن مستغرباً طبقاً لـ “محمد محسن أبو النور”، الباحث في الشأن الإيراني، الذي أعتبر أن إطلاق تلك التصريحات في الوقت الحالي أمر طبيعي ومتوقع، في ظل العوامل الداخلية التي تمر بها إيران، وما سيترتب عليه من عوامل خارجية، مشيراً إلى أن الانتخابات البرلمانية، ومجلس الخبراء الذي يتولى مهمة اختيار المرشد العام، والتي تشهدها إيران اليوم، ويتنافس فيها التيار المتشدد وعلى رأسه “الخامئني”، في مواجهة التيار الإصلاحي والذي يقوده حسن روحاني، الرئيس الإيراني السابق، والذي سيتوقف عليه مستقبل إيران خلال الثمان سنوات القادمة، جعلت المرشد الأعلى يستخدم عبارات الحشد الطائفي، حتى يضمن نجاحهم في الانتخابات، ومن ثم الاستمرار على نفس النهج.

وأضاف “أبو النور”، في تصريحات لـ”البوابة”، أن إطلاق تلك التصريحات الجهادية الإسلامية أيضاً لا يمكن النظر إليها بمعزل عن الإعلان السعودي باستعدادهم لإرسال قوات تقاتل في سوريا، وهو ما أصاب الدولة الشيعية بقدر كبير من التوتر، إذ أنها ستعد المرة الأولى التي تحدث فيها مواجهة مباشرة بين الجيش الإيراني والسعودي.

ويذكر أن حديث خامئني عبر “جنتي” لم يتوقف عند وصف الإسلام والكفر، وإنما حاول شحذ الهمم بالحرب الإيرانية الابرز ضد العراق ” حرب الخليج الأولى 1980″، إذ قال “باب الشهادة الذي أغلق بانتهاء الحرب الإيرانية العراقية، فتح مجددا في سوريا، ومضيفاً ” إذا لم يذهب الشباب للقتال في سوريا، إذا لم يقاتلوا هناك، فإن العدو سيهاجم إيران، وسيستهدف مدينة كرمانشاه، وغيرها من المناطق الحدودية”.

ومن جهة أخرى أعلن 1200 مرشحاً في الانتخابات الإيرانية انسحابهم أمس الخميس قبل يوم واحد من بدء عملية التصويت، وأكدت قناة “سكاي نيوز” نقلاً عن مصادر إيرانية أن المرشحين انسحبوا لمصلحة اللوائح الكبرى التي تمثل التيارات الرئيسية، المحافظ والإصلاحي والمعتدل، وبهذا لن تتشتت الأصوات.
وكان “خامئني” أكد خلال رسالة وجهها أمام حشد من سكان نجف اباد وسط طهران الأربعاء الماضي دعمه للأصوليين في الانتخابات قائلاً : إن المرشد السابق كان يصنف كمتشدد و”أنا أيضا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...