يوسف إسلام: مواجهة الموت قادتني إلى الهداية
كتبت فيروز عبد الله
استضافت القمة الحكومية أمس، يوسف إسلام المغني والناشط في العمل الإسلامي، لاستعراض رحلته الخاصة للبحث عن الإسلام، وتأثيرها على حياته ومهنته، والحديث عن التراث الذي جاء منه كمواطن بريطاني تربى على الديانة المسيحية.
وقال إسلام إن جميع كلمات أغانيه تبحث عن السلام، وتحث عليه، وإن فهم واستيعاب بعضنا البعض هو الذي ينهي الحروب والقتال، ويمنع ظهورها من جديد.
وتوقف الناشط الإسلامي عند قصة اعتناقه الإسلام، قائلاً: اتخذت القرار بأن أكون أكثر نجاحاً، وأصبحت، وخير مثال على ذلك نجاح فرقة البيتلز، وانطلقت في تأليف العديد من الأغاني التي وجد معظمها الطريق للانتشار الكبير، وخلال سعيي نحو النجاح والشهرة، وجدت نفسي في سهر واحتفالات دائمة لا تخلو من استهلاك السجائر والكحول، حتى وصلت إلى مرحلة لم يعد جسدي يحتملها، فأصبت بالسل وعلى إثر ذلك أصبحت أواجه الموت والهلاك.
وأضاف: منذ تلك اللحظة وضعت نهجاً آخر لموسيقاي، ورحت أبحث عن إجابات لتساؤلاتي، وتفسيرات لقراءتي للكثير من الكتب، حول مختلف المعتقدات والديانات، ومنها البوذية والهندوسية وغيرهما، وصممت على معرفة ما الذي يجري في هذا العالم قبل وبعد أن أذهب لمصيري الأخير.
وتابع حديثه في رحلة البحث عن السلام والإسلام قائلاً: ألفت العديد من الأغاني من وحي رحلة البحث هذه، وما كان يعتريني أثناء ذلك، وجميعها كلمات تبحث عن السلام، ولكن خلال تلك الفترة وقعت حرب فيتنام، ودخلنا بعد ذلك عصر الفضاء، وتيقنت أن هذه الكلمات التي أكتبها لم تجلب لي السلام، واستمر شعوري بالفراغ الداخلي إلى العام 1975، حيث واجهت اللحظة التي غيرت حياتي.
وتابع: إذ كنت في عطلة في منزل أحد الأصدقاء في مدينة ماليبو الأميركية، واتجهت للسباحة في المحيط، ولم يمض الكثير من الوقت حتى بدأت بالإحساس بالتعب والإرهاق، بسبب تيار جرفني، فأيقنت أنها لربما تكون لحظة المواجهة مع الموت، ودعوت الله أن ينقذني مقابل أن أجتهد للعمل في خدمة دينه، ولم يرد دعائي. وبعد مدة من تلك الحادثة أهداني أخي نسخة من القرآن الكريم، فوجدت فيه الوضوح في التعاليم، وأيقنت أن الدين ليس أمراً غريباً ومجهولاً كما كنت أعتقد، وأن الجميع بغض النظر عن أعراقهم وأجناسهم هم عائلة واحدة، وآمنت بأنه كتاب من الخالق.
وبين إسلام أن رحلته في الدين الإسلامي جعلته يدرك كل التحديات التي تواجه هذا الدين في شتى أنحاء العالم، ما دفعه إلى إنشاء مدارس عديدة للمسلمين لتطوير تعليمهم وثقافتهم، مؤكداً أنه من المهم جداً أن نشارك بعضنا المعرفة وأهمها القرآن الذي يمثل فرصة للجميع.