24 ساعة.. تجربة فريدة ابتكرها “سمير رجب” وحرقها ببخله وعنجهيته
هل تتذكرون ” 24 ساعة” أول صحيفة يومية مجانية في مصر وهي التجربة الفريدة من نوعها كان الصحفي المخضرم “سمير رجب” قد اقتبس فكرتها من “صحافة التبلويد” التي توزع مجانا في أوروبا وتغطي نفقاتها من الإعلانات، تعالوا معنا لتقرأوا قصتها الكاملة:
بدأت الفكرة عندما دعانا “سمير رجب” في أبريل 2007 الى تجربة فريدة من نوعها يتم تطبيقها في أوروبا وستكون أول تجربة من نوعها في مصر وذلك من خلال فكرة توزيع صحيفة يومية مجانية من نظام “القطع النصفي أو التابلويد”، وذلك في شقة كان يدير منها نجله أحمد سمير رجب صحيفة اسبوعية اسمها “الريشة”، والتي انتهت بعقد هذا الاجتماع، لتبدأ الفكرة الجديدة نحو الانطلاق، ويخبرنا الصحفي الكبير الذي كان الجميع مبهورين به بأنه سيدعوان في أقرب وقت الى المقر الجديد.
وبالفعل تلقينا اتصالات بأن المقر الجديد سيكون في برج بشارع إبراهيم نجيب بجاردن سيتي وبدأنا الإعداد للصحيفة اليومية التي انطلقت في منتصف شهر أغسطس على ما أتذكر، وقد استطاع سمير رجب أن يكون في هذه الفترة “شلته” الذين كان أغلبهم من صحيفة الجمهورية وذلك بحكم قربهم منه لفترة طويلة واختار الأستاذ مجدي الشيخ مديرا للتحرير، والاستاذين ضاحي عثمان وخالد العوامي نائبين لرئيس التحرير.
وبدأ توزيع الصحيفة في جميع شوارع العاصمة والمحافظات، وإن كانت أعداد التوزيع بالمحافظات أقل، حيث بدى الانبهار الشديد على جميع من وُزعت عليهم الصحيفة وكذلك زملاء المهنة الذين بدأوا ينزحون عليها، حتى أن صحيفة المصري اليوم في هذا التوقيت رفعت أجور صحفييها 30% لعدم نزوحهم لصحيفة 24 ساعة –رغم أنهم يعلمون جداً أن سمير رجب “بخيل حبتين في موضوع الفلوس- هذا بالإضافة الى خوف الصحف القديمة من تركها للصحف الجديدة التي كانت 24 ساعة أبرزها.
وبدأ سمير رجب تراوده أفكار الماضي من حيث “الشللية” والبخل في الإنفاق على الصحيفة، وأخذ يدق مسماراً تلو الآخر في نعش هذه التجربة الوليدة التي سرعان ما تحولت الى تجربة عقيمة وتحولت الصحيفة الى اسبوعية عقب ثورة 25 يناير ووضع سمير رجب على قوائم الممنوعين من السفر ثم التحفظ على أمواله فيما بعد، هذا بالإضافة الى كره جميع الصحفيين للأسلوب الذي كان يتبعه معهم “شلة” سمير رجب، ونظرة سمير رجب نفسه لبعض الصحفيين على أنه “أعلى منهم قدراً”، لكن ما يحسب لسمير رجب أنه كان إنسان رائع على المستوى الإنساني إلا أن المقربين منه أوصلوا له أفكار ما أنزل الله بها من سلطان ليقضي كل ذلك على التجربة في مهدها ويصبح “الصبر” وحده طريق الصحفيين العاملين بها على سوء المعاملة من جانب شلة سمير رجب للحصول على عضوية نقابة الصحفيين.
وفي منتصف عام 2012 انتهت تجربة 24 ساعة للأبد بعد أن قام سمير رجب بتعيين القلة الصابرة بالصحيفة لتنتهي بذلك تجربة رائعة لو أنفق عليها سمير رجب بسخاء وأبعد عنه فكرة الشللية، وشجع الشباب والمبتكرين ولم ينظر لهم نظرة دونية كأنهم من كوكب آخر، لكانت هذه التجربة من أروع التجارب ولأغلقت أغلب الصحف التي نراها في أوجه نجاحها اليوم أبوابها ولم يعد لها وجود.