88 عام علي ميلاد أمير القصة القصيرة «يموت الزمار»
يوسف إدريس
تقرير – محمد مصطفي
كان أزهد فرد فى شلة المثقفين زملائه، وأقلهم اهتمامًا وإطلاعًا على عيون الأدب العالمى والفكر الإنسانى، ولكنه كان أكثرهم اطلاعاً على ملامح البشر وقراءة لخريطة نفوسهم بكل تضاريسها وتفاصيلها…وهوما جعل الجميع يتساءلون بعد ذلك كيف حدثت هذه الموهبة ومتى اكتملت ؟!.
كاتب قصصي، مسرحي، وروائي مصري ولد 19 مايو سنة 1927 في البيروم التابعة لمركز فاقوس، وتوفي في الأول من أغسطس عام 1991 عن عمر يناهز 64 عام. وقد حاز على بكالوريوس الطب عام 1947.. وفي 1951 تخصص في الطب النفسي ،وكان منذ سنوات الدراسة الجامعية وهو يحاول نشر كتاباته.
كانت الكيمياء والعلوم بمثابة مغناطيس يجتذبه، أراد أن يكون طبيباً،وذلك قبل ان يعشق الأدب.. وفي سنوات دراسته بكلية الطب اشترك في مظاهرات كثيرة ضد المستعمرين البريطانيين ونظام الملك فاروق.
ممارسته لمهنة الطب وما تنطوي عليه هذه الممارسة من إطلاع على أحوال المرضى في أشد لحظات ضعفهم الإنساني، ومعايشته لأجواء هذه المهنة الإنسانية أثر في وعيه الإنساني والوجداني بشكل كبير، مما جعل منه إنسانا شديد الحساسية شديد القرب من الناس شديد القدرة على التعبير عنهم.
بدأ نشر قصصه القصيرة منذ عام 1950، أصدر مجموعته القصصية الأولى “أرخص ليالي” عام1954، لتتجلى موهبته في مجموعته القصصية الثانية “جمهورية فرحات” عام1956، الأمر الذي جعل عميد الأدب العربي “طه حسين» ليقول : “أجد فيه من المتعة والقوة ودقة الحس ورقة الذوق وصدق الملاحظة وبراعة الأداء مثل ما وجدت في كتابه الأول (أرخص ليالي) على تعمق للحياة وفقه لدقائقها وتسجيل صارم لما يحدث فيها”
قدم يوسف إدريس عشرين مجموعة قصصية، وخمس روايات، وعشر مسرحيات، ومن أشهر أعماله القصصية “أرخص ليالي”، و”جمهورية فرحات”، واليس كذلك”، و”البطل”، و”حادثة شرف”، و”النداهة”، و”بيت من لحم”، و”قاع المدينة”، و” لغة الآي آي”، و”مشوار”.
حولت السينما العديد من أعماله الأدبية لأفلام منها ما يقارب عن أحد عشر عمل منهم: “لا وقت للحب” عام 1963م وهو مأخوذ عن روايته “قصة حب” الصادرة عام 1957م، و”الحرام” عام 1965م، وهو مأخوذ عن روايته “الحرام” الصادرة عام 1959م و”العيب” عام 1967م.
استطاع يوسف ادريس تثبيت اقدام القصة القصيرة ونقلها من المحليّة إلى العالميّة، حيث اختار موضوعاتها من حياة الإنسان العربي المهمّش، فخلق قصة عربيّة، بلغة عربيّة مصرية قريبة من لغة الإنسان العادي.
وعن القصة القصيرة قال”اخترتها لأننى أستطيع بالقصة القصيرة أن أصغر بحراً فى قطرة، وأن أمرر جملاً من ثقب إبرة، أستطيع عمل معجزات بالقصة القصيرة، إننى كالحاوى الذى يملك حبلاً طوله نصف متر، ولكنه يستطيع أن يحيط به الكون الذى يريد، القصة القصيرة طريقتى فى التفكير ووسيلتى لفهم نفسى، والإطار الذى أرى العالم من خلاله، إنه الإطار الذى وجدنى ولم أجده»….ولم يتوقف حبه للقصة عند ذلك بل وضح إن القصة القصيرة هى أصعب شكل أدبى وأسهل شكل أدبى فى وقت واحد، إنه شكل سهل لا بد أن يمارسه كل شخص ولو فى جانبه الشفوى ولكنه فن صعب، يحتاج إلى قدرة للأخذ بتلابيب لحظة نفسية خاطفة، والتعبير عنها فى كلمات، لقد اخترع بيكاسو ذات مرة طريقة لرسم لوحة فوسفورية تختفى بعد دقيقة، هذه الدقيقة هى القصة القصيرة، هى اقتناصى لحظة كشف خارقة».
حصل الأديب الكبير يوسف إدريس على العديد من الجوائز كان اشهرها جائزة عبد الناصر في الآداب عام 1969، وجائزة صدام حسين للآداب عام 1988، وجائزة الدولة التقديرية عام1990. وقد توفي “إدريس» في الأول من شهر أغسطس عام 1991م.
نشر مقال له بعنوان، “يموت الزمار» فى 1981 وذلك بعد توقفه عشر سنوات عن الكتابة ليرد علي المشككين و الشامتين بقوله
“أى شىء إلا أن أمسك القلم مرة أخرى وأتحمل مسئولية تغيير عالم لا يتغير وإنسان يزداد بالتغيير سوءاً، وثورات ليت بعضها ما قام»
.
يوسف إدريس
تقرير – محمد مصطفي
كان أزهد فرد فى شلة المثقفين زملائه، وأقلهم اهتمامًا وإطلاعًا على عيون الأدب العالمى والفكر الإنسانى، ولكنه كان أكثرهم اطلاعاً على ملامح البشر وقراءة لخريطة نفوسهم بكل تضاريسها وتفاصيلها…وهوما جعل الجميع يتساءلون بعد ذلك كيف حدثت هذه الموهبة ومتى اكتملت ؟!.
كاتب قصصي، مسرحي، وروائي مصري ولد 19 مايو سنة 1927 في البيروم التابعة لمركز فاقوس، وتوفي في الأول من أغسطس عام 1991 عن عمر يناهز 64 عام. وقد حاز على بكالوريوس الطب عام 1947.. وفي 1951 تخصص في الطب النفسي ،وكان منذ سنوات الدراسة الجامعية وهو يحاول نشر كتاباته.
كانت الكيمياء والعلوم بمثابة مغناطيس يجتذبه، أراد أن يكون طبيباً،وذلك قبل ان يعشق الأدب.. وفي سنوات دراسته بكلية الطب اشترك في مظاهرات كثيرة ضد المستعمرين البريطانيين ونظام الملك فاروق.
ممارسته لمهنة الطب وما تنطوي عليه هذه الممارسة من إطلاع على أحوال المرضى في أشد لحظات ضعفهم الإنساني، ومعايشته لأجواء هذه المهنة الإنسانية أثر في وعيه الإنساني والوجداني بشكل كبير، مما جعل منه إنسانا شديد الحساسية شديد القرب من الناس شديد القدرة على التعبير عنهم.
بدأ نشر قصصه القصيرة منذ عام 1950، أصدر مجموعته القصصية الأولى “أرخص ليالي” عام1954، لتتجلى موهبته في مجموعته القصصية الثانية “جمهورية فرحات” عام1956، الأمر الذي جعل عميد الأدب العربي “طه حسين» ليقول : “أجد فيه من المتعة والقوة ودقة الحس ورقة الذوق وصدق الملاحظة وبراعة الأداء مثل ما وجدت في كتابه الأول (أرخص ليالي) على تعمق للحياة وفقه لدقائقها وتسجيل صارم لما يحدث فيها”
قدم يوسف إدريس عشرين مجموعة قصصية، وخمس روايات، وعشر مسرحيات، ومن أشهر أعماله القصصية “أرخص ليالي”، و”جمهورية فرحات”، واليس كذلك”، و”البطل”، و”حادثة شرف”، و”النداهة”، و”بيت من لحم”، و”قاع المدينة”، و” لغة الآي آي”، و”مشوار”.
حولت السينما العديد من أعماله الأدبية لأفلام منها ما يقارب عن أحد عشر عمل منهم: “لا وقت للحب” عام 1963م وهو مأخوذ عن روايته “قصة حب” الصادرة عام 1957م، و”الحرام” عام 1965م، وهو مأخوذ عن روايته “الحرام” الصادرة عام 1959م و”العيب” عام 1967م.
استطاع يوسف ادريس تثبيت اقدام القصة القصيرة ونقلها من المحليّة إلى العالميّة، حيث اختار موضوعاتها من حياة الإنسان العربي المهمّش، فخلق قصة عربيّة، بلغة عربيّة مصرية قريبة من لغة الإنسان العادي.
وعن القصة القصيرة قال”اخترتها لأننى أستطيع بالقصة القصيرة أن أصغر بحراً فى قطرة، وأن أمرر جملاً من ثقب إبرة، أستطيع عمل معجزات بالقصة القصيرة، إننى كالحاوى الذى يملك حبلاً طوله نصف متر، ولكنه يستطيع أن يحيط به الكون الذى يريد، القصة القصيرة طريقتى فى التفكير ووسيلتى لفهم نفسى، والإطار الذى أرى العالم من خلاله، إنه الإطار الذى وجدنى ولم أجده»….ولم يتوقف حبه للقصة عند ذلك بل وضح إن القصة القصيرة هى أصعب شكل أدبى وأسهل شكل أدبى فى وقت واحد، إنه شكل سهل لا بد أن يمارسه كل شخص ولو فى جانبه الشفوى ولكنه فن صعب، يحتاج إلى قدرة للأخذ بتلابيب لحظة نفسية خاطفة، والتعبير عنها فى كلمات، لقد اخترع بيكاسو ذات مرة طريقة لرسم لوحة فوسفورية تختفى بعد دقيقة، هذه الدقيقة هى القصة القصيرة، هى اقتناصى لحظة كشف خارقة».
حصل الأديب الكبير يوسف إدريس على العديد من الجوائز كان اشهرها جائزة عبد الناصر في الآداب عام 1969، وجائزة صدام حسين للآداب عام 1988، وجائزة الدولة التقديرية عام1990. وقد توفي “إدريس» في الأول من شهر أغسطس عام 1991م.
نشر مقال له بعنوان، “يموت الزمار» فى 1981 وذلك بعد توقفه عشر سنوات عن الكتابة ليرد علي المشككين و الشامتين بقوله
“أى شىء إلا أن أمسك القلم مرة أخرى وأتحمل مسئولية تغيير عالم لا يتغير وإنسان يزداد بالتغيير سوءاً، وثورات ليت بعضها ما قام»
.