غير مصنف

“إرهابي رياضي” يخطف الأضواء من ريال مدريد وبرشلونة

8716497_1417418088

فجأة ومن دون سابق إنذار تحوّلت الأنظار في إسبانيا من المنافسة المحتدمة بين قطبي الكرة ريال مدريد وبرشلونة على العشب الأخضر، إلى نهر مانزاناريس قرب استاد فيسنتي كالديرون حين أُخرجت جثة فرانسيسكو خافيير روميرو تابوادا والذي توفي نتيجة صدامات بين مشجعي ديبورتيفو وأتلتيكو مدريد يوم الاحد الماضي.

شغلت تلك المأساة الرأي العام ووسائل الإعلام وطرحت الكثير من علامات الإستفهام حول قدرة الأندية الإسبانية على ضبط روابط جماهيرها التي تتسم أعمالها بالعنف أو التي تعرف بـ”الالتراس” في الوقت الذي تمر به البلاد بظروف سياسية قد لا تنتهي مع رغبة مقاطعة كاتالونيا بالإنفصال عن الحضن الإسباني.

لطالما شكّلت مجموعات الالتراس والتي تقودها أفكار أيديولوجية وسياسية لا علاقة لها بكرة القدم جزءاً من الحياة اليومية في اسبانيا، ولطالما كانت نقاشتها محوراً ساخناً لم تسلم الملاعب الرياضية من آثاره وهو الأمر الذي دفع كل من برشلونة وريال مدريد لحظر تلك المجموعات التي كانت تسمى “بويشويس نويس” و”ألتراس سور”على التوالي، لكن بعضها من أندية أخرى وجد ملاذاً آمناً من قبل إدارات تلك الاندية.

من الواضح أن ما حدث يوم الأحد الماضي لم يكن بداية شرارة لفعل ما بقدر ما هو حلقة في سلسلة من مسار طويل يضرب الملاعب الأوروبية تحت عنوان العنصرية، تلك الآفة التي لم ينجح الإتحاد الأوروبي لكرة القدم ومن قبله الإتحادات المحلية في لجم “حممها” على الرغم من العقوبات التي فُرضت على كثير من الاندية بحرمان جماهيرها من متابعة المباريات، وهو إجراء إتخذه مؤخراً كل من ديبورتيفو واتلتيكو مدريد بعد حادثة الأحد وقرر الأول إقفال جزء من مدرجاته في مباراة ملقه هذا الأسبوع.

ومع ذلك ثبت ان تلك الإجراءات غير كافية وتحتاج إلى مزيد من القسوة وهو ما ألمح إليه رئيس الاتحاد الاسباني لكرة القدم خافيير تيباس والذي وعد بحظر روابط الالتراس وتوّعد الفرق الاسبانية بانزال أشد العقوبات في حال لم تمنع الالتراس من دخول الملاعب، مؤكداً ان العقوبات قد تصل لحد حسم نقاط من رصيدها وهبوطها الى الدرجة الثانية.

ربما تكون تلك العقوبات بداية حل لهذا النفق المجهول الذي تسيرفيه الكرة الإسبانية والذي يهدد بلا شك، بصرف الأنظار عما يتمتع به الدوري الإسباني من مكانة مرموقة في العالم بوجود الغريمين ريال مدريد وبرشلونة واللذين شغلا الجماهير في مختلف أصقاع الأرض، لذلك فإن أي حادثة أخرى كتلك التي سبقت مباراة ديبورتيفو وأتلتيكو مدريد قد تخلط الأمور في الليغا الإسبانية، وتفرض تدخلات من الإتحاد الأوروبي وربما الدولي، مع العلم أن إقفال بعض المدرجات ومنع تلك المجموعات من دخول الملاعب كما تفعل بعض الإتحادات الأوروبية قد يبدو أمراً متوقعاً بعدما اتخذ القرار بالقضاء على الالتراس على مختلف الصعد في اسبانيا وليس من جانب اتحاد كرة القدم فقط.

لن تتحمل كرة القدم الإسبانية المزيد من إراقة الدماء لذلك فإن إعلان الحرب على الالتراس سيكون من الآن فصاعداً بمثابة الحرب على “الإرهاب الرياضي”.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...