بالفيديو:الراقصة «ماياشا».. المرأة التي تعبر عني


267801_Large_20140914014028_21

يا فِشلّه يا فِشلّه يا شوال المورتاديلا
يا تخينه يا تخينه و قعت بيكِ التراسينا

من منّا حين يسمع هذا الكوبليه الغنائي لا يتذكر الفيلم المصري «خلّي بالك من زوزو»، وبالتحديد تحية كاريوكا وهي تترنح كمن مات عزيز لديه في الصباح، وأجبروه على الرقص ليلاً بدموع محبوسة وسط جمع من الناس الأكابر، الذين التفوا حول الأسطى نعيمة ألماظية معايرين زوزو ألماظية الابنة بمهنة الأم؛ فالرقص مسبّة، مهنة موصومة بالعار في البلاد التي تجمع كل الخيبات؛ لتسقطها على جسد المرأة..

الناس الأكابر حين يقررون الأذى يبدعون.

التفوا ساخرين من جسد نعيمة ألماظية العالمة من شارع محمد علي التي كبرت وترهل جسدها؛ لنرى تحية كاريوكا في واحد من أجمل مشاهدها التمثيلية، نجدها تجرّد نعيمة من قناع الجبروت الذي ارتدته في المشاهد السابقة من الفيلم، قناع صنعته نعيمة ليحميها من حُكم الناس على كار العوالم ومن ذكرى تخاذل الزوج، وليمنحها القوة المطلوبة من الأسطى الكبيرة المسؤولة عن باقي فرقتها، نُزِعَ القناع ورأينا القهر يسكن عيون نعيمة ويقفز من الشاشة ليستقر داخل قلبك، تتوجع لوجعها، إلى الدرجة التي لم أستطع معها التمييز هل هذه دموع نعيمة ألماظية أم دموع تحية كاريوكا التي أصبح دور كهذا هو الذي يناسبها مع شكل جسدها في ذلك الوقت، ولكن يطيب الوجع؛ حين تقف زوزو وخلفها نعيمة لتحية الناس الأكابر اللي مابيدوسوش على حد.. اللي ما بيجرحوش حد.. في سخرية صريحة من أخلاق الناس الأكابر عديمي الأخلاق.

(2) عن ماياشا

ماياشا هي راقصة أميركية تعمل مُدَرِّسه رقص في مركز لتعليم الرقص بالولايات المتحده الأميركية، هي واحده من 27 مشتركة في برنامج الراقصة على قناه القاهرة والناس، وهو برنامج اختيرت فيه راقصات من جميع أنحاء العالم بعد تجارب أداء تُقرّر بعدها القبول من عدمه الراقصة المصرية دينا، وهي عضوة من 3 أعضاء في لجنة التحكيم في البرنامج ..

اللجنة التي تضم أيضاً السيناريست تامر حبيب والممثلة التونسية فريال يوسف.. ماياشا هي واحدة من 7 راقصات تأهلن إلى المرحله الثالثة والأخيرة في البرنامج، وخرجت من المسابقة في الحلقة 24، وتم استبعادها بسبب اختيارها غير الموفق للموسيقى، التي رقصت عليها في هذه الحلقة، حسب رأي لجنة التحكيم.

(3) الظهور الأول

ظهرت ماياشا في الحلقة الأولى.. حلقة تجارب الآداء في فيديو مسجل للتعريف بنفسها:

امرأة بضحكه لا تفارق وجهها ووزن قد يزيد عن الـ150 كيلو جرام؛ لتترك المشاهد الذي أقنعه العالم أن هناك مقاييس للجمال يحق له بناءً عليها أن يحكم على من حوله، ويقرّر من هو جميل ومن هو قبيح، ويصنّف من يصلح لمهنة ما ومن لا يصلح بناءً على الشكل وإن امتلك كل الأدوات التي تؤهله لها.

تظهر ماياشا في رقصة افتتاحية في الحلقة الثانية من البرنامج مع الراقصة دينا ووسط باقي المشتركات من مختلف بلاد العالم، جميلات روسيا وأوكرانيا والأرجنتين ومصر وغيرهم، لكن ظهورها الأول منفردة كان فى الحلقة الثالثة، ظهرت على المسرح واثقة بنفسها رشيقة الخطوات متحكمة في جسدها، لا تهملها عينك لحظة، امرأة تحب جسدها وتحتفل به.. تحب مهنتها وتتقنها.

ثم جاءت تعليقات اللجنه تعقيباً عليها كراقصة إيجابية جداً، وأشادوا بثقتها في نفسها وحضورها المميز، وبالرغم من أن فريال يوسف أشادت بها كراقصة إلا أنها اعترضت على شكلها؛ لأنه من وجهه نظرها الراقصة لها مقاييس شكل أخرى تختلف عن شكل ماياشا، التي كانت فى الكواليس تسمع ما يقال عنها بابتسامة خارجة من روحها لم تسرقها كلمات فريال أبداً.

(4) رسائل ماياشا

لا نعلم هل نشكر الفنانة فريال يوسف أم نغضب منها لإصرارها على موقفها من ماياشا الذي لم يتغيّر طوال الحلقات، والمبني على اعتراضها على شكلها وليس على مدى احترافها كراقصة، ولكن في كل الحالات لولا تعليقاتها لم تتح لنا فرصة أن نستمع لماياشا توجه رسالتين من أجمل ما يكون إلى العالم في حلقتين مختلفتين:

الرسالة الأولى:

جاءت رسالتها الأولى فى الحلقة 13 بعد تعليق فريال يوسف: «أن ماياشا في منافسة قوية، ولكن ليست مشكلتها تكنينك الرقص لأنها متمكنة، ولكن المشكلة في الشكل».

فكان تعليق ماياشا على أراء الحكام بمثابة الرسالة الأولى والتي قالت فيها:

«هدفي على هذه الأرض أن أشجع كل شخص في العالم على الرقص.. أريد أن يشعر أي شخص مهما كانت قدراته -حتى إن كان على كرسي متحرك- يمكنه تحريك يديه، ولو كنت أعمى يمكنك الإحساس بالموسيقى، وإن كنت أصم يمكنك الشعور بالذبذبات وأن ترقص؛ فقد رأيت راقصات صم جيدات للغاية؛ لذلك أريد أن أكون الشخص الذي يقول أنا أملك هذا الجسد وهذا الجسد يصعد على المسرح، وأستطيع أن أتفهم أن لا يفهم الجميع أني محترفة، ولكني أشعر بكم الجهد الشاق في العمل وهذا يجعلني محترفة».

الرساله الثانية:

في الحلقة 16 كانت الرسالة الثانية بعد تعقيب فريال الذي قالت فيه بشكل صريح «خِسّي يا ماياشا».

ليكون تعليق ماياشا رساله أخرى توجهها للعالم قائلة:
«إن كل شخص لديه رأيه، ومن أفضل الجمل التى سمعتها أن النساء مثل الفاكهة وشبهت نفسها بالبطيخ، وقالت إن كل الفواكه ذات مذاق جيد؛ سأستمر كما أنا أعمل بجد على هذا، أنا سعيدة أنهم استمتعوا بالرقص، هذا كل ما أردته.. أردتهم أن يكونوا سعداء.. أردت جمهوري أن يشعر بالفرح.. الخالق خلقني كما أنا وأنا سعيدة بمن خلق، ولكن هذا العالم له مبادؤه وأنا أختار مبادئي»..

وداعبت المذيع قائلة: «ألست سعيداً أني لم أجلس في المنزل؟!».. ثم شكرت الحكام على إعطائها هذه المساحة، وشكرت جميع العاملين على هذا العمل، وشكرت مدرّبيها الذين أوصلوها إلى هنا، وأنهت رسالتها بإضافة: «أنتم رائعون».

(5) الخاتمة

زوزو ونعيمة ألماظية وماياشا، ثلاث نساء رفعن رؤوسهن فوق السور العالي..

زوزو وسور العار الذي يبنيه المجتمع لأبناء وبنات الراقصات، نعيمة وسور الخذلان الذي يخلّفه الرجال العاجزون عن حماية من يحبون في معركة خائبة مع مجتمع يرفض الرقص والغناء وحب الحياة، ماياشا وسور مقاييس العالم للجمال والنجاح وحب النفس.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...