ننشر السبب الرئيسي في صعود داعش وانهياره المرتقب
يجري الحديث عن حالات هروب وإعدامات علنية وأخرى سرية وانشقاقات في صفوف مقاتلي تنظيم “داعش” المتطرف، كما يفرض حظر تجول في مناطق خاضعة له في محاولة للسيطرة على الأوضاع. فهل بدأ “داعش” يتآكل داخليا أم أنها مجرد حالات فردية؟
تواترت الأنباء في الأشهر القليلةالماضيةعن حالات انشقاق وتمرد في صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية” المتطرف المعروف إعلاميا بـ”داعش”، كان آخرها عملية فرار عشرات السجناء من سجن تابع للتنظيم في بلدة الباب شمال سوريا، قيل إنها قد تكون تمت بمساعدة عناصر من داخل “داعش”. وقبلها بيومين وفي نفس المنطقة حاول عشرة من عناصر “داعش” الفرار إلى بلدانهم عبر الحدود التركية قبل أن يقتل عدد منهم ويعتقل البقية.
وبالإضافة إلى حالات الهروب والانشقاق المتزايدة في صفوفه، يرى مراقبون أن تنظيم “داعش” خسر جزءا من المتعاطفين معه بعد هزيمته في كوباني وبعد حادثة إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا، فهل تشكل حالات الانشقاق والهروب هذه بالفعل تهديدا له ؟ أم أنها مجرد حالات تمرد فردية؟
تراجع شعبية داعش
خلال محاولة هروب عدد من سجناء التنظيم في بلدة الباب السورية حدثت اشتباكات بين العناصر الفارة وبين عناصر أخرى من التنظيم، أسفرت عن مصرع 5 من الفارين، و4 آخرين من عناصر التنظيم الذين حاولوا اعتقالهم، فيما اعتقل البقية ويرجح أنهم لقوا مصيرا مشابها لمصير أكثر من 120 عنصرا من التنظيم أعدموا العام الماضي لدى محاولتهم الفرار والعودة إلى بلدانهم. وإلى جانب حالات الهروب والانشقاق تناقلت بعض التقارير أن تنظيم “داعش” يفرض حظر التجول بعد العاشرة ليلا في بعض المناطق الخاضعة له ليتأتى له مراقبة السكان بشكل أفضل والتصدي لمحاولات الهرب.
ونقلت صحيفة “وول ستريت” الأمريكية عن مقاتلين تمكنوا من الفرار من “داعش” مؤخرا، انتشار الوحشية والفساد داخل التنظيم وتمييز في التعامل بين مقاتليه. إذ يحظى الأجانب منهم بمناصب وأجور أفضل من غيرهم. كما كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن “التنظيم بدأ فيما يبدو بالتآكل من الداخل”، حيث أسهمت الانشقاقات وعمليات الهروب من صفوفه إلى جانب الهزائم والنكسات في المعارك في إصابته بالضعف والوهن وتقويض الهالة التي حاول رسمها لنفسه كتنظيم “لايقهر” في أعين الذين يعيشون تحت حكمه الاستبدادي في المناطق التي ينتشر فيها.