معلومات لا تعرفها عن “ميدان رمسيس”
يعتبر ميدان رمسيس من أبرز الميادين في مصر، إن لم يكن الاشهر على الإطلاق، وعلى الرغم من أن الثورة أكسبت ميدان التحرير شهرة واسعة عالمياً وداخليا، إلا ان ميدان رمسيس يعتبر الأشهر داخليا، لأنه “بوابة الي جاي والي رايح”.
وعلى الرغم من محاولات الرئيس الأسبق حسني مبارك لتغيير اسم هذا الميدان وتسميته بـ”مبارك”، إلا ان المصريين أبوا وكأنه سيظل يحمل الى الأبد على اسم “فرعون مصر العظيم رمسيس” يحمل اسمه حتى تقوم الساعة وكأنه “مرسود” عليه وهو اللفظ البلدي الذي يقال عن “اللقية” أو الكنز لاستخراجه.
وحتى مع نقل تمثال رمسيس عام 2006الذي كان موجودا في هذا المكان ونقله الى مكان آخر، لم يتغير الاسم ايضا وظل كما هو ميدان رمسيس.
وتاريخياً، كان ميدان رمسيس عبارة عن قرية تسمى “أم دنين”، وهذه القرية تمركز فيها الفاتحون العرب وأنشؤوا بها مسجدا سمى بمسجد “أولاد عنان”، والذي أعاد بناءه في العصر الفاطمي الحاكم بأمر الله وسمى بجامع “المقس”، وتم هدم هذا المسجد من قبل الفرنسيين في الحملة الفرنسية على مصر، وهو نفسه مسجد الفتح حاليا.
وفي عهد محمد علي باشا كان ميدان رمسيس حديقة عامة كبيرة، وخلال حكم الخديوي عباس حلمي الأول (ثالت حكام مصر من أسرة محمد علي)، أمر بشق شارع رمسيس، وسُمّي وقتها بشارع عباس الأول، كما تم إنشاء محطة القطارات وفق اتفاق بين الحكومتين المصرية والإنجليزية لإنشاء خط للسكك الحديدية يربط بين القاهرة والإسكندرية، ومع تولي الملك فاروق الأول حكم البلاد قام بتغيير اسم الشارع إلى “الملكة نازلي”، وبعد قيام ثورة يوليو تم وضع تمثال رمسيس الثاني داخل الميدان، ومن وقتها أصبح يُعرف باسم “ميدان رمسيس” حتى الآن.
ويعد الميدان مدخلاً لوسط وقلب القاهرة، ومن أهم الشوارع التي تتفرّع من الميدان: باب الحديد سابقًا “رمسيس حالياً”، وشارع الجمهورية وشارع باب البحر، وكلوت بك، والفجالة والجلاء..، ومع السنوات فقد الميدان رسمه ومعالمه ولم يبقَ إلا اسمه، من فوضى انتشار سيارات الميكروباص، واحتلال الباعة الجائلين للميدان، حتى فقد الميدان معالمه وجماله القديم، بعدما أصبحت العشوائية والسلبية هي المسيّطرة على ميدان رمسيس.
ورغم أن ميدان رمسيس يفتقر إلى حسن التخطيط؛ مما ترتب عليه الزحام الشديد والارتباك، إلا أن محافظة القاهرة قامت عام 2009 بمحاولة جادة لتطوير الميدان باتخاذ عدد من الإجراءات التي نجحت في القضاء على مشكلة ازدحام الميدان نسبياً، وجعلته يبدو بشكل حضاري، مثل نقل موقف السيارات، وإقامة الحواجز الحديدية، لكن خلّفت ثورة الخامس والعشرين من يناير فوضى جديدة على الميدان.. وفي مايو 2015 قامت حملة أمنية مكبرة بالتنسيق مع محافظة القاهرة لإزالة الإشغالات ونقل الباعة الجائلين بميدان رمسيس.