غير مصنف

تأسيس شبكة عالمية للإرهاب.. هل تحل الأزمة؟

قلل عدد من المحللين السياسيين في تصريحات خاصة لموقع شامل 24 من جدوى تأسيس شبكة عالمية للإرهاب، مؤكدين أنها لن تمنع تمدد تنظيم داعش الإرهابي، واصفين إجراءاتها بالشكلية، وأن القدرة على تدمير التنظيم وتقليم اظافره تحتاج لوقت كبير وجهود كثيرة.

ويعتبر الأصل في مجموعات «المهاجرون» العالمية الجديدة هو لأجانب تأثروا بهجرة عمر بكري، وأخذوا على عاتقهم تأسيس خلاياهم الجديدة في الخارج. ولكن سرعان ما توسعت هذه المجموعات بمجموعات أخرى، وبحلول العام 2004 زعمت جماعة «المهاجرون» بأن لها (21) مجموعة نشطة حول العالم. وعلى الرغم من أن حجم تأثير هذه الجماعات يختلف من واحدة لأخرى، فإننا نستطيع إيجاد أمثلة لأعضاء وناشطين منتسبين في بلدان مثل: الجزائر، أستراليا، بريطانيا، بلجيكا، مصر، إريتريا، إثيوبيا، فرنسا، غانا، إيرلندا، جامايكا، لبنان، هولندا، باكستان، المملكة العربية السعودية، الصومال، سوريا، أوغندا، والولايات المتحدة الأمريكية.

إن بعض هذه المجموعات كالتي تم تأسيسها في إيرلندا بواسطة خالد كيلي (اسمه الأصلي: تيرانس إدوارد كيلي) والمعروفة في الصحافة باسم «طالبان تيري»، كانت صغيرة. وعلى الرغم من ذلك فإن بعض المجموعات تكتسب من الأهمية ما يجعلها جديرة بالبحث والنقاش.
أول مكتب

لقد قامت جماعة «المهاجرون» بتأسيس أول مكتب لها في الولايات المتحدة الأمريكية العام 1999، والذي كان يديره طالب في الجامعة اللبنانية يدعى زكريا مصطفى سوبرة. وتشير المعلومات إلى أن سوبرة قضى مدة في لندن ومانشستر، حيث كان أحد المساعدين المقربين لعمر بكري. وفيما بعد تم إدراج اسمه في مذكرة لمكتب التحقيقات الفيدرالي أثارت القلق حول تلقي بعض المتطرفين دروساً في الطيران قبل حصول هجمات الحادي عشر من سبتمبر(أيلول). وفي الولايات المتحدة –أيضاً- تم تأسيس ما يعرف بـ«جمعية المفكرين الإسلاميين» (ITS) وهي أحد فروع جماعة «المهاجرون» ومقرها مدينة نيويورك. لقد قامت (رابطة مكافحة التشهير) بوصف هذه المجموعة بأنها «اسم مستعار أو أحد فروع جماعة «المهاجرون» التي تأسست في بريطانيا»؛ الأمر الذي أكده تشودري.

تبنت هذه المجموعة عدداً من الخطط الصغيرة للمجموعة الأخرى في بريطانيا، كبعض العناوين الغريبة والمثيرة للاهتمام مثل الدعوة إلى هجوم نووي ضد إسرائيل، وذلك من طريق لافتات كُتب عليها «سحابة الفطر في طريقها إليكم، المحرقة الحقيقة في طريقها إليكم». إن المعاداة العنيفة للسامية التي تدعو إليها جمعية المفكرين الإسلاميين هي بلا شك عامل فريد في المنظومة العالمية لجماعة «المهاجرون».

لقد تضمنت النشاطات التي كانت تقوم بها جماعة «المهاجرون» مسيرات احتجاج علنية وتظاهرات تمّ فيها استخدام عبارات معادية لليهود، ومنها الدعوة إلى طمس معالم أماكن سكن اليهود ودور عبادتهم، وفي إحدى التظاهرات العام 2000 رُفعت لافتة مصورة مكتوب عليها شعار «أيها الإسرائيليون، لقد أوصانا الله بقتلكم أينما كنتم». وفي تظاهرة أخرى في لندن بمناسبة الاحتفال بيوم الاستقلال الإسرائيلي قام بعض أعضاء الجماعة بترديد عبارات مثل: «إننا نريد دماءكم أيها اليهود الأنجاس» و«كل اليهود سوف يحترقون في جهنم».

المفكرون الإسلاميون
إن «جمعية المفكرين الإسلاميين»، التي كانت بالأصل عضواً في الشبكة العالمية لجماعة «المهاجرون»، هي بلا شك المجموعة الأكثر أهمية والأشد خطراً. وعلى الرغم من ذلك فإن الأعضاء الأمريكان في جماعة «المهاجرون» كانوا على علاقة وثيقة بعمليات التنظيم في باكستان، حيث إن فرع الجماعة هناك لعب دوراً مهماً في تسهيل رحلات الجهاديين الغربيين الساعين للالتحاق بمعسكرات التدريب على الحدود الشمالية الغربية لباكستان. لقد كانت هذه المجموعة تحت إدارة ساجيل شاهد، أمير منطقة لاهور؛ حيث تم تجنيد العضو الأمريكي الفاعل محمد بابار بُعَيد هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول). لقد قام بابار بإدارة منزل آمن تابع للجماعة في لاهور، حيث كان هذا المنزل محطة توقف للإسلاميين البريطانيين الذين كانوا في طريقهم لما يسمى «معسكر المهاجرون» في ملك آباد، الذي تم تأسيسه وتمويله من قبل بابار.

كان من بين أولئك الذين مروا عبر هذه الشبكة لتلقي التدريب، من قاموا بالتحضير لتفجيرات السابع من يوليو (تموز) في لندن، إضافة إلى إعداد خطة تفجير الأسمدة الكيميائية. ولكن، في العام 2004 قام فرع المجموعة في باكستان بالتخلي عن الجماعة من أجل الاستعداد لعمليات عسكرية أكثر فاعلية في أفغانستان. ولقد أظهر باكستر كيفية تطور هذه المجموعة إلى واحدة من «شبكات داعمة كثيرة تعمل على ربط الشباب الغربي المسلم، وهو من أوروبا في الغالب، بالمسرح الجهادي في جنوب غرب آسيا. وقد قام بكري بمباركة هذا القرار حيث إنه أبدى بوضوح رغبته بالمحافظة على سياسة الإنكار فيما يخص الجماعة ككل».

وفي العام 2010، ومع عزلة بكري الكبيرة في لبنان، أخذ دور تشودري في توسيع عمليات الشبكة الدولية لجماعة «المهاجرون» منحىً آخر. وبانحسار استخدام اسم «المهاجرون» علنياً في المملكة المتحدة، بدأت الجماعة شيئاً فشيئاً بالسفر نحو الخارج. وشهدت السنوات الأربع الأخيرة تشكيل تشودري شبكة عالمية جديدة تحت مسمىً جديد هو «حركة الشريعة العالمية»، التي تُعرف أحياناً بـ«حملة الشريعة من أجل العالم».

دور تشودري
بينما كان لتشودري الدور الكبير في تأسيس الشبكة الجديدة، بقيت إدارتها الفعلية تحت سيطرة الأمير العالمي: بكري. إن هذه الشبكة الجديدة، التي أخذت بالنمو المتسارع، هي مزيج من المجموعات التي تتم إدارتها بشكل مباشر، وأخرى أقل تقيدا، تضم مجموعات أجنبية ذات انتماءات أيديولوجية. ويظهر اسم تشودري وعمله بشكل متكرر في جميع مواقع المجموعة وفيديوهات اليوتيوب وعلى صفحات الفيسبوك. إن مستوى فاعلية أعضاء حركة الشريعة العالمية يختلف بشكل كبير، من مدونة أو موقع على شبكة الإنترنت إلى منظمات متكاملة الوظيفة منخرطة في نشاطات إرهابية وتعمل على تسهيل مرور المقاتلين إلى سوريا.

تنقسم الشبكة الجديدة إلى ثلاثة معسكرات أساسية: أولاً، المجموعات الأجنبية التي أسسها تشودري ويديرها مباشرةً مثل: «الشريعة من أجل الهند»، و«الشريعة من أجل باكستان»، و«الشريعة من أجل فنلندا». وبعد ذلك المجموعات المنضمة، التي، على الرغم من تأسيسها المستقل، تبنت الفكر المنهجي والعملياتي لجماعة «المهاجرون» مثل: «الشريعة من أجل بلجيكا» و«الشريعة من أجل هولندا»، و«الشريعة من أجل إيطاليا»، و«الشريعة من أجل إندونيسيا»، و«الشريعة من أجل أستراليا»، وجماعة التوحيد التي كانت سابقا تُعرف بــ«الشريعة من أجل فرنسا». وأخيراً هنالك منظمات مثل: «رسول الأمة» في النرويج، والعضو غير الفاعل: ميلاتو إبراهيم، والأتباع النرويجيين لمجموعة أنصار الإسلام بقيادة ملا كريكر؛ حيث إن هذه المنظمات تتمتع باستقلالية تامة عن الشبكة، إلا أنها على علاقة متينة بتشودري.

وخلال مناقشة نمو هذه الشبكة الجديدة، يزعم تشودري أنها تطورت بشكل عضوي، حيث إن هذا التطور لم يكن مخططاً لها تماماً من المركز:

وعلى الرغم من أن ادعاء تشودري بأن الشبكة تطورت بشكل عضوي قد يكون صحيحاً، فإن باحثين في مجال الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي أكدوا بشكل تام وجود عوامل مركزية في هيكل الشبكة. لقد أظهر هؤلاء الباحثون وجود «كيان واحد وراء أغلب أعمال الدعاية». وخلال فترة تجاوزت ثلاثة أشهر في العام 2011 حدد الباحثون (41) قناة على موقع اليوتيوب قامت بإرسال محتوى جهادي ومتطرف له علاقة بجماعة «المهاجرون»، حيث إن (21) من هذه القنوات استخدمت شعار «الشريعة من أجل…» بشكل مشابه لشعار «الإسلام من أجل بريطانيا».

كغيرها من المواقع المثيرة للجدل، كانت أمريكا هي مركز تأسيسها على الرغم من أن تأسيسها الفكري جاء من أوروبا، حيث أرادت الإفادة من قانون التعديل الأول. إن الروابط وراء هذه المواقع واضحة؛ فقد بيّن الباحثون أن المضيف نفسه، (Dynadot)، قام بتسجيل الكثير من نطاقات المواقع المرتبطة. إن مواقع جماعة «المهاجرون» البريطانية التأسيس، و«مسلمون ضد الحملات الصليبية»، و«جماعة التوحيد» الفرنسية، إضافة إلى موقع AnjemChoudary.com تتبع المضيف نفسه-(Dynado). وهكذا، وبينما يتم رسم صور حقيقية أو وهمية لمجموعات متنوعة على أنها مستقلة التأسيس، يظهر جلياً فيما بعد ارتباطها بالشبكة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Ask AI to edit or generate...