لماذا تخاف طهران من تدخل عسكري سعودي في سوريا
كتب- طارق الضبع
تتخوف طهران من تدخل عسكري تقوده السعودية في سوريا، حيث تعلم طهران جيداً أنه في حال تدخلت السعودية عسكريا في سوريا، فإن دولة الملالي لا يمكنها باي حال الرد أو حتى مساعدة الأسد عسكريا، لأن احتمالات صدها للتدخل العسكري السعودي سيعني أن طهران ستفتح على نفسها بابا لا يمكن لها سده، فالدولة التي عانت لعشرات السنوات من الحصاري الغربي على ولم تكد تحل عقدته إلا منذ اشهر، ستدخل في دوامة حرب تجمع دول المنطقة كلها ضدها، وذلك لأن جميع الدول العربية حينها ستكون صفا وراء السعودية حتى وإن كانت ضدها.
اعرب وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الجمعة عن اعتقاده بأن بلاده يمكنها العمل مع السعودية بشأن النزاع في سوريا والتهديدات المشتركة ومن بينها تهديد تنظيم الدولة الاسلامية، إلا أن ممارسات ايران على الارض بدعمها حصار المدنيين والمشاركة في القتال الى جانب القوات السورية النظامية تعكس عكس ذلك.
وصرح ظريف في مؤتمر ميونيخ للأمن “نعتقد انه لا يوجد اي شيء في منطقتنا يمنع ايران والسعودية من العمل معا لتحقيق مستقبل افضل لنا جميعا”.
ويسود التوتر بين السعودية وايران، ويدعم كل منهما الطرف المضاد في النزاعين في سوريا واليمن.
ويشكك مراقبون في جدية الطرح الايراني. ورأوا أن الأمر مجرد مناورة تحاول من خلالها ايران تسويق نفسها أمام المجتمعين في ميونخ كمن يرغب فعلا في انهاء التور مع السعودية والاستعداد للمساعدة في حل الأزمة السورية.
وطهران حليف وثيق الى جانب روسيا للرئيس السوري بشار الاسد وتدعمانه بقوة ميدانيا وسياسيا لإبقائه في السلطة.
ودفعت ايران بآلاف المقاتلين الشيعة من جنسيات عراقية وايرانية وافغانية وباكستانية للقتال الى جانب جيش الاسد، وهي ميليشيات يشرف عليها الحرس الثوري الايراني.
كما تدعم بقوة ميليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن بالمال والسلاح في محاولات مفضوحة للتمدد في المنطقة وتهديد أمن السعودية.
الا ان الوزير الايراني اكد على وجود امكانية لتحديد التحديات المشتركة خاصة التي تمثلها مجموعات جهادية مثل تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة.
وقال ان “المتطرفين يشكلون تهديدا على اشقائنا في السعودية مثلما يمثلون تهديدا على باقي المنطقة. ونحن مرتبطون بمصير مشترك”.
واضاف ان “ايران والسعودية يمكن ان تجمعهما مصالح مشتركة في سوريا من بينها ان تكون سوريا مستقرة وغير ارهابية، ومتعددة الاثنيات والاديان. نستطيع جميعا الاتفاق على ذلك”.
لكنه انتقد في المقابل المملكة وقال “للأسف فقد اتبعت السعودية سياسة الاقصاء الى درجة انها حاولت اقصاء ايران من المحادثات. وكان الحدث كبيرا عندما قرر صديقي وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الحضور الى فيينا في وجودي”. واضاف “كان يجب الا يكون ذلك حدثا كبيرا، فهو امر طبيعي فقط”.
كما دعا الولايات المتحدة الى رفع العقوبات عن ايران عقب بدء تطبيق الاتفاق النووي.
وقال “ايران تقوم بدورها بتنفيذ الاتفاق قبل موعده”.
واكد ان “الولايات المتحدة ستكسب سياسيا من خلال ضمانها ان يعود هذا الاتفاق بمنافع على الجميع حتى يبقى الاتفاق ويعيش لفترة طويلة”.