قصة انشقاقات الإخوان من خطف “عزت” للجماعة وحتى “التأسيس الثالث”
لم تشهد جماعة الإخوان خلافاً مثل هذا الذي تعرضت له منذ عامين، واحتدم أمس الاثنين عندما أعلن محمد منتصر، المتحدث باسم الجماعة المعترف به من قبل جبهة الشباب، عن عقد مجلس شورى الجماعة لاجتماع قال في تدوينه على "تويتر" إنه سيناقش قرارات هامة تنتهي بإطلاق ما يعرف بـ"التأسيس الثالث للجماعة، الأمر الذي استفز جبهة القائم بأعمال المرشد العام للجماعة، ودفع المتحدث باسمه الجماعة طلعت فهمي لنفي عقد اجتماع من الأساس.
وانتهى الاجتماع الذي عقد ظهر أمس إلى فصل الدعوي عن السياسي والابقاء على مرشد الجماعة العامة محمد بديع في موقعه وباقي قيادات الجماعة المسجونة في مناصبهم حتى الافراج عنهم مع عقد الإعلان عن انتخابات داخلية للجماعة انتهت إلى الإطاحة بالقيادات العواجيز والاتيان بشباب بدلًا منهم.
"عزت" مرشد انقسام الاجيال
وبدأ "عزت" إدارة الجماعة قائمًا بأعمال المرشد وليس المرشد نفسه بعد القبض على محمد بديع، المرشد العام للجماعة بأيام. وبقى "عزت" على مدار مدة إدارته للجماعة التي امتدت لثلاثة أعوام وأربعة أشهر، بعيد عن الأضواء وعن الاجتماعات الداخلية، الأمر الذي أخذ عليه لبعده عن القلب الإخواني وعدم درايته بأمور الجماعة.
شهدت فترة إدارة "عزت" للجماعة أكبر انقسام داخل التنظيم الإخواني، منذ تأسيسه؛ إذ تحول الكيان الإخواني إلى كيانين بإدارتين ورؤيتين. وتزعم "عزت" أحد التيارين، إذ عرف بـ"تيار القيادات التاريخية" أو "العواجيز"، فيما عرف التيار المناهض له بـ"تيار الشباب " أو "المتمرد".
وظهر الخلاف على السطح في مايو 2015 عندما اتهم الشباب "عزت" ومن معه بالانقلاب عليهم وخطف الجماعة. وكان الشباب آنذاك يديرون الجماعة بمقضى انتخابات داخلية اجريت في فبراير 2014، بمباركة من القيادات التاريخية باعتبار ان أغلبهم خارج مصر ومطلوبين أمنيًا ما يحول دون إدارتهم. وعندما شعر "عزت" وباقي القيادات الكبيرة سنًا أن الشباب يتبنون مواقف من قبيل الصدم المعلن مع الدولة وانتهاج العنف تحركوا لاسترداد الجماعة منهم، لكن الشباب وقتها كانوا قد نجحوا في تكوين صف لهم في أوساط قواعد الإخوان ما جعلهم يكونوا ما يسمى بـ"تيار" يتحدى مبدأ "السمع والطاعة الإخواني ويتهم جيل القيادات التاريخية بـ"الفشل".
أكثر من ذلك وجه الشباب اتهامات إلى إدارة الإخوان ما قبل فض رابعة العدوية، إذ حملوهم جزء من مسئولية الإطاحة بحكم الجماعة وضياع الفرصة التي كان يسعى لها مؤسس الجماعة حسن البنا منذ ثمانين عامًا.
تعمق الأزمة
بالرغم من لغة التهدئة التي يتعمد "عزت" تبنيها في بياناته ووعوده بقرب تجاوز الأزمة إلا ان ذلك لم يحول دون تعمقها، في ظل إصرار الشباب على موقفهم. ويؤكد مراقبون للتنظيم على أن فكر الشباب الإخواني العنيف لم يأتون به من الخارج لكنه جاء من قلب الجماعة، ما يعني أن "عزت" وجماعته عندما يأخذون على الشباب إعلانهم للعنف لا يعني انهم يرفضون العنف في حد ذاته ولكنهم يرفضون استخدامه في اللحظة الراهنة.
وعودة إلى الأزمة، ينادي شباب الجماعة بما يمسوه بـ"تغيير الدماء" داخل التنظيم، متهمين "عزت" وشركائه بالتمسك بالإدارة حتى لو على سلامة الإخوان. وفي سبيل ذلك اتجه الشباب بزعامة محمد كمال زعيم التيار المتمرد الذي مات في تبادل إطلاق نار مع قوات الشرطة في مكان اختباءه في الرابع من أكتوبر الماضي، إلى تنظيم الصفوف وتحديد الأولويات التي جاءت في إجراء "مراجعات فكرية".
وانتهت هذه المراجعات إلى تشكيل ما يسمى بـ"لجان نوعية" تقوم بتنفيذ عمليات إرهابية خاطفة ضد رموز الدولة من قضاه وساسة ورجال أمن. وقبل الوصول إلى اللجان النوعية كانت الأزمة بين القيادات التاريخية والشباب قد اشتدت لأكثر من مرة وتدخل لتهدئتها رموز إخوانية مثل الداعية يوسف القرضاوي، الذي انتهت مبادرته إلى الفشل وانحاز في النهاية لصف الشباب.
وعلى ذلك تبنى صف "عزت" قرارات عقابية للشباب كان منها الامتناع عن إرسال الأموال لأسر السجناء الإخوان، ما استغله الشباب في تسريب وثائق تثبت ذلك وتقلب قواعد الإخوان على "عزت" أكثر من ذلك أصدر القائم بأعمال المرشد العام للجماعة تعليمات بتعقب شباب الجماعة الهارب في السودان والتحقيق معهم كنوع من التضيق.
كل ذلك زاد من تعقد الأزمة، إلى أن وصلت لمحطة الانتخابات الداخلية الشاملة التي أقامها الشباب الأمر الذي كشف عن شرخ عميق في الجماعة عندما رفضت بعض المكاتب الإدارية إجراء انتخابات بحجة انها داعمة لمحمود عزت. وبالتالي تقاسم الشباب و"عزت" المكاتب الإدارية في المحافظات، فيما انقسمت محافظات كاملة على نفسها وجزء منها اتجه للشباب والجزء الاخر بقى على ولاءه لـ"عزت".
وفاة كمال وتفاصيل جديد على لسان "شلش"
قبل وفاة محمد كمال، زعيم التيار المتمرد، بعام كان صف الشباب يتبنى خطابًا إعلاميًا يتحدث عن "مراجعات فكرية"، وتغيرات في سياسات الجماعة. تدريجيًا ظهر مصطلح جديد كان "التأسيس الثالث"، لتشعر وكأنك ستكون أمام كيان إخواني جديد قريبًا.
بالتزامن مع ذلك كانت عمليات إرهابية تتم في الشارع المصري، محدودة لكنها كانت تستهدف شخصيات عامة. البعض كان يربط بين هذا وذاك وأخرون كانوا يستبعدون تورط الجماعة في هذه العمليات.
بعد الوفاة "كمال" خرج القيادي الإخوان المقرب منه، مجدي شلش، فيما يشبه رثاءه، على أحد الفضائيات الإخواني في حوار امتد لما يقرب الساعة.
وخلال كلامه الذي وصفه المراقبون بـ"الخطير" كشف عن نتائج "كارثية" للمراجعات الفكرية التي أشرف عليها "كمال". وقال "شلش" انه اجتمع قبل عامين هو ومجموعة من قيادات الجماعة ترأسها محمد كمال، لمدة ست أشهر بشقة للقيام على إعداد "دراسة" أسست لما اسماه بـ"اللجان النوعية".
وتعتبر هذه الدراسة منهجة لفكر العنف داخل الإخوان، علاوة على الشرح بالتفاصيل لكيفية التصدي لمؤسسات الدولة وكيفية استهداف الشخصيات العامة، ما اسماه المراقبون بـ"تأصيل للعنف".
واستعان "شلش" في شرحه بآيات قرآنية تبرر الدراسة من الناحية الشرعية، ويؤيد ذلك الرأي القائل بأن "شلش" بات مفتي الجماعة بعد القبض على عبد الرحمن البر، المفتي الرسمي لها. ويعتد هذا الرأي على كون "شلش" أستاذ فقه أزهري.
والواقع يقر بأن تيار الشباب ثبت أقدامه داخل الجماعة، فيما بقى تيار محمود عزت بعيد عن المشهد وملتزم الصمت مكتفيًا بإصدار بيانات النعي لكل شخصية سياسية تحمل خلفية دينية.
لم تشهد جماعة الإخوان خلافاً مثل هذا الذي تعرضت له منذ عامين، واحتدم أمس الاثنين عندما أعلن محمد منتصر، المتحدث باسم الجماعة المعترف به من قبل جبهة الشباب، عن عقد مجلس شورى الجماعة لاجتماع قال في تدوينه على "تويتر" إنه سيناقش قرارات هامة تنتهي بإطلاق ما يعرف بـ"التأسيس الثالث للجماعة، الأمر الذي استفز جبهة القائم بأعمال المرشد العام للجماعة، ودفع المتحدث باسمه الجماعة طلعت فهمي لنفي عقد اجتماع من الأساس.
وانتهى الاجتماع الذي عقد ظهر أمس إلى فصل الدعوي عن السياسي والابقاء على مرشد الجماعة العامة محمد بديع في موقعه وباقي قيادات الجماعة المسجونة في مناصبهم حتى الافراج عنهم مع عقد الإعلان عن انتخابات داخلية للجماعة انتهت إلى الإطاحة بالقيادات العواجيز والاتيان بشباب بدلًا منهم.
"عزت" مرشد انقسام الاجيال
وبدأ "عزت" إدارة الجماعة قائمًا بأعمال المرشد وليس المرشد نفسه بعد القبض على محمد بديع، المرشد العام للجماعة بأيام. وبقى "عزت" على مدار مدة إدارته للجماعة التي امتدت لثلاثة أعوام وأربعة أشهر، بعيد عن الأضواء وعن الاجتماعات الداخلية، الأمر الذي أخذ عليه لبعده عن القلب الإخواني وعدم درايته بأمور الجماعة.
شهدت فترة إدارة "عزت" للجماعة أكبر انقسام داخل التنظيم الإخواني، منذ تأسيسه؛ إذ تحول الكيان الإخواني إلى كيانين بإدارتين ورؤيتين. وتزعم "عزت" أحد التيارين، إذ عرف بـ"تيار القيادات التاريخية" أو "العواجيز"، فيما عرف التيار المناهض له بـ"تيار الشباب " أو "المتمرد".
وظهر الخلاف على السطح في مايو 2015 عندما اتهم الشباب "عزت" ومن معه بالانقلاب عليهم وخطف الجماعة. وكان الشباب آنذاك يديرون الجماعة بمقضى انتخابات داخلية اجريت في فبراير 2014، بمباركة من القيادات التاريخية باعتبار ان أغلبهم خارج مصر ومطلوبين أمنيًا ما يحول دون إدارتهم. وعندما شعر "عزت" وباقي القيادات الكبيرة سنًا أن الشباب يتبنون مواقف من قبيل الصدم المعلن مع الدولة وانتهاج العنف تحركوا لاسترداد الجماعة منهم، لكن الشباب وقتها كانوا قد نجحوا في تكوين صف لهم في أوساط قواعد الإخوان ما جعلهم يكونوا ما يسمى بـ"تيار" يتحدى مبدأ "السمع والطاعة الإخواني ويتهم جيل القيادات التاريخية بـ"الفشل".
أكثر من ذلك وجه الشباب اتهامات إلى إدارة الإخوان ما قبل فض رابعة العدوية، إذ حملوهم جزء من مسئولية الإطاحة بحكم الجماعة وضياع الفرصة التي كان يسعى لها مؤسس الجماعة حسن البنا منذ ثمانين عامًا.
تعمق الأزمة
بالرغم من لغة التهدئة التي يتعمد "عزت" تبنيها في بياناته ووعوده بقرب تجاوز الأزمة إلا ان ذلك لم يحول دون تعمقها، في ظل إصرار الشباب على موقفهم. ويؤكد مراقبون للتنظيم على أن فكر الشباب الإخواني العنيف لم يأتون به من الخارج لكنه جاء من قلب الجماعة، ما يعني أن "عزت" وجماعته عندما يأخذون على الشباب إعلانهم للعنف لا يعني انهم يرفضون العنف في حد ذاته ولكنهم يرفضون استخدامه في اللحظة الراهنة.
وعودة إلى الأزمة، ينادي شباب الجماعة بما يمسوه بـ"تغيير الدماء" داخل التنظيم، متهمين "عزت" وشركائه بالتمسك بالإدارة حتى لو على سلامة الإخوان. وفي سبيل ذلك اتجه الشباب بزعامة محمد كمال زعيم التيار المتمرد الذي مات في تبادل إطلاق نار مع قوات الشرطة في مكان اختباءه في الرابع من أكتوبر الماضي، إلى تنظيم الصفوف وتحديد الأولويات التي جاءت في إجراء "مراجعات فكرية".
وانتهت هذه المراجعات إلى تشكيل ما يسمى بـ"لجان نوعية" تقوم بتنفيذ عمليات إرهابية خاطفة ضد رموز الدولة من قضاه وساسة ورجال أمن. وقبل الوصول إلى اللجان النوعية كانت الأزمة بين القيادات التاريخية والشباب قد اشتدت لأكثر من مرة وتدخل لتهدئتها رموز إخوانية مثل الداعية يوسف القرضاوي، الذي انتهت مبادرته إلى الفشل وانحاز في النهاية لصف الشباب.
وعلى ذلك تبنى صف "عزت" قرارات عقابية للشباب كان منها الامتناع عن إرسال الأموال لأسر السجناء الإخوان، ما استغله الشباب في تسريب وثائق تثبت ذلك وتقلب قواعد الإخوان على "عزت" أكثر من ذلك أصدر القائم بأعمال المرشد العام للجماعة تعليمات بتعقب شباب الجماعة الهارب في السودان والتحقيق معهم كنوع من التضيق.
كل ذلك زاد من تعقد الأزمة، إلى أن وصلت لمحطة الانتخابات الداخلية الشاملة التي أقامها الشباب الأمر الذي كشف عن شرخ عميق في الجماعة عندما رفضت بعض المكاتب الإدارية إجراء انتخابات بحجة انها داعمة لمحمود عزت. وبالتالي تقاسم الشباب و"عزت" المكاتب الإدارية في المحافظات، فيما انقسمت محافظات كاملة على نفسها وجزء منها اتجه للشباب والجزء الاخر بقى على ولاءه لـ"عزت".
وفاة كمال وتفاصيل جديد على لسان "شلش"
قبل وفاة محمد كمال، زعيم التيار المتمرد، بعام كان صف الشباب يتبنى خطابًا إعلاميًا يتحدث عن "مراجعات فكرية"، وتغيرات في سياسات الجماعة. تدريجيًا ظهر مصطلح جديد كان "التأسيس الثالث"، لتشعر وكأنك ستكون أمام كيان إخواني جديد قريبًا.
بالتزامن مع ذلك كانت عمليات إرهابية تتم في الشارع المصري، محدودة لكنها كانت تستهدف شخصيات عامة. البعض كان يربط بين هذا وذاك وأخرون كانوا يستبعدون تورط الجماعة في هذه العمليات.
بعد الوفاة "كمال" خرج القيادي الإخوان المقرب منه، مجدي شلش، فيما يشبه رثاءه، على أحد الفضائيات الإخواني في حوار امتد لما يقرب الساعة.
وخلال كلامه الذي وصفه المراقبون بـ"الخطير" كشف عن نتائج "كارثية" للمراجعات الفكرية التي أشرف عليها "كمال". وقال "شلش" انه اجتمع قبل عامين هو ومجموعة من قيادات الجماعة ترأسها محمد كمال، لمدة ست أشهر بشقة للقيام على إعداد "دراسة" أسست لما اسماه بـ"اللجان النوعية".
وتعتبر هذه الدراسة منهجة لفكر العنف داخل الإخوان، علاوة على الشرح بالتفاصيل لكيفية التصدي لمؤسسات الدولة وكيفية استهداف الشخصيات العامة، ما اسماه المراقبون بـ"تأصيل للعنف".
واستعان "شلش" في شرحه بآيات قرآنية تبرر الدراسة من الناحية الشرعية، ويؤيد ذلك الرأي القائل بأن "شلش" بات مفتي الجماعة بعد القبض على عبد الرحمن البر، المفتي الرسمي لها. ويعتد هذا الرأي على كون "شلش" أستاذ فقه أزهري.
والواقع يقر بأن تيار الشباب ثبت أقدامه داخل الجماعة، فيما بقى تيار محمود عزت بعيد عن المشهد وملتزم الصمت مكتفيًا بإصدار بيانات النعي لكل شخصية سياسية تحمل خلفية دينية.